محاولة بسيطة لاعادة كتابة علاقة الشعراء بالجن والشياطين في قراءة على حلقتين نستعرض خلالهما الاصل التاريخي لهذه الاسطورة/ التهمة التي لاحقت الشعراء وادعاها آخرون، ونبدأ مع ما ذكره الكاتب ابراهيم مضواح الالمعي في مجلة المعرفة الادبية بعنوان «شياطين الشعراء» فقد وصف بعض الحالات الشعرية المشبوهة منذ العصر الجاهلي والتي قد تكون شاهد ملك على وجود هذه العلاقة، ولنا ان نحكم ما اذا كانت من اساطير الاولين ام انها حقيقة يرفضها البعض، ومن تلك الحالات التي ذكرت في هذا الجانب القصة التي رويت عن جرير بن عبدالله البجلي انه اتى في بعض اسفاره الماء، فاذا قوم مشوهون فقعد، يقول «فبينما انا عندهم اذ اتاهم رجل اشد تشويها منهم، فقالوا: هذا شاعرهم، فقالوا له: يا فلان، انشد هذا فإنه ضيف، فأنشد:
ودع هريرة ان الركب مرتحل
فلا والله ما خرم منها بيتا واحدا
حتى انتهى الى هذا البيت:
تسمع للحلي وسواسا اذا انصرفت
كما استعان بريح عشرق زجل
فأعجب به، فقلت: من يقول هذه القصيدة؟ قال: انا، قلت: لولا ما تقول لاخبرتك ان اعشى بني ثعلبة انشدنيها عاما اول بن جران، قال: فإنك صادق، انا الذي القيتها على لسانه، وانا مسحل صاحبه، ما ضاع شعر شاعر وضعه عند ميمون بن قيس.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )