- الإدارة الصحيحة والقدرة على توصيل المعلومة بطريقة جيدة والتواصل مع الطلبة من أهم مقومات النجاح في مجال التدريب والتعليم
- معهد الكهرباء والماء أصبح مميزاً على مستوى الشرق الأوسط بشهادة الوفود الزائرة وتمكنا من زيادة طلابه من 600 إلى 2000 طالب وأصبح لدينا 17 مبنى و58 مختبراً وورشة
- عملت في «نفط الكويت» 4 سنوات تعلمت خلالها الالتزام بالعمل واستفـدت كثيراً في تطوير قدراتي ومهاراتي الهندسية
- ساهـمت في تفعيل دور مركز ابن الهيثم للتدريب فتم اختياري مديراً لمعهد الكهـرباء والمــاء من ضمن 23 مرشحاً
- الاحترام السائد في الجامعة كان يساعـد كثيراً على النجاح والتميز.. والأخوّة كانت طابعاً مميزاً للعلاقة بين الطلبة والطالبات
- انضممـت إلــى المقاومـــة داخل الكويت خلال محنة الغزو وما تعرضت له من اعتداءات زادني إصراراً على الدفاع عن وطني
ضيفنا هذا الأسبوع عرف أن الإبداع يحتاج إلى كثير من الجهود والوقت فلم يبخل بشيء من ذلك لتكون النتيجة ما سنتعرف عليه في ثنايا هذه السطور عن رحلته مع النجاح والإبداع. المحطة الأولى مع مدير معهد الكهرباء والماء م. جلال سيد عبدالمحسن الطبطبائي كانت الدراسة الجامعية التي انطلقت من خلال رؤية واضحة لتحديد المسار والهدف فالتحق بجامعة الكويت بكلية الهندسة وبعد السنة الرابعة جاء الغزو الغاشم ليزعزع أحلاما وطموحات كانت تسير بالمسار الصحيح، وفجأة تحول الطالب إلى مقاتل ليدافع عن وطن يستحق الدفاع، إلى أن من الله علينا بالتحرير فسافر إلى المملكة العربية السعودية للحصول على «كورس» في كلية الهندسة بعدها كانت العودة إلى جامعة الكويت وفيها تخرج بتفوق. 4 سنوات أمضاها م. جلال الطبطبائي في شركة نفط الكويت تمكن خلالها من تنمية مهاراته وقدراته الهندسية لكنها لم تكن ترضي كل طموحه، فانتقل للعمل في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي التي وجد فيها نفسه وأصبح مستمتعا بالعمل التربوي، خصوصا أنه واحد من عشاق التدريب، وفي فترة قصيرة استطاع أن يثبت وجوده من خلال إدارة مكتب الجودة في الهيئة ثم الحصول على منصب مدير معهد الكهرباء والماء ليحقق فيه نجاحات كثيرة. م. جلال الطبطبائي مدرب حاصل على شهادة عالمية في مجال الآيزو، الذي يعنى بنظام الجودة، وقد قدم العديد من الدورات في هذا المجال بالكويت وبعض دول العالم وإضافة إلى ذلك لديه بعض الأعمال التجارية الحرة في تخصصات مختلفة من خلال إدارة شركة مجموعة الطبطبائي للتجارة العامة والمقاولات وهي من المحطات البارزة في حياته، وإليكم تفاصيل اللقاء مع م. جلال الطبطبائي:
مطلع هذا اللقاء أخبرنا عن ميولك الدراسية في بداية حياتك.
اخترت الدراسة العلمية لرغبتي في دراسة الرياضيات التي كانت نسبة تفوقي فيها 98% وكذلك بقية المواد العلمية، حيث كنت من المتفوقين فيها وحتى عندما كنت في مدرسة كيفان وجهتني الإدارة المدرسية إلى اختيار التخصص العلمي لأنه يتناسب وشخصيتي.
هل كانت الرؤية بالنسبة لك واضحة منذ البداية لتحديد مسار حياتك؟
نعم، بعد التخرج من الثانوية العامة كانت الرؤية بالنسبة لي واضحة فأنا منذ دراسة الثانوية العامة كنت أجد داخلي رغبة جادة في دراسة الهندسة وكانت أمنيتي أن أصبح مهندسا، فوجدت ان التحصيل العلمي الجيد هو الوسيلة الأقرب لتحقيق هذه الأمنية ولهذا لم أواجه صعوبة في الاختيار ولم أتردد فالتحقت بجامعة الكويت بكلية الهندسة واخترت تخصص الميكانيكا الذي لم يكن سهلا على الإطلاق لكنني تعلمت أن المثابرة مفتاح لكل شيء فالتزمت به.
حدثني عن أبرز الأشياء الجميلة التي تأثرت بها خلال الدراسة الجامعية؟
من الأشياء الجميلة التي لا أنساها أثناء دراستي الجامعية أنني تأثرت ببعض الاساتذة المتميزين مثل د. ناجم الناجم الذي تأثرت بأخلاقه العالية وتواضعه الجم والتزامه في العمل حتى أصبحت فيما بعد أقوم بتدريس نفس المادة، كما تأثرت أيضا بالدكتور عادل الصبيح وأيضا من الأشياء الجميلة التي لا تنسى تآلف القلوب في تلك الفترة، فالجيل الذي درست معه قد يكون من الصعب أن تجد مثله فكانت تجمعنا الأخوة بكل ما تحمل الكلمة من معنى حتى أننا كنا ننظر إلى الطالبات الدارسات معنا على أنهم أخوات وليس مجرد طالبات، فكان الاحترام هو الجو السائد في الحرم الجامعي ولعل هذا الأمر يساعد كثيرا على النجاح والتميز، أما الانشغال بتوافه الأمور فلن يؤدي إلا إلى الفشل ولهذا أنصح الطلبة والطالبات بضرورة التركيز على الدراسة وغض النظر عن كل ما يعرقل مسيرة الدراسة.
مكاسب كثيرة
وماذا عن تجربتك في العمل النقابي كيف تلخصها؟
الحقيقة كنت واحدا من الذين يحبون العمل النقابي ويؤمنون به ولهذا شاركت في بعض التجمعات، والعمل النقابي بطبيعة الحال يساهم في صقل شخصية الطالب ويساعد في تنمية مهاراته وقدراته ويساعده كذلك على تكوين العديد من العلاقات الاجتماعية، إضافة إلى أنني وجدت في الجو النقابي مساحة للتعبير عن الآراء والأفكار بكل حرية.
وماذا عن أبرز الصعوبات التي واجهتها أثناء الدراسة الجامعية؟
من الصعوبات التي واجهتها أثناء الدراسة الجامعية تعرض الكويت لمحنة الغزو، فتوقفت الدراسة وكانت فترة عصيبة وتجربة مثيرة للغاية، وبالنسبة لي لم أخرج من الكويت أنا وأسرتي وتطوعت في جمعية النزهة وعملت في داخل الجمعية وتعرضت للاعتداء أثناء تلك الفترة، فكسرت يدي ورجلي لكن هذا كله لم يؤثر في، بل قد تستغرب إذا أخبرتك بأنه زادني إصرارا على المقاومة، لأننا كنا ولا نزال نحب رموزنا السياسية ونعتبرهم أكثر من رموز وهذا هو الدافع الذي جعلني أنتقل من طالب إلى مقاتل في صفوف المقاومة الكويتية.
تجربة ثرية
وكيف استطعت مواصلة المشوار بعد التحرير؟
بعد تحرير الكويت درست في المملكة العربية السعودية في كلية الهندسة لمدة 6 شهور، ثم عدت إلى جامعة الكويت وفيها تخرجت، وتجربة الدراسة في السعودية كانت تجربة ثرية تعلمت خلالها أن الإنسان الناجح عليه أن يواصل مشواره التعليمي مهما كانت الظروف ومهما كانت الأحداث كما كانت فترة مميزة كونت خلالها العديد من العلاقات الاجتماعية التي ما زالت قائمة ووجدت في الشعب السعودي الأصالة والأخوة، إضافة إلى أن جدتي سعودية الجنسية ولنا علاقات طيبة هناك، فساعد هذا الأمر كثيرا على أن تمضي تلك الفترة بنجاح.
وأين عملت بعد التخرج في جامعة الكويت؟
بعد التخرج في جامعة الكويت جلست لمدة شهرين دون أي عمل، وكنت حريصا على أن أختار العمل المناسب بكل دقة، خصوصا أن العروض كانت كثيرة في تلك الفترة ربما لقلة عدد الخريجين ولأن سوق العمل كان يتسع للجميع، فما ان تتخرج حتى تتوالى عليك العروض وبعد شهرين التحقت بشركة نفط الكويت التي كان الالتحاق بها طموح أغلب الشباب في تلك الفترة، واستمرت رحلتي في شركة نفط الكويت لمدة 4 سنوات تعلمت خلالها الالتزام بالعمل واستفدت كثيرا من خبرات الآخرين في تطوير قدراتي ومهاراتي في المجال الهندسي ومضت السنوات الـ 4 فشعرت بأن لدي طموحا أكبر من العمل في شركة نفط الكويت على الرغم من أنني كنت سعيدا بالعمل مع تلك المجموعة، لكنني وجدت نفسي في مكان آخر وأحسست أنني قد أبدع فيه أكثر.
مجال جديد
وماذا بعد تجربة العمل في شركة نفط الكويت؟
بعد تجربة شركة نفط الكويت التقيت في أحد الأيام مع مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي سابقا د. حمود المضف، وهو الذي نصحني بالالتحاق بالهيئة وشجعني على ذلك، وأيضا د.عادل الطبطبائي كان له دور في تشجيعي على دخول هذا المجال حيث وجدت فيه صدق النصيحة ورجاحة العقل، وهذا ما شجعني على الالتحاق بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي إضافة إلى أنني أحب عملية التدريب والتعليم وهي هوايتي منذ الصغر، حتى إنني كثيرا ما كنت أجلس وأشرح لزملائي الطلبة، فكانت تظهر علي بعض ملامح المدرس، كما أنني أجد في ذلك متعة لأنه ليس من السهل أن تساهم في صناعة أجيال تخدم الوطن والمجتمع وكانت بدايتي في معهد الكهرباء والماء.
كيف كانت تجربة العمل في الحقل التربوي وما عوامل النجاح فيه؟
تجربة العمل في الحقل التربوي كانت مميزة جدا أما عوامل النجاح فيها فلابد من توافر بعض الأمور أهمها القدرة على الإدارة، فالإدارة الناجحة إضافة إلى القدرة على توصيل المعلومة بالطريقة المناسبة تساعدان كثيرا على النجاح وكذلك الدخول مع الطلبة صداقات ومساعدتهم في حل مشاكلهم والاستماع إليهم ولكن بما لا يفقد المدرس هيبته،، ومن واقع تجربتي أستطيع القول إن المدرس يستطيع تشكيل الطلبة حسب الطريقة التي يريدها من خلال قدرته على الادراة واستخدام أكثر من طريقة في التعامل.
حدثني عن تفاصيل رحلتك في معهد الكهرباء والماء؟
بدأت مشواري كمدرب في معهد الكهرباء والماء، وكانت الرغبة في الارتقاء هي الدافع للتميز فحرصت منذ اللحظة الأولى لعملي بالمعهد على الالتزام في العمل وتكوين علاقات اجتماعية ناجحة والحرص على الحصول على أفضل التقارير السنوية وهذا ساعدني في الحصول على الترقيات حتى أصبحت رئيس مكتب الجودة في المعهد وهو المكتب المعني بنظام الأيزو، وبعدها انتدبت للعمل كنائب رئيس في مركز ابن الهيثم للتدريب وتجربتي في معهد ابن الهيثم كانت رائعة حيث ساهمت خلالها في تفعيل دور المعهد أكثر من خلال عمل الدورات والندوات المستمرة، وبعد ذلك تم اختياري ضمن 23 مهندسا لأكون مديرا لمعهد الكهرباء والماء بعد أن تم اختياري من قبل اللجنة المعنية في ذلك.
تطوير كبير
ماذا عن أبرز الإنجازات التي حققتها في معهد الكهرباء والماء؟
من الإنجازات التي أفتخر بتحقيقها في معهد الكهرباء والماء مشروع التوسع الذي قمنا به لزيادة عدد الطلبة الدارسين في المعهد، فبعد أن كانوا 600 طالب أصبحوا 2000 طالب وأصبح لدينا 17 مبنى وأكثر من 58 مختبرا وورشة على أحدث المستويات في العالم ويتضح ذلك من خلال مخرجات المعهد ونجاح خريجينا في سوق العمل حتى أصبح معهد الكهرباء والماء مميزا على مستوى الشرق الأوسط وهذا بشهادة الوفود الزائرة للمعهد.
حدثني عن تفاصيل رحلتك مع تخصص الآيزو؟
رحلتي مع تخصص الآيزو جاءت من واقع عملي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي عندما أصبحت رئيس مكتب الجودة والآيزو هو عبارة عن نظام الجودة وهو نظام عالمي ولا تتصور شح المدربين في هذا النظام لأنهم قلائل جدا فوجدت في داخلي رغبة في دخول هذا التخصص الجميل، خاصة أنني أحب إتقان الشيء وخروجه بصورة أقرب ما تكون إلى الكمال فالتحقت بالعديد من الدورات التدريبية في كثير من الدول مثل بريطانيا وأميركا ولبنان إلى أن تمكنت من هذه المادة ووصلت إلى أعلى مستوى فأصبحت مدقق أول مسجل في الهيئة العالمية للمدققين وكنت الكويتي الأول في الهيئة العالمية.
وماذا عن مشوارك التدريبي؟
رحلتي مع التدريب بدأت من واقع قراءتي المستمرة لكتب الإدارة والقيادة وفن التعامل مع الآخرين وكذلك بعد حصولي على شهادة الآيزو وجدت في داخلي الرغبة في دخول مجال التدريب وهو مجال رائع جدا ويساهم المدرب من خلاله في إيصال رسالة سامية للمتدربين وقدمت العديد من الدورات في الكويت والمملكة العربية السعودية وبريطانيا ولبنان والإمارات ومصر والبحرين، وأسعى إلى الانتشار بصورة أكبر ولكن بطريقة مدروسة.
برأيك ما عوامل النجاح في مجال التدريب؟
النجاح في التدريب يتوقف على توفيق الله عز وجل ثم سعة الاطلاع ومواكبة التغيرات والخبرة العملية المصحوبة بالقدرة على إيصال المعلومة بطريقة مبسطة وسهلة الوصول فالمعلومات التي تقدم في الدورات موجودة في الكتب لكن المدرب الناجح هو الذي يعرضها بشكل ناجح ويضيف عليها جزءا من خبرته العملية.
وماذا عن نشاطك التجاري كيف كانت البداية؟
رحلتي مع التجارة بدأت بإنشاء شركة مجموعة الطبطبائي للتجارة العامة والمقاولات والتي تمارس أكثر من نشاط تجاري فقد كانت البداية برأسمال متواضع ثم تطورت الشركة وتوسعت بعد ذلك وأصبحت لها سمعة طيبة.
ماذا عن تجارتك خارج الكويت كيف بدأت فيها؟
في عام 2004م أنشأت مع رجل الأعمال المصري م. إيهاب الدريني شركة للاستثمار العقاري وأسميناها الشركة الكويتية المصرية للاستثمار العقاري، فأجريت العديد من الصفقات التجارية في المجال العقاري بمصر وكذلك في الإمارات، ووجدت أن التاجر الناجح هو الذي يقتنص الفرص ويعتمد على الصدق والأمانة ثم بعد ذلك وجدت الفرصة مناسبة للدخول في المجال التعليمي فأنشأت شركة الرؤية للمدارس الخاصة وحققت فيها نجاحا كبير بفضل الله ثم الإدارة الناجحة وحسن العلاقات إضافة إلى اختيار البيئة المناسبة والآن لدينا سلسلة من المدارس الخاصة وأرغب في المزيد من التوسع.
وفاء لصاحبة التضحيات
أثناء اللقاء توجه م.جلال الطبطبائي بالشكر الجزيل لشريكة حياته أم عبداللطيف التي كانت أحد عوامل النجاح لما بذلته من تضحيات عديدة في سبيل تهيئة الجو المناسب للنجاح، وقد أقدمت على الاستقالة من الوظيفة والتفرغ لإدارة البيت وتربية الأولاد وغيرها الكثير من التضحيات التي يذكرها م. جلال الطبطبائي من باب الوفاء لأم عبداللطيف.
أدب جم وترحاب كبير
أثنـــاء اللقاء تواجـــد معـــنا أبنـــــــاء م. جلال الطبطبائي عبداللطيف ومحمــد وعبدالمحسن والطفلة الصغــيرة سهــام وكانوا كلهم مثـــالا للأدب الجم والأخلاق الرفيعة فقد غمـــروني بالترحــيب الصادق منذ اللحظـة الأولى حتى جعلوني أردد قول الشاعر:
من تلقى منهم تقل لقيت سيدهم
مثل النجوم التي يسري بها الساري
هوايات محببة
كتابة الشعر من الهوايات التي يمارسها م. جلال الطبطبائي إضافة إلى قراءة الكتب وتبدو هذه الهواية واضحة من خلال نظرة على مكتبته الزاخرة بالكتب، إلا أن هذه الهوايات تحتاج إلى وقت فراغ لممارستها لذا فإنه يكتب الشعر بين الفينة والأخرى، أما قراءة الكتب فغالبا ما تكون في السفر.