الصيف يعني الانطلاق بالألوان المرحة والتنقل والسفر هنا وهناك، ومن هذا المنطلق قام مصممو الأزياء العالميون خلال هذا الموسم بتقديم كل ما هو جديد ومختلف بنكهات كل الثقافات، فمنهم من اختار جو أفريقيا، شمالها وجنوبها، ومنهم من اقترح مغامرات في صحاري اميركا أو جزر الكاريبي، لكنهم اجتمعوا على تسليح المرأة بكل ما تحتاجه من أزياء واكسسوارات لهذه الرحلات، سواء كانت هذه المرأة أنيقة تريد ان تعيش مثل فتاة المجتمع المخملية، أو مغامرة تريد ان تكتشف الأدغال والصحاري. كانت الرحلة أفريقية بريشها وعاجها وألوانها وحقائبها الضخمة المعلقة على الأكتاف والظهر، وفي عرض «كنزو» هي مغربية تستقي خطوطها وألوانها من فسيفساء المغرب، وفي عرض كل من «هيرميس» و«ايترو» و«ميسوني» هي إما مكسيكية أو مطعمة بروح الغرب الأميركي أو متبلة بفلافل هندية حارة، أما عرض «جوتشي» و«فرساتشي» و«روبرتو كافالي» فيأخذك الى الريفييرا او جزر المالديف أو الكاريبي.
وفي ظل هذا التنوع تأتي النتيجة عبارة عن مظهر منطلق وعملي يتراقص على نغمات «بوهيمية» عالية تلعب على المنساب تارة وعلى الطبقات المتعددة تارة أخرى، فأسلوب «البوهو» الذي اعتقدت العديد من الأنيقات أنه ولى إلى أجل غير مسمى، بعد انتعاش التصميمات المفصلة من تنورات وتايورات، أكد انه لصيق بأجواء الربيع والصيف ومن الصعب فصله عنهما، كما اكد انه يناسب السفر والترحال، سواء كان عبارة عن بنطلون جينز مع قفطان قصير، كما ظهر في الستينيات، أو على شكل فستان طويل أو قصير مع صندل أو «بوت» كاوبوي، كما تطور فيما بعد على يد النجمة الشابة سيينا ميللر، كان ذلك في عام 2004 عندما ظهرت في فيلم «آلفي» الشهير، ولفتت الأنظار بأناقتها وأسلوبها اكثر مما لفتتها بقدراتها التمثيلية، كانت هذه هي الشرارة التي أطلقت أسلوب البوهو، بشكله الحديث، في شوارع الموضة العالمية مرة اخرى، إذ انه لم يعرف نفس الجمال والإقبال منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. خبيرة الأزياء رايتشل زو كانت أول من التقطت هذه الشرارة وروجت لها من خلال نجمات مثل نيكول ريتشي وميشا بارتون وغيرهما، وسرعان ما انتشر المظهر على شكل نظارات ضخمة وفساتين منسابة وطويلة وشعر متماوج وصنادل «الويدج» العالية أو أحذية الباليرينا المنخفضة، كان المظهر انثويا وبسيطا في الوقت ذاته، وهذا ما جعله يروق لشرائح أكبر.