للحزن اقلام، تنزف الصورة الشعرية حبرا ملطخا بمرارة المشهد، وللصورة ريشة تغمر اللوحة جمالا رغم شحوب مناظرها. وللموقف عدسة مكبرة تجعل من الوحدة ظلا تستفيء المشاعر به من هجير الشوق. عندما لا يكون بوسع الشاعر سوى محبرة ممتلئة بنزيف الجروح وصوت متحشرج من الم الفراق تكون القصيدة اشبه بمشهد مأساوي نتعايش معه شعرا، حيث ترق له المشاعر وتغرق له المحاجر ولا ضير ان تراقصت ذوائقنا من انين قافيته.
النظرية النسبية الشاعر المحرمي جعل من الحزن نايا تسربت انغامه في مسمعي واورقت حنايا ذائقتي شعرا ولم اشعر الا وانا جزء من قصيدته التي استهلها بـ ليلة البارح.. من الفرقا احتما قلب طير.. وعظيم ذيب.. وضلع جوع يوم ما غنا المفارق.. وارتما جمرة.. بين الحنايا والضلوع قمت وغطيت الحزن حتى نما في ملامح وجهي.. واطراف الصبوع
مقدمة جعلتني استذكر نظرية الابعاد الثلاثة «الطول والعرض والارتفاع» وعندما جاء انشتاين في نظريته النسبية ليضيف الزمن كبعد رابع، فكذلك الشعر لا شك انه ثلاثي الابعاد «فكرة ووزن وقافية»، لكن ليس كل الشعراء بوسعهم ان يتقمصوا فكر انشتاين ليضيفوا بعدا رابعا في قصائدهم، ولكن المحرمي استطاع ان يجعل من الخيال بعدا رابعا للقصيدة، بمطلعه وتسلسل احداث الفكرة وخياله الذي احتوى مضمون القصيدة وكل هذا جعل من ابياته نجوما تسبح في فلك الشعر.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )