موضوع الساحة شائك وكبير ومتعب ومرهق في نفس الوقت ولا أبالغ اذا قلت إن الحديث فقط عن هذه الزوبعة تأتي بصداع الرأس ولكن «مجبر أخاك لا بطل في الحديث عن هذا الموضوع» لأهمية لدي. فحينما نتكلم عن الساحة الشعبية الخليجية بالذات نعي تماما أن الانطلاقة كانت من هنا من الكويت اعلاميا وصحافيا حتى أصبحت في القمة وفي عصر توهجها في السنوات الماضية ونعلم أن وراء هذا التوهج أناسا شرفاء خدموا الموروث بإخلاص من دون التحيز لأحد لأنهم يريدون خدمة الموروث ويبحثون عن الجمال وليس كما هو الحال الآن بتفشي ظاهرة الشلليات وما يدور خلف الأروقة والحبكات والمؤامرات بين هذه العصابات التي لاتدري كيف ولماذا ومن أوجدها وما يدور من تفرقة واضحة بين شعراء الشمال وشعراء الجنوب دون سبب ودون هدف.
ولا ننكر الفضل لمن خدموا الموروث في عصره الذهبي وعلى مدى سنوات طويلة في الساحات الخليجية وهم كثر. وكانت الساحة الشعبية الكويتية هي المصدرة للنجوم ولم نسمع يوما أن هؤلاء الشرفاء تحيزوا لشخص ما وأنهم فقط يبحثون عن الشعر لا القبيلة. ومن كان يريد الظهور الإعلامي والشهرة السريعة والطرق المؤدية للنجومية فعليه التوجه لهذا البلد الذي صنع نجوم الشعر والأمثلة على ذلك كثيرة ومن منا ينكر فضل الصفحات الشعبية والمجلات وإعلامنا المرئي وحتى على المستوى الفني كنا نرى فنانين كبارا قصدوا الكويت للوصول للنجومية وعالم الشهرة.
وفجأة بين ليلة وضحاها انقلب الحال بعد ظهور القنوات التي باتت واقعا مفروضا على الشعر والشعراء دون أي فائدة غير زيادة الشللية والتفرقة وأوهمونا أصحاب هذه المنابر بأن بعد ظهورهم المرئي تنخفض الأضواء عن أصحاب الفكر المقروء وعن ساحتنا الشعبية بعدما كانت هي الأولى حتى أصبح الحال لا يطاق وما زاد الطين بلة هذه التجمعات الشللية التي أوجدتها المقاهي الشعبية ان صح التعبير والتي ترى فيها العجب، نجد هناك مجاميع كبيرة من الشعراء محسوبين على مطبوعة معينة والفئة الأخرى كذلك تجدهم في مقهى آخر وكأنهم الاخوة الاعداء لا يلتقون ولا يطيب لهم الجلوس في مكان واحد وكما يقول المثل الشعبي «وجيه متوالفة وقلوب متخالفة».
والسؤال المهم هنا لهم لماذا فعل الشعر بكم هكذا لماذا يصل الحال بكم الى ما هو عليه الآن يجمعكم كثير من التنافر واختفت بينكم المحبة.
وللحديث بقية حيث ان هناك نقاطا مهمة لم نتطرق لها سوف نتركها لأوانها عندما يحين.
«نبضة أخيرة»
نتمنى من المعنيين من أصحاب الشأن وأقصد المسؤولين عن المجلات والصحف والمختصين بالشعر الشعبي أن يصلحوا الحال ويعيدوا البريق لهذه الساحة وان يقطعوا الطريق امام «المافيا» التي تحاول بشتى الطرق سحب البساط من هذا البلد.
هيثم السويط [email protected]