اختفى الشاعر الشعبي في الآونة الأخيرة عن الساحة اختفاء ملحوظا، حتى أننا افتقدنا كثيرا تلك الأجواء الكوميدية التي تصدر من غالبيتهم، هذا وبعد عملية بحث واسع النطاق، تبين لنا أنه يقضي وقته كله على صفحة الفيس بوك، وذلك حرصا منه على التواصل مع المعجبين والمعجبات، والجدير بالذكر أن القائمين على الفيس بوك وبعد معرفتهم أن الشاعر الشعبي قد دخل إلى هذا العالم، بدأوا يفكرون مليا في بيعه خشية الخسارة، وتفاديا لأي أزمات أو كوارث قد تنجم عن الشعراء الشعبيين.
هناك العديد من الشعراء قد تمكنت منهم شهوة الظهور ورغبة التواجد والتي ارتبطت إلى حد ما بالمغامرات اللاواعية ما أدى بهم إلى الخروج عن المستوى المألوف وتقديم ما لا يليق، بينما الشاعر الذي يمتلك موروثا زاخرا على مستوى الاطلاع والتجربة سيشفع له هذا الأمر في عملية قصر الحاجز الزمني وذلك عن طريق الوعي الفني الذي يضفي على مادته الأدبية الأناقة والجمال وامتدادا شاسعا لما في تجربته من أبعاد عميقة، فنجده عندما يوظف قضية معينة في نصه أو حتى مفردة ما يقوم بإخراجها من إطار التقليدية المملة وينزع عنها هذه العباءة التي أكل الدهر عليها وشرب، ويحاول توظيفها بطريقة أنيقة وجديدة ومبتكرة.
يعد الشاعر الشعبي (وغير الشاعر الشعبي كي لا أتهم بمعاداتهم) من أكثر الناس ممارسة للهرولة واللهث خلف الشهرة والأضواء بصورة تكاد تكون لافتة للأنظار، إلى درجة إيمانه وتطبيقه للمثل المصري «يارب اشهرني ولو بفضيحة».. فمن يبحث عن الشهرة والأضواء فسيجد أن هنالك العديد من المجالات التي تحقق له نتائج أفضل وأسرع بكثير من الساحة الشعبية ولا تحتاج إلا الليونة فقط.
فيصل الرحيّل
[email protected]