شهدت الحلقة الرابعة والمباشرة من حلقات برنامج مسابقة «شاعر المليون» تنافسا حادا بين الشعراء الثمانية، الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة بالحلقة الماضية، وهم عايض بن غيدة القحطاني (قطر)، سعود مناور العتيبي (السعودية)، بدر الصبيحي الخالدي (السعودية)، عوض بوفقايا العجمي (الكويت)، محمد بن حماد الكعبي (الإمارات)، محمد غازي أبوالنعاج (فلسطين)، سعود فرحان الشمري (السعودية)، مهدي آل حيدر (السعودية).
ورغم برودة الطقس وهطول الأمطار بغزارة، إلا أن مسرح شاطئ الراحة اكتظ بالجمهور من مختلف دول الخليج العربي، والذي استمتع بغناء المطربة عُرَيب.
وأعلن مقدما الحلقة دارين خليفة، وحسين العامري عن نتائج التصويت للحلقة الثالثة والتي على أثرها تأهل المتسابق عيضة السفياني (السعودية) بنسبة 76% والشاعر ثنيان سرور الرشيدي (السعودية) بنسبة 57%.
كما شهدت الحلقة قرعة متسابقي الحلقة الخامسة والتي اختارها ضيف الحلقة الشاعر محمد مريبد العازمي، وهم محمد مبارك بن شيخة (الإمارات)، ابراهيم خليل العنيزي (السعودية)، فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، محمد يسلم (موريتانيا)، مشعل النون الرشيدي (الكويت)، عبدالله السميري العتيبي (السعودية)، جابر البطحي (الكويت)، خليل الشبرمي التميمي (قطر).
شاعر البرنامج
بداية الحلقة كانت مع المتسابق السعودي بدر الصبيحي الخالدي، الذي ألقى قصيدة بعنوان عن الشعر، وتجربته في شاعر المليون، وقال عنها د.غسان الحسن: إن مستواها يتراوح بين الجيد والعادي، كما ان المتسابق ذهب إلى التكرار في بعض الأبيات مثل مفردة (العزم)، والتي ورد ذكرها أربع مرات، وأشاد «الحسن» ببعض الجوانب الفنية في القصيدة مثل تكرار الأفعال في بعض الأبيات والذي يوحي بانشغال الشاعر بمسألة النظم، ووجود تصوير دقيق في الشطر القائل: «يقرط على الشفة عقب صر عينه» وقال حمد السعيد: إن القصيدة تناولت المسابقة بشكل عام وتعكس ثقة المتسابق في نفسه، وحالف التوفيق مقدمة النص، التي تناولت «الدلة» والقهوة، وأشار سلطان العميمي إلى أن القصيدة عبارة عن مزيج من الفخر والوطنية مع طلب الفزعة، وأضاف أن الكتابة في مثل هذا الغرض قد تحصر الشاعر في زاوية ضيقة إضافة الى انها تحد من إبداعه واحتمال تكرار بعض التصاوير، وأشاد العميمي بجمالية التصوير في عدد من أبيات القصيدة، وقال بدر صفوق: إن الماضي هو أصل النص وجاء المتسابق من خلاله بالموروث المتمثل في القهوة، كما أن انطلاقة الشاعر من القمة الجغرافية إلى البيرق والتي ذكرها في نصه، رفعت من الروح الشعرية لديه، وأكد تركي المريخي على طاقة الشاعر وقدرته على الإبداع، ووصف الشطر القائل «يقرط على الشفة عقب صرّ عينه» بالمشهد السينمائي الرجولي .
شاعر القبيلة
أما المتسابق الثاني في الحلقة، سعود فرحان الشمري(السعودية)، فقد ألقى قصيدة مطلعها «الشعر بحري واحسه يكلمني كثير.. ولا حضرت أهل التيمم عن دروبي انزحت»، ورأى فيها سلطان العميمي، أنها بُنيت على حادثة وقعت بين الشاعر وصديقه، وتطرق فيها للفزعة والقبيلة، ومزج الشاعر في بعض الأبيات بين الرمزية والمباشرة التقليدية، وأشار إلى فلسفة الشاعر في حديثه عن خلود الشعر ومقاومته للفناء في الشطر القائل «وأدري انك شفت شعري على الصخر إنحت»، وقال بدر صفوق: إن الشاعر كتب قصيدته وفق ثلاث حالات مختلفة مر بها الشاعر، وربط بينها بطريقة شعرية جميلة، إضافة إلى الإضاءات الشعرية الجميلة في النص، وقال تركي المريخي: إن القصيدة دائمة الاستياء من الواقع، وأشار د.غسان الحسن إلى أن القصيدة تنقسم إلى قسمين، أولهما احتوى على الكثير من الشعر أما الثاني، فقد خفتت فيه الشاعرية عندما ذهبت القصيدة إلى النظم.
شاعر مسرح الراحة
ثالث متسابقي الأمسية كان سعود بن مناور العتيبي (السعودية)، الذي ألقى قصيدة وصف فيها مسرح شاطئ الراحة، وقال عنها سلطان العميمي: إنها تناولت الشعر وتطرقت للحديث عن حال الأمة والدنيا واحتوت في نهايتها على النصح، لكن الشاعر لم يتحدث عن علاقته الذاتية بالشعر، وإنما تناولها من الخارج، وأشار إلى التكرار في كثير من المفردات والتي لم تخدم الفكرة، واحتوى البيت القائل «مفروض ثلثين العرب أسماءهم عبدالصبور.. والثلث الآخر خل أساميهم بصدري خلها» على طرافة ومعنى جميل، وقال بدر صفوق: إن النص يتضمن فكرة جميلة جاءت في قالب شعري جميل وتمحورت حول حرية التعبير مقابل هيبة الرقيب وتمثل ذلك في الشطر «للعلم في صدري صدى وانا معي صوت جهور»، وأشاد تركي المريخي بجمال وروعة النص، وأشار د.غسان الحسن إلى وجود أكثر من موضوع في النص، لكن الانتقال من موضوع لآخر لم يكن موفقا، إضافة إلى المباشرة العالية جدا، والتكرار الذي كان واضحا وبدون مبرر، وختم تعليقه بأن مستوى النص فوق المتوسط، وعلق حمد السعيد على تناول الشاعر لموضوع ارتفاع سعر النفط وأشاد بجمالية القصيدة.
شاعر الشعر
وتألق المتسابق الرابع في الأمسية عايض بن غيدة القحطاني (قطر) في قصيدة عن الشعر، قال عنها تركي المريخي: إن المتسابق أصاب الهدف فيها، وقال د.غسان الحسن: إنها تميزت بمتانة السبك اللغوي وخلوها من الحشو أو الزيادة في الكلمات لكن اعتنى الشاعر بتوصيل المعنى أكثر من اهتمامه بجودة الشعر، وأشار حمد السعيد إلى تميز الشاعر وأكد أنه الرهان الرابح في المسابقة، وأبدى سلطان العميمي إعجابه بثقة الشاعر في نفسه وتواضعه الدال على حُسن خُلقه، كما أشار إلى جمال التشبيهين الواردين في حديثه عن الشعر في البيت القائل «احيا عكاظ الي نسينا ذكره... وصحا قصيد طال وقت رقاده» حيث وظف الشاعر الموت الاصغر وهو النوم وكذلك الموت الاكبر بصورة جميلة.
شاعر فلسطين
وألقى الشاعر الفلسطيني الوحيد بالمسابقة محمد غازي ابوالنعاج قصيدة تطرق فيها الى القومية وقضية القدس المحتلة، وقال عنها د.غسان الحسن: ان صاحبها ذهب بعيدا عما اعتاد عليه اغلب الشعراء، واحتوت قصيدته كثيرا من الابيات الرائعة، كما تناول قضية مهمة عند العرب وحتمية الوجود، وعلى رغم الاحتلال اشاد بجمالية الشطر: «حنا السنين الماضية والحاضرة والمقبلة» واعجابه ايضا بالشطر القائل: «لا قادر اتجيني هناولا قادر اوصلك بعيد»، وأيد حمد السعيد فكرة النص، واشار سلطان العميمي الى ان النص تحدث عن فلسطين وعلق على اتساع المسافة وضيقها بين الشاعر والفكرة في بعض ابيات النص، متحفظا على الرتابة وتكرار بعض الالفاظ التي لم تخدم النص واشاد بوجود بعض الاضاءات الشعرية الجميلة في بعض الابيات. واشاد بدر صفوق بتوظيف الشاعر لبعض مفردات اللهجة الخليجية والعراقية والفلسطينية في قصيدته، واشاد تركي المريخي بموضوع القصيدة واهميته.
شاعر الحماسة
الشاعر السابع بالحلقة محمد بن حماد الكعبي (الامارات)، ألقى قصيدة تفاعل معها جمهور المسرح واشاد حمد السعيد بحماسة إلقاء الشاعر وتميزه عن باقي زملائه بالحديث عن «المحمل الهجري» واكد سلطان العميمي جمال بناء النص وقدرة الشاعر على ادخال صور جميلة رغم تشابه الفكرة مع قصائد الحلقات الماضية، واشاد بتصوير الشاعر في كيفية تصوير غوصه في البحر بحثا عن الدُرة، وهو موضوع راسخ في ذاكرة الشعر العربي، وقال بدر صفوق: هناك افتخار بالوطن واعتزاز بالنفس واستطاع الشاعر توظيف بعض مفردات البيئة البحرية الاماراتية مثل المحمل و«الطواش» وهو تاجر اللؤلؤ، واضاف تركي المريخي ان النص مفتوح على كل الاحتمالات، واشار د.غسان الحسن الى كثرة جماليات النص واحتوائه على صور ممتدة بحث بها الشاعر عن الغوص واللؤلؤ، كما تحفظ على قافية الصدر التي بدأها الشاعر مشددة، لكنه لم يلتزم بها في بعض ابيات القصيدة وبالتالي جبر الشاعر القافية.
شاعر البيرق
واختتمت الحلقة بالمتسابق مهدي آل حيدر (السعودية) الذي ألقى قصيدة بعنوان «البيرق» اثنى عليها سلطان العميمي لذكاء صاحبها في الابتعاد عن التكرار والنمطية في الغرض، واشار الى التسلسل الجميل في الابيات، وقرأ العميمي النص قراءة (سيميائية)، اشار فيها الى توظيف الاصوات في مفردات «الرعد، صهيل الخيل، عواء الذئب» وكذلك توظيف الحركة في مفردات «الجبال، الوادي..» واخيرا توظيف المكان، وكل ذلك اضاف حيوية الى النص، وقال بدر صفوق: ان القصيدة تحتوي الكثير من الجماليات وتوظيف للنسب، واشار د.غسان الحسن الى جمال النص وتداخل الحشود والحركة في الابيات الاولى للقصيدة وخروجه منها للتركيز على نفسه كشاعر متفرد، كما اشار الى وجود تشبيه مادي بالمعنوي في البيت التالي: «وقفتي لا غبت كلن يفتقدها.. مثل فقد العفو حزات الرجاوي».
وفي نهاية الحلقة اعلنت اللجنة قرارها بتأهل المتسابق مهدي آل حيدر (السعودية) والمتسابق محمد بن حماد الكعبي (الامارات) الى المرحلة الثانية من المسابقة، كما اعلـــنت اللجنة عن استبعاد المتسابق محمد غازي ابوالنعاج (فلسطين).
صفحة الواحة في ملف ( pdf )