في جسدي يسكن مخلوق لطيف،لا أراه ولكن حتما أشعر به، هو دائما وديع كالأطفال، وجميل كالغيوم في السماء، ونقي كحبات المطر!
يلامسني، وأحسه في صدري..
يجري في أوردتي مجرى الدم، كاد أجزم انه شيء من روحي.. يخرج مع أنفاسي لـ / يعود مره أخرى إلى قلبي!
اعتزل الكون ما إن يبدأ في الحديث معي،يكشف لي أشياء كثيرة،تجعلني أرى ما وراء الستار وبالعين المجردة!
يحقق لي جميع أمنياتي، ويحبني كثيرا، لذا تشجعت ذات ليلة، وطلبت منه أن يجلسني بالقرب من منافق!
وكان لي ما أردت، اختارني لأكون عريفة في أمسية، وكانت أمسية لثلاثة شعراء وشاعرة!
الأول منهم لم استطع أن أقدمه بديباجة كبيرة، لا اعرفه جيدا ويبدو لي انه زج بين الشعراء، نظرا لصلة قرابته بذاك الرجل المهم في الصف الأول من المسرح، لذا قدمته باسمه فقط، ولكي أخالف الركب أيضا، فمنذ أمد بعيد لم يقدم شاعر بلقب الشاعر،فأنا حتى في هذياني أبحث عن التميز، وهذا أفضل، لأنه وببساطة جدا، أردت الجلوس بالقرب من منافق وليس أن أنافق، بدأ الشاعر قبل أن أنهي اسمه، وكأنه يعترض على كلمة شاعر ويريد أكثر منها!
سلم على الربع (ولا أعلم لماذا التحيز للربع في ظل وجود العشرة والعشرين)، وأنشد قصيدة مدح في ذلك الرجل المهم القابع بين حاشية ما إن تراها حتى تتأكد انك أمام رجل بإمكانه أن يصنع ألف أمسية كهذه بالخفاء ولكن السر في حضور هذه الأمسية المعلنة بالذات مازال غامضا تماما كسر ابتسامته التي كانت تعلو مع كل بيت، افتتح قصيدته بصوت مسموع في البيت الأول، ومع البيت الثاني ارتفعت نبرة صوته أكثر فأكثر فأأأكثر فأأأأكثر!
حتى بدأ الصراخ أخيرا..
كان أشبه بالمعتوه، فأنا أشاهده من قريب، إلى أن قرر أن يتحول إلى رجل ترتاب في أمره حينما وقف فجأة حاملا رمز الرجولة كما يصفونه بين يديه..
قاذفا به إلى ارض المسرح، فتوالت (العقل) من هؤلاء الذين يتمايلون طربا مع صراخه...
إنهم يقذفون بذاك السواد الذي من العار أن تخلعه إلا في المواقف الصعبة، فهو عز وكبرياء وخليط بين العادات والتقاليد من وجهه نظرهم، لذا تخلوا عنه بأمسية.
للوهلة الأولى ظننتهم يقذفونني إلى أن انتبهت أنهم يرمون الجمال في داخلي، يصوبون ذاك المخلوق الشفاف العذب، الذي يختبئ خلف أضلعي، ويتشبث بقلبي أسمع جيدا كيف يستغيث وينتحب بصمت، لقد أهانوه، صدمتني أناته، إنه يحتضر.. ولا يسمعونه.. إنهم فقط يصفقون.
وضعت يدي على صدري في محاولة أخيرة لحماية الشعر الذي يستنجد بي، أوجعني حاله فـ / هو من أحضرني لهم، وحقق لي أمنيتي التي كانت على حسابه، من روعته.. ونقائه يسعى إلى إرضاء الجميع.. حتى وان انتهكوه، قطبت حاجبي من تلك التصرفات الصبيانية، ووقفت فما أردت الجلوس إلا بالقرب من منافق، وليس معتوها يجلس أمام مجانين!
بقي أن اعتذر لهؤلاء الذين مازالوا يجلسون على المنصة، فما قدمتهم وما سمعتهم، عم اللاشعر في الفضاء، حتى سئم الأنقياء الأجواء، فالشعر بلا إحساس.. نقص مشين.. والجلوس بقرب منافق.. مهزلة لا تطاق!
عبر العصافير؟
من هي ريم التركي اللي (لجيتونا فيها)؟
كاتبة كويتية فذه، تكتب من وحي عقلها فقط.
لم يصغ لها رئيس تحرير سطرا، ولم يعدل لها زميل حرفا.
ودمتي بخير يا أخيه
(همسة)
ترى النساء المسترجلات الأنوثة (لعنه)
يجب مكافحتها ومحاربتها
وأراها موهبة لا يجيدها الجميع...
ريم التركي