- الشادي: أجيال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ينابيع تتدفق
- غزاي: نطمح إلى أن نرى الاحترام والتقدير في عيون الآخرين
- المعطش: لا يوجد جيل يلغي جيلاً والكل مكمل للآخر
- العوني: في جيل الثمانينيات نجد التقليدية البحتة غير المطورة
- دوحان: جيل الثمانينيات هو الأساس الذي سار عليه من بعدهم
- مهاوش: الشاعر التسعيني يرى أنه أزاح العسكر القديم من الواجهة
- بن جبران: الشعر امتداد من الجاهلية وحتى الآن لم نلغ أياً منهم
- الخطيمي: في السابق هناك اختيار واحد فقط وهي الصفحات الشعبية
هيثم السويط
واحة «الأنباء» تسلط الضوء وتكشف واحدا من ابرز الملفات في تاريخ الشعر الشعبي لأهم جيلين في الساحة الخليجية من خلال اخذ آراء من اصحاب الشأن وهم الشعراء البارزون لجيلين مختلفين، ومن خلال رؤيتهم الخاصة حول اختلاف جيل الثمانينيات عن الجيل الحالي والجيل الذي سبقه. وهل أنهى جيل التسعينيات الحضور الثمانيني؟ لنقف امام آراء مختلفة نضعها لقرائنا الكرام بكل مصداقية وموضوعية لننهي من خلالها موضوعا شائكا جدا يكاد يكون حديث اغلب الملتقيات الأدبية منذ فترة طويلة.
بداية تحدث د.صالح الشادي قائلا أنه لا يمكن للنخلة أن تعلو أو أن تثمر ما لم تستند الى تاريخ وجذور ضاربة.. الســـــقيا تأتي مـن الأرض ومن السماء.. أجــــيال السبعينيات والثمانينيات والتسعيــــنيات توجد في تــــجاربهم ينابيع مازالت تتدفق لتسقي غيرها.
الثقافة بالتجربة
شبيب غزاي: عبر بقوله أنه ليس صحيحا بأن يأتي جيل ليلغي الآخر بل يكون مكملا له وهذا هو الإبداع الصحيح لأن الكل يعترف بالآخر ومن لم يكن له ماض لم يكن له حاضر والماضي هو البنية الأولى للمستقبل. وان تحدثنا عن الجيل الحالي والتسعينيات نجد انه قد يحمل شهادة ولكن ليس مثقفا لأن الثقافة بالتجربة وليست بالدراسة فكم من مثقف لا يحمل أي مؤهل علمي. وشهادتي مجروحة بجيل الثمانينيات كوني أحد شعراء هذه الفترة ولكن يبقى الاحترام موجودا لمن سبقنا ونطمح الى ان نرى الاحترام والتقدير في عيون الآخرين.
ثقافة إنترنت
الشاعر فهد دوحان أكد أنه لا يستطيع الغاء جيل الثمانينيات لأسباب كثيرة أحدها أن ما تم بناؤه من جيل الثمانينيات هو الأساس الذي سار عليه من بعدهم وأي اعتقاد بهدم هذا الأساس هو هدم لما سيجيء بعده والجيل الحالي أسميه ثقافة إنترنت.
صراع الأجيال
أما الشاعر محمد مهاوش فقال المعني بإجابة هذا السؤال هو الجيل القادم ليؤكد أن الإنهاء معناه السحق أو عدم الفاعلية، وهذا السؤال في تصوري يفكر فيه البعض، غير أنني لا أميل لتبني هذا الرأي أو نقيضه. حتما الشاعر الثمانيني يرى نفسه في المقدمة والشاعر التسعيني يرى أنه أزاح العسكر القديم من الواجهة، وهذا مرده لصراع الأجيال وثقافة الهيمنة، ونظرا لكون الجيلين عربا أقحاحا مهما تمدنوا فإن مسألة الإلغاء من عدمه مشاعة لكلا الطرفين ومفروغ منها
وفي اعتقادي أن التميز للمنتج لا التوجه، لأن التوجه تحكمه عوامل عديدة لعل من أبرزها فرصة البدايات وثقافة الهيمنة والميل للتعصب، أما المنتج فيبقى المعادلة الأقوى في هذا الحراك الثقافي – إذا أجيز لنا استخدام مثل هذا التعبير الفضفاض والواسع – المسألة يا أخي الكريم تبقى مطروحة للتداول، ولا يؤخذ حقيقة برأي أحد الطرفين المعنيين، إلا بوجود طرف ثالث لا ينتمي لأي جيل منهما، وهذا السؤال بتصوري من المفروض ترحيله للجيل القادم حتى يجيب عنه بكل إنصاف وموضوعية.
هاجس الكتابة
من جهته قال عبدالله الفلاح: أنه لا أحد ينهي حضور أحد والجيل التسعيني مكمل للجيل الثمانيني لأن الفرق فقط أن كليهما شغله هاجس الكتابة أما عن انهاء الحضور فلا أعتقد أن أحدا ينهي أحدا لأن جيل الثمانينيات وعددا كبيرا ايضا من جيل التسعينيات يعرف لعبة الحضور والغياب، أيضا ربما جيل 2000 لم يدرك مفهوم هذا الحضور والكثير من شعراء هذا الجيل أنهوا أنفسهم لأنفسهم لأنهم انشغلوا بالهامش/ الضوء ولم ينشغلوا بالمتن/ شعر..
الذائقة موجودة
سعد المعطش.. لم يختلف كثيرا عن الزميل الفلاح حيث قال انه لا يوجد جيل يلغي جيلا ولكن يكون مكملا له دائما، أما عن الذائقة فهي موجودة لدى كل جيل أضف الى ذلك الثقافة والتطور السريع الذي طرأ على الساحة من قنوات فضائية ساهمت كثيرا والكل هنا جميل ولا أعتقد أنه سيأتي جيل يلغي الآخر.
هم الرواد
مشعل دهيم أبدى رأيه بأن شعراء جيل الثمانينيات يعتبرون هم الرواد وواضعي حجر الأساس لمن سيأتي بعدهم من أجيال وليس جيل التسعينيات فقط ومن ينكر فضل هذا الجيل الراقي يعتبر شخصا غير متصالح مع ذاته ومنكرا لفضل هذا الجيل وحقه المكتسب في الريادة.
الفكر الوسطي
أما مطيع العوني فذهب برأي آخر وأضاف بأن جيل الألفين تميز كثيرا عمن قبله من التسعينيات ونجد القصيدة مثقفة جدا وتحمل فكرا وخالية تماما من التعقيد وأنا من عشاق هذا الجيل ومتابع جيد للساحة الشعبية الخليجية. عندما تنظر لجيل الثمانينيات تجد القصيدة التقليدية البحتة غير المطورة وهناك نسبة 20% منهم يحملون فكرا والعكس تماما في جيل التسعينيات أما جيل الألفين فيحمل الفكر الوسطي الثقافي ومنهم مبدعون وبنسبة كبيرة تفوق 90%. اضف الى ذلك التطور والثقافة في الجيل الحالي التي أدت الى رقي القصيدة والفكر معا.
حسب الحضور
خلف الخطيمي كان تحيزه للجيل الحالي واضحا حيث قال: نعم، ألغي الحضور الشخصي لشعراء فترة الثمانينيات ولكنهم يحظون بالعمل التراكمي وبالتالي المسألة حسب حضور الشاعر، أضف الى ذلك الثقافة، ولو ان شعراء هذا الجيل كانوا موجودين بجيل الثمانينيات لبرزوا وأبدعوا وتميزوا أكثر من جيل الثمانينيات ولكن الذي خدمهم النطاق الضيق واعتبارهم مجددين بذلك الوقت. وهنا لا نناقش أفضلية ولكن اقصد الوجود ونتحدث عن الفترة السابقة هناك اختيار واحد فقط وهي الصفحات الشعبية، أما الآن فقد اختلف الأمر بكثرة الاختيارات للشاعر منها عبر قنوات فضائية كثيرة تختصر الزمن أضف الى ذلك كثرة المطبوعات وهذه الاختيارات لم تكن موجودة في السابق وهنا الحكم للقارئ.
تصور خاطئ
مساعد بن جبران: لم يوافق زميله الخطيمي في الرأي مؤكدا أن شعراء الثمانينيات في الشعر الشعبي هم من أبدعوا وتميزوا في القصيدة ونذكر كثيرا منهم مازلنا نردد قصائدهم. وكذلك شعراء التسعينيات لم يقلوا عن سابقيهم ولا أظن أن هناك جيلا يلغي الجيل الذي بعده وهناك قصائد في الثمانينيات كنا نسمعها وكنا نقول انها حداثية وان كانت هذه المعلومة راسخة في عقول البعض بأنهم يلغون جيلا شعريا فهذا تصور خاطئ لأن الشعر امتداد من الجاهلية وحتى الآن لم نلغ أيا منهم. ووسائل الإعلام كانت في السابق محدودة تأخذ الشيء الجيد للمتلقي لذلك تجد تميزا بالقصيدة من ناحية الفكر والأخلاق، أما الآن فنجد وسائل النشر متعددة حتى سمعنا الغث والسمين دون مراعاة للحياء أضف الى ذلك كثرة الفضائيات التي تقدم الشيء الهابط.
طرح مختلف
صالح السكيبي كان متوسطا في رأيه عن الجيلين حيث قال إن العصر الـــحالي أكثر تطورا لكنه شدد على أنه لا يوجد جــــيل ينهي الـــــجيل الآخر إنما هو امتداد له. لذلك تجد ان كل جيل فيه رموز شعرية تمثله. وبالتالي فإن لكل جيل لغته وثقـــافته وطريقته ولا يعني ذلك بالضرورة تميزه عمن سبقوه ولكن مع تطور المستوى الثقافي في جميع المجالات أصبح هناك طرح مختلف إلى حد ما. في السابق اعتقد أن هناك هما أدبيا (إن صحت التسمية) والآن قل وجود هذا الهم الى حد كبير.
كذلك في جيل الثمانينيات كان هناك احترام للطرح وكان هناك احترام للذوق العام ولا ننكر أن العصر الحالي أكثر تطورا وانتشارا وبالتالي فإنه من الطبيعي أن نرى طرحا مختلف الألوان. ولكن ليس بالضرورة ان ينعكس هذا الطرح بشكل إيجابي على المتلقي والدليل أن هناك نوعا من عدم الرضا لدى المتلقي في الوقت الحالي.
موجة الشعر التقليدي
الشاعر خضران المطيري يؤكد أن الثقافات تغيرت الى حد ما ولكن جيل التسعينات لم ينهه إنما ساعده لحمل بيرق الشعر لجيل قادم حتى اصطدم في موجة الشعر التقليدي والتقليدي السطحي وامتداح الذات والقبيلة التي أثرت على مسيرته بعض الشيء حتى استطاع رواده النهوض به وتثقيفه من جديد ودفعه لسنوات قادمة والأدلة كثيرة على ذلك لوجود أسماء رائعة.. ولو ان لي تحفظا بعض الشيء على عبارة اسطورة وأمير شعر وشعراء فالجمال والتميز ليسا حكرا وليست لهما مرحلة زمنية إنما تلك أجيال تمر ويأتي من بعدها وهذا قانون عجلة الحياة.
باقٍ حتى حينه
ناصر السحيمي: قال أن التغيير لم يكون واضحا الى حد كبير وهذه النماذج تضيف الى الساحة الشعبية الشيء الكثير وبالنسبة لجيل الثمانينيات والتسعينيات لم ينته وهو باق حتى حينه لما امتاز به هذا الجيل من إبداعات تركت بصمة لن ينساها الشعر ومتذوقوه.
رغم قلة الإعلام
الإعلامي خالد المحسن: يرى أن في كل جيل هناك مبدعون ولا يشترط ان يلغي أو ينهي الآخر فالمبدع يبقى في الذاكرة حتى ولو تعاقبت الأجيال أو الأزمنة لذلك يشترك مبدعو الثمانينيات والتسعينيات في التواجد الجميل ولكل منهم أسلوبه وجمهوره، والمقارنة تكون بين المبدع ولا مبدع بالشعر وليس بالأجيال لأننا ننظر للقصيدة وكيفية وصولها ويكفى الثمانينيات انهم أوجدوا تجربتهم رغم قلة الإعلام والتسعينيات ساعدهم الإعلام ويبقى ان أقول من وجهت نظري ان التميز ثمانيني والجمهور تسعيني.