ليس من الواقع في شيء قول أحدهم ان الشعراء الذين مضوا لم يقدموا للشعر ما يقدمه أبناء هذا الجيل من الشعراء، فالقصائد الخالدة منذ عشرات السنين لا ترجح كفة شعراء هذا الجيل على من سبقوهم وشتان بين قصائد تتلاشى كالدخان وملاحم تتردد في جنبات الذاكرة.
من الخطأ القول ان أولئك الشعراء لم يضيفوا للشعر العامي شيئا يذكر، فإن صح ذلك القول فإن ضرره يعود على شعراء هذا الجيل لأنهم قياسا بما قدم السابقون لم يقدموا شيئا أبدا.
من السهولة بمكان وضع قصيدة لشاعر مخضرم مقابل قصيدة لشاعر شاب، ولكن من الصعوبة أن توازي الأخيرة الأولى رغم الفروق الكبيرة في معطيات كل عصر والتي تنحاز بوضوح للشعراء الشباب، فالشعراء الأوائل لم يستخدموا الورقة والقلم ولم يمارسوا التنقيح ولم يسعفهم الكمبيوتر وأيضا لم يقرأوا دواوين من سبقوهم ليثروا تجاربهم الشعرية وربما يعيش شاعران في عصر واحد ويموتان دون أن يلتقيا أبدا رغم أنه لا يبعدهما عن بعضهما سوى بعض الكيلومترات.
في الجانب الآخر هنا شعراء هذا الجيل يكتبون على الأوراق ثم يشطبون ويغيرون وربما استخدم بعضهم جهاز الكمبيوتر لمزيد من الرفاهية في كتابة وتنقيح القصيدة ومر على مواقع الإنترنت ليقرأ آلاف القصائد المتراكمة في المنتديات ولاشك أن هذا يمنحه فرصا أفضل.. ورغم كل ذلك فإن شاعرا مخضرما واحدا قد يلقي كل قصائد شعراء هذا الجيل في زاوية مظلمة بقصيدة واحدة من قصائده العصماء.
إن شاعرا مثل بديوي الوقداني لايمكن أن يطاوله شاعر من شعراء هذا العصر وإن استعان بشياطين الشعر.. بديوي الوقداني شاعر فحل تزخر قصائده بالكثير من الشعر والإبداع.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )