هيثم السويط
زاوية جديدة نقوم من خلالها بتسليط الضوء على بعض الموضوعات التي تتصل بالموروث الشعبي، ونحاول التعرف على آراء مجموعة من المهتمين بالساحة الشعبية ونترك المجال مفتوحا للضيف ليدلي بدلوه حول موضوع النقاش، وبدايتنا هذا الأسبوع مع موضوع شائك ألا وهو «المسلسلات البدوية والى أين تتجه؟»:
لم تكن الإسقاطات الساخرة في المسلسلات الكوميدية تجاه الحياة البدوية موجعة وان كانت حادة بعض الشيء الا أنها تعكس الواقع بالفعل مثلما كانت سخرية الفنان ناصر القصبي في أحد مسلسلاته التي عرضت قديما بقوله لشيخ القبيلة «عمي الشيخ يبه». مبينا وبشكل ساخر أن ممثلي المسلسلات لا يدركون ما هي البداوة.. وهذا هو واقع الحال! إلا أن الأمر هو تشويه لهذه الصورة بشكل مزعج.. وهذا ما سعت واحة «الأنباء» لتوضيح الإشكالية الكبيرة بشأنه من عدم الإدراك.
تنقلت واحة «الأنباء» في الأوساط الشعبية والإعلامية المهتمة بالموروث الشعبي وقامت بطرح السؤال على مجموعة من شعراء الساحة الشعبية حول عدم التزام القنوات العربية الرسمية والخاصة بإنتاج مسلسلات تعنى بالتراث بالشكل الصحيح دون اللجوء الى تشويه العادات واللغة والشعر والتي تؤرخ الأحداث المهمة سواء في الكويت أو في الخليج.
وبدأت دردشتنا حول هذا الموضوع مع الشاعر ذياب العسكر الذي أجاب برفضه الكثير من هذه النوعية من المسلسلات وقال ان المسلسلات البدوية لا تجني الكثير من الأموال في هذا الوقت والسبب أن المشاهد لم يعد يحرص على متابعة هذه المسلسلات البدوية التراثية وخاصة تلك المنتجة في بلاد الشام كونها غير قريبة من تراثنا وموروثنا في الجزيرة العربية وهذا ما جعل شريحة كبيرة من المشاهدين في خليجنا العربي لا يهتمون بها وهذا ينعكس على أصحاب القنوات الفضائية الشعبية الخاصة الذين يخشون أن يقدموا على خوض غمار انتاج مثل هذه المسلسلات ولاحظنا كذلك وجود مسلسلات ساخرة لا بأس بها ولكنها أفضل بكثير من المستوردة التي غزتنا، والأهم عدم وجود كاتب جيد يستطيع أن يؤلف مثل هذه المسلسلات وان كان موجودا فهو لا يجد الدافع أو لم يجد من يطلب منه كتابة وتأليف مسلسل، ولا ننسى كذلك خوف البعض من تأليف مسلسل بدوي قد يخوض به شيئا من واقع تراثنا بالتطرق الى بعض أسماء القبائل أو الشخصيات التاريخية البدوية ولعل هذا الأمر قد يثير حفيظة البعض أو يعيد بعض النعرات القبائلية أو بعض العادات والتقاليد السيئة.
وعاتب العسكر بعض القنوات الفضائية حيث قال: إنها جهة من جهات التوعية وتحضير النشء، ان مضمونها سيئ وهابط جدا والتصوير يخدش الحياء ومناف لأخلاقنا وقيمنا الإسلامية وطبيعة حياتنا الاجتماعية المحافظة والتي نحاول دوما أن نغذي بها أنفسنا وأبناءنا.
لذا نود من أصحاب هذه القنوات والقائمين عليها أن يكونوا سلاحنا المرئي ضد كل من يحاول النيل من ديننا ومجتمعنا المحافظ بطبيعته. ونود أخيرا كذلك من أصحاب القنوات الخاصة أن يبينوا للمشاهد العربي أنهم حريصون على هذا الموروث بان يقوموا بعمل وإنتاج المسلسلات الهادفة والقصص الجميلة لموروثنا الغني بها في البادية وكذلك في الحاضرة ونتمنى أن يوفقوا في الاختيار الجيد.