منذ ما يقرب من خمس سنوات بدأت حمى البورصة واسواق الأسهم تجتاح دول الخليج العربي، الكل اصبح مضاربا أو مستثمرا أو على الأقل متفرجا مكتفيا بالتنظير حول مصير هذه الشركة أو تلك، واصبحت الصفحات الاقتصادية تنافس الصفحات الرياضية والفنية والأمنية في الصحف، حتى أنها اصبح لها الأولوية، الكل يبحث عن السهم، الكل يبحث عن الدينار وعن الأسهم وعن مصير هذا السهم أو ذاك.
حمى ضربت في بيوتنا جميعا، وطبعا كان يصحب كل حركة تصحيحية انهيار مالي محدود يقتصر ضرره على صغار المستثمرين الذين لا يفقهون أن التجارة ربح وخسارة، وما ان يسقط المؤشر نحو الدائرة الحمراء حتى يبدأ صغار المستثمرين بإطلاق التسميات على كبار شركات السوق واصحابها بأنهم هوامير وتجار وغالبا ما يكون النداء مصحوبا بـ «الحقينا يا حكومة».
شعراء الساحة الشعبية لم يتركوا حدثا بهذا الحجم يمر دون أن يناله نصيب من تعليقاتهم شعرا هجاء أو شكوى، ولكن من خلال رصدنا لجميع ما نشر خلال فترة العامين الماضيين وجدنا أنه جميعا قصائد مملوءة بالتذمر والشكوى والهجوم القاسي على تجار السوق الكبار بل وحتى أحيانا على أنفسهم كونهم دخلوا السوق من باب لا يفقهون به شيئا فسقطوا على وجوههم بخسائر لا قبل لهم بها، ومنها قصائد مناشدات القيادة السياسية للتدخل.
هذه القصائد قمنا بجمع بعضها وللحقيقة ما يصلح للنشر منها فقط كون أغلبها يتطرق بالذكر لأسماء شركات كبرى مدرجة في معظم البورصات الخليجية ولكننا اكتفينا بما يمكن إجازة نشره، واخترنا القصائد الفكاهية الخفيفة التي تروي حال صغار المستثمرين في الغالب.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )