- الدراسة الجامعية علمتني التنظيم والمثابرة وتحديد الأولويات واستفدت من العمل النقابي فن الإدارة ومهارة القيادة
- حصلت على ماجستير في التجارة الدولية من الولايات المتحدة
- فكرة العمل في «الخارجية» كانت بنصيحة من أخي الأكبر وكان ذلك عام 1988
- عملي الديبلوماسي في واشنطن علمني كيف تطبخ أهم القرارات السياسية الكبيرة وكيف تضغط المؤسسات الكبيرة على صناع القرار
كتب ناصر الخالدي
في جامعة الكويت كانت دراسته في المحاسبة وفيها خاض تجربة العمل في القوائم الطلابية والتي يعتبرها من أهم التجارب في صقل الميول والمهارات للطالب الجامعي، ومن جامعة الكويت إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الماجستير في «التجارة الدولية».
تجربة الدراسة في الخارج كانت كفيلة بأن تعلمه النظام والتخطيط واستغلال الوقت وهي التجربة التي أراد والده أن يخوضها قبل الالتحاق بجامعة الكويت وتنتهي سنوات الغربة ليعود إلى الوطن.
في تلك الفترة كانت أمامه العديد من الفرص الوظيفية لكنه قرر أخيرا أن يلتحق بوزارة الخارجية بعد استشارة أخيه «فيصل» والذي يعتبره المستشار الأول، وهكذا بدأت رحلته الوظيفية بوزارة الخارجية عام 1988م وكانت الإدارة المالية والإدارية هي الإدارة الأولى التي عمل فيها.
عمل في مواقع مختلفة من العالم فقد عمل في «طهران» عامين وكانت تجربة صعبة لأنها كانت مع الغزو الغاشم وعمل كذلك في «واشنطن» والتي تعتبر مطبخ القرارات السياسية الكبيرة وعمل في «بيروت» وفي «ميلانو».
وكانت تجربته الأولى كرئيس بعثة.
أما «اسبانيا» فهي التجربة التي يعتز بها والتي اختتمها بحصوله على الوشاح الأكبر من ملك اسبانيا تقديرا لجهوده.
السفير عادل العيار شخصية متميزة يعمل في كل الظروف ويحرص دائما على القول بأن كل ما يتحقق من إنجازات هو نتيجية جهود مشتركة لا ينسبها لنفسه بل لجميع العاملين معه في الحقل الديبلوماسي.
هلا حدثتنا في البداية عن المراحل الأولى من حياتك وكيف كانت؟
٭ ولدت في 20/11/1961م وعشت طفولتي في منطقة الخالدية وفيها كانت رحلتي الدراسية في روضة الخالدية وبعدها روضة السيد عمر ومن ثم الخالدية المشتركة بنين قبل أن تنفصل ، والمتوسطة في مدرسة أبو أيوب الأنصاري واخترت الدراسة في القسم الأدبي لأنني تأثرت بذهاب أصدقائي إلى القسم الأدبي.
أثناء رحلتك الدراسية هل كنت تفكر بدخول السلك الديبلوماسي؟
٭ لم أكن أخطط لدخول السلك الديبلوماسي بل كانت عندي رغبة في دخول عالم التجارة وتأسيس الشركات وهذه كانت اهتماماتي أو هكذا كنت أخطط لنفسي عندما كنت طالبا قبل دخول المرحلة الجامعية إلا أن اهتمامات الإنسان قد تتغير مع الزمن وإذا كان التخطيط من عوامل النجاح فإن التعايش مع الواقع واستثمار المعطيات بالشكل الصحيح أمور لا تقل أهمية عن التخطيط.
بعد التخرج في الثانوية العامة أين اتجهت؟
٭ بعد التخرج في الثانوية العامة كانت رغبة والدي أن أكمل دراستي في الخارج لكنني كنت أفضل الدراسة في جامعة الكويت لأنني أحببت تجربة العمل النقابي والنشاط الطلابي فالتحقت بجامعة الكويت وكنت في البداية أفكر بكلية التجارة لكنني أحببت المحاسبة فتخصصت في المحاسبة وتجربة الدراسة في جامعة الكويت علمتني التنظيم والمثابرة وتحديد الأولويات واستفدت من العمل النقابي فن الإدارة ومهارة القيادة.
بعد التخرج في جامعة الكويت كيف أكملت رحلتك؟
٭ بعد التخرج في الجامعة قررت السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل استكمال دراسة الماجستير وبالفعل نجحت في ذلك وكانت دراسة الماجستير في «التجارة الدولية» واستمرت فترة الدراسة 3 سنوات تعلمت خلالها أهمية العلم والمعرفة وأنها قيمة الإنسان ومن خلال الدراسة في الخارج تعلمت التنظيم والتخطيط واستغلال الوقت بالشكل المناسب.
ما قصة التحاقك بوزارة الخارجية؟
٭ بعد انتهاء الدراسة عدت إلى الكويت وكانت هناك الكثير من الفرص الوظيفية لكن أخي الكبير فيصل اقترح علي العمل في وزارة الخارجية وبعد أن فكرت في الأمر وجدت أن وزارة الخارجية مكان مناسب وكان لي صديق سبقني في التقديم للعمل بوزارة الخارجية وهو الأخ صالح اللوغاني فشجعني ذلك على الالتحاق بوزارة الخارجية في عام 1988م.
ما أول إدارة عملت فيها؟
٭ الموظف الناجح يعمل في أي إدارة دون تمييز ويحرص على الإنتاج وهذا لا يمكن أن يكون دون التعرف على الأقسام والإدارات وطبيعة العمل لذلك كانت الفترة الأولى التي قضيتها في وزارة الخارجية هي فترة تدريب وحرصت على أن أطور مهاراتي وأستفيد من جميع الزملاء فعملت في البداية في الإدارية والمالية وهي محطة لم أستمر فيها طويلا لكنني تعلمت فن العمل الإداري الذي يتوقف على المتابعة والخبرة.
بعد هذه المحطة إلى أين انتقلت؟
٭ سافرت إلى نيويورك «دورة الأمم المتحدة» ومثل هذه الدورات تساهم في صقل الشخصية الديبلوماسية وتجعلها قادرة على اتخاذ القرار بعد قراءة الواقع لذلك استطيع القول إنني استفدت من تجربة «دورة الأمم المتحدة».
ماذا عن دورك في فترة الاحتلال الصدامي للكويت؟
٭ أثناء مشاركتنا في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية وكان رئيس الوفد د. عبدالرحمن العوضي وكان معنا العم المرحوم بإذن الله عبدالعزيز العتيبي حدث الاحتلال الصدامي وكنا وقتها في القاهرة فتم نقلي للعمل في السفارة الكويتية في طهران لوجود أعداد من المواطنين هناك فعملت لمدة عامين في السفارة وكنت الرجل الثاني في السفارة وأعتقد أن هذه التجربة كانت بالنسبة لي تجربة ثرية للغاية جعلتني أتعرف على العمل الديبلوماسي ميدانيا والديبلوماسي الناجح يجب أن يكون مبادرا لخدمة وطنه مهما كلف الثمن.
بعد تجربة العمل في طهران إلى أين اتجهت؟
٭ عدت إلى الكويت ومن الكويت إلى المطبخ السياسي «واشنطن» هناك حيث عملت في سفارة الكويت لمدة 7 سنوات وكان السفير آنذاك السفير الشيخ د.محمد الصباح هذا الرجل الذي يعشق الكويت بطريقة فريدة فكان سفيرا مثاليا يستحق وبجدارة لقب «السفير الناجح».
والعمل في واشنطن علمني كيف تطبخ أهم القرارات السياسية الكبيرة وكذلك علمني كيف تضغط المؤسسات الكبيرة على صناع القرار وأصبحت عندي خبرة ديبلوماسية وعلاقات واسعة فكانت تجربة واشنطن تجربة غنية بالخبرات.
من واشنطن إلى بيروت حدثني عن تفاصيل هذه الرحلة؟
٭ بعد انتهاء مدة عملي في واشنطن نقلت للعمل في السفارة الكويتية في «بيروت» فتعلمت التعايش مع الأحداث وقراءتها والنظر في تأثيراتها وبيروت التي عملت فيها لمدة عامين هي محط أنظار الكثير من الكويتيين لعلاقتنا المتميزة مع لبنان فكنت حريصا على تمثيل وطني وخدمة أبناء وطني.
متى كانت أول تجربة لك كرئيس بعثة؟
٭ في عام 2002م كانت أول تجربة لي كرئيس بعثة في ميلانو حيث كنت القنصل العام ولا شك انها تجربة فيها مسؤولية كبيرة وتتطلب مزيدا من العمل والابتكار ورئيس البعثة الناجح يتعامل مع زملاء العمل في البعثة على أنهم أسرة واحدة ويكون الدافع حب الوطن والرغبة من أجل تمثيل الوطن بالشكل الصحيح ولم أواجه مشاكل تذكر أو تحديات في تجربتي الأولى كرئيس بعثة لأنني تعلمت العمل الديبلوماسي في مدارس مختلفة.
ماذا عن فترة العمل كسفير للكويت في اسبانيا؟
٭ في عام 2006م بدأت تجربتي في العمل كسفير للكويت في إسبانيا وكانت من التجارب الرائعة فقد حرصت وزملائي العاملون معي في السفارة أن تكون فترة إنجازات فقمنا باستثمار ما لدينا من المعطيات لتعزيز العلاقات الكويتية - الإسبانية فملك إسبانيا زار الكويت عام 1979م، وفي الفترة التي عملت فيها كسفير للكويت في إسبانيا زار الكويت 5 مرات وقد نجحنا في عمل الكثير من المشاريع الثقافية من بينها إقامة الجناح الكويتي في معرض «اكسبو» والذي كان بالتعاون مع وزارة الإعلام حيث حقق نجاحا باهرا بإشادة ملك اسبانيا.
هل تعلمت اللغة الإسبانية؟
٭ نعم في البداية واجهت بعض المعوقات ولكنني نجحت في النهاية في تعلم اللغة الإسبانية والسفير الناجح لابد أن يتحلى بالإلمام والمعرفة وهذا قد يتطلب تعلم اللغة.
أفتخر بأنني تلميذ في مدرسة صباح الأحمد الديبلوماسية
يفتخر السفير عادل العيار بأنه رافق صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في كثير من المؤتمرات عندما كان سموه وزيرا للخارجية ولا ينسى العيار تلك الأيام حيث تعلم منها الكثير فعندما سألته عن أبرز الاستفادات أجاب قائلا «تعلمت من صاحب السمو الأمير حفظه الله إدارة الجلسات وطريقة الحوار وفن اتخاذ القرار فهو مدرسة ديبلوماسية عريقة.
شكراً مرزوق الغانم
أثنى السفير عادل العيار بالجهود التي يبذلها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم حيث يقول «لا أنسى موقف بو علي عندما حضر للسفارة الإسبانية أثناء منحي الوشاح الأكبر فلا أنسى هذا الموقف من مرزوق الغانم.
«وسام» وشكر للسفير الإسباني
يعتبر السفير عادل العيار هو أول كويتي يمنح وشاح الاستحقاق المدني من الملك الإسباني تقديرا لجهوده المبذولة وهو أعلى وسام ملكي.
وخلال اللقاء توجه العيار بالشكر للسفير الإسباني الحالي في الكويت على جهوده في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين.
في أميركا طباخ
في سياق الحديث عن تجربة الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية ذكر السفير عادل العيار أنه تعلم الطبخ أثناء دراسته في الخارج وهو الأمر الذي يعتبره العيار من فوائد الدراسة في الخارج.
جندي ينتظر الأوامر
لدى سؤال السفير العيار عن الدولة التي يتمنى العمل فيها بعد هذه الاستراحة في الفترة الحالية، فأجاب قائلا: بكيف المسؤولين في الوزارة وأعيد السؤال ذاته فيبتسم وهو يقول «أنا جندي أنفذ الأوامر».
أعشق الحياة الأسرية
يجتمع العيار مع أسرته التي يفتخر بها ويعتبرها الداعم الأبرز له في كل النجاحات التي حققها وعندما يسترجع ذكرياته مع والدته رحمها الله يقول «هي التي علمتنا على أهمية الترابط والتآخي ووالدي علمنا حب العمل والإخلاص» يعتز بإخوانه وأخواته جميعا لكنه يعتبر الأخ الأكبر «فيصل» هو المستشار الأول.
جهود زملاء العمل من أهم عوامل النجاح
أكد العيار أن جهود زملائه في العمل كان لها دوما دور كبير فيما وصل إليه من نجاح، ومن ثم وجب تقديم الشكر إلى كل من عمل معهم.
مشاركة الشركات الإسبانية في مشاريع التنمية بالكويت إنجاز أفتخر به
أشار العيار إلى دوره في مشاركة الشركات الإسبانية في المشاريع التنموية في الكويت، مؤكدا أن هذا يعد إنجازا يفتخر به.