حسين الشمري
يوجد على الإنترنت أكثر من 300 موقع للشعر الشعبي، ولا نتكلم عن المواقع المختصة بأخبار الشعر والمعروفة كـ «أنهار» و«أبيات» و«وكالة أخبار الأدب» و«موفن» وغيرها بل نتحدث عن مواقع المنتديات التي يخصصها أصحابها للشعر ويضعون فيها قصائد لشعراء معروفين لجذب الجمهور، ومعها ينشر فيها قصائد.. بل «عصائد» لا تمت إلى الشعر بصلة، فماذا يقول الشعراء النجوم عن شعراء الإنترنت الجدد الذين يظهرون فقط عبر مواقع المنتديات التي تأخذ شكل الشعر ولكنها لا تنشر سوى القصائد المكسورة وغير المستوفية للأوزان ولا الشروط ولا القافية؟
«الأنباء» أجرت استطلاعا مع عدد من نجوم الشعر حول ظاهرة انتشار شعراء الإنترنت (وهم ممن لا تنطبق عليهم شروط الشعر) ولا نقصد الشعراء الذين ينشرون عبر الإنترنت بل نقصد الأشخاص الذين يكتبون ما يعتقدون انه شعر ثم ينشرونه في منتديات مراهقين مدعين أنهم شعراء، هؤلاء وغيرهم كيف يراهم الشعراء؟
الشاعر النجم والمعروف ناصر الفراعنة تناول طرف الموضوع من سؤالنا الأخير حول شعر الإنترنت وقال: «الإنترنت حاله كحال أي نافذة إعلامية يخرج منها الغث والسمين ولكن الجمهور الذواق أكثر من الجمهور سيئ الذوق في الخليج ويمكنه أن يحكم وبشكل أكثر من جيد على هذه النوعية من القصائد التي تملأ فضاءات الإنترنت».
وأضاف الفراعنة: «لا يمكن أن نحجر على أحد فدعوهم يكتبون وينشرون حروفهم، الجيد سيصل أما غير الجيد فمصيره النسيان».
وختم حديثه قائلا: «لم أطلع على كل ما يبث على الإنترنت ولكن يصادف أن أمر بموقع أو موقعين وهي محاولات لكتابة الشعر ولكنها لا ترقى لمستوى الشعر».
أما الشاعر الكويتي النجم حامد زيد فكان له رأي مختلف حول سؤالنا قائلا: «اعتبروا الإنترنت دفتر محاولات شعرية لبعض من يريدون كتابة الشعر، لنمنحهم فرصة، ولكن حقيقة الإنترنت به الكثير من المحاولات التي لا ترقى إلى مستوى الشعر ولكن عامة لا يمكن أن نهملها أو نسقطها من حساباتنا لأنها تبقى محاولات».
وأضاف زيد: «هي كما تقولون مجرد محاولات، ولكن الشعراء معروفين فهؤلاء حتى وإن كتبوا ألف محاولة لا يمكن أن يظهروا على الفضائيات أو برامج الشعر المعروفة لأنهم لا يمكنهم أن يمتلكوا مقومات الشاعر الحقيقي».
عراب الساحة صاحب ورئيس تحرير المختلف الشاعر ناصر السبيعي بدأ حديثه بأريحية حول ما يراه من محاولات شعرية على الإنترنت قائلا: «دعوهم يكتبون، هذا نوع من أنواع التعبير، هم يعتقدون أنه شعر، هو حتما ليس شعرا، ولكنه محاولة، وأنا شخصيا لا أمانع في وجود مثل هذا النوع من المحاولات الكتابية ولكنه ليس شعرا».
وعما إذا كان السبيعي سيقبل بنشر مثل هذه المحاولات الشعرية كما أسماها في مجلته الشهيرة قال: «لا بالطبع، حدود النشر للشعراء محكومة وفق ضوابط محددة أبسطها الوزن والقافية والترتيب والمعنى والأهم من هذا كله هو الجديد في القصيدة وهو ما حرصنا عليه في المختلف منذ نشأتها قبل أكثر من 22 عاما».
واختتم السبيعي حديثه قائلا: «لا يمكن أن نحجر على أحد محاولته ولكن في النهاية ما يكتبه أغلب من نراهم على الإنترنت لا علاقة له بالشعر حتى وإن حاولوا أن يضعوه بشكل الشعر».
مدير تحرير المختلف والشاعر المعروف نايف الرشيدي بدأ بهجوم صاعق على من أسماهم بمستشعري الإنترنت قائلا: «هؤلاء هم من سيدمر الشعر، فالإنترنت سنة بعد سنة يتحول إلى ذاكرة، وبعد سنوات ستصبح كتابات هؤلاء المستشعرين موجودة حتى ولو بعد 20 عاما، هم مجرد مستشعرين أو أناس معقدين، لهم محاولاتهم الكتابية التي يلصقونها غصبا بالشعر وهي لا تمت إلى الشعر بأي صلة».
وأضاف الرشيدي: «كيف نسمح بأن نترك هؤلاء يدمرون الشعر أمام الآخرين؟ ولكن في النهاية أعتقد أن الشعر الحقيقي هو الذي سيصل أما شعر أطفال الإنترنت فسيبقى محصورا في دائرة الإنترنت وزوار الموقع الذي نشرت فيه تلك الكتابات السيئة».
الكاتب والإعلامي المعروف وأحد أعضاء لجنة شاعر المليون علي المسعودي رفض اتهامنا لهؤلاء بأنهم أطفال الإنترنت المستشعرين وقال: «لا يمكن أن نحجر على أحد محاولاته، أنا معكم انها لا تمت إلى الشعر بصلة ولكن انتظروا ربما يخرج من بين هؤلاء ممن لا يعجبونكم شاعرا عظيما».
وحول سؤالنا له عما إذا كان يتوقع أن يظهر متنبي من خلال تلك المحاولات الساذجة قال: «ربما 90% منها ساذجة ولا ترقى للشعر وربما كان 99% أيضا لا ترقى، ولكن هناك 1% لابد أن نرى بقعة ضوء تفاؤل في آخر نفق الإنترنت، هناك الكثير من السيئ ولكن هناك الجيد بل والرائع».