شهدت الحلقة الخامسة والمباشرة من حلقات برنامج مسابقة «شاعر المليون»، تحت رعاية ودعم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحه تنافسا حادا بين الشعراء الثمانية، الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة بالحلقة الماضية، وهم محمد مبارك بن شيخة «الإمارات»، إبراهيم خليل العنيزي «السعودية»، فالح الدهمان الظفيري «السعودية»، محمد يسلم «موريتانيا»، مشعل النون الرشيدي «الكويت»، عبدالله السميري العتيبي «السعودية»، جابر البطحي «الكويت»، خليل الشبرمي التميمي «قطر»، وبحضور عدد كبير من محبي الشعر النبطي، إضافة إلى ضيف الحلقة المطرب الإماراتي حربي العامري.
الحلقة شهدت الإعلان عن تأهل اثنين من متسابقي الحلقة الماضية عبر تصويت الجمهور، وهما عايض بن غيدة القحطاني «قطر»، وبدر الصبيحي الخالدي «السعودية».
شاعر التأتأة
استهلت الحلقة بالمتسابق إبراهيم خليل العنزي «السعودية»، والذي ألقى قصيدة بعنوان «التأتأة»، ونالت إعجاب الحاضرين وقال عنها د.غسان الحسن: إن نوعها جديد وموضوعها فريد واحتوت على جماليات كثيرة إضافة إلى أن الشاعر جعل من «التأتأة» موضوعا للجمال، كما استخدم الشاعر كلمات خدمت القافية، وأشاد حمد السعيد بجمال النص، وقال سلطان العميمي: إن القصيدة مليئة بالرومانسية وتخاطب الطفولة المنسية، إضافة إلى أن الشاعر استطاع توظيف مفردات تدور في فلك الحواس البشرية، وأشار بدر صفوق إلى خبرة الشاعر وتمكنه من القصيدة.
شاعر القبيلة
وألقى المتسابق الكويتي جابر بن البطحي قصيدة غزل في وطنه، علق حمد السعيد على جمال النص وتقديمه الوطن على القبيلة، وقال سلطان العميمي: إنها من أجمل قصائد المسابقة وتحمل فلسفة خاصة بالمتسابق، ومُحكمة البناء وبها وعي واضح، وكثف صاحبها من استخدام ألفظ ذات الالتقاطات البصرية تثير الخيال مثل السهول والهضاب ورفرفة البرق، مع خلوها من الحشو والتكرار، وأشار بدر صفوق إلى تمكن الشاعر رغم حداثة التجربة، وأكد تركي المريخي على تعبير الشاعر عن داره وقبيلته، وأضاف د.غسان الحسن أن مستوى القصيدة جيد وفيها خيال مُركب يصل لمرحلة الترميز الجزئي، والذي طغى على كلية الموضوع، كما أن القصيدة عالية الشاعرية.
شاعر المجد
المتسابق الثالث في الحلقة كان من الكويت أيضا، وهو المتسابق مشعل النون الرشيدي، الذي ألقى قصيدة بعنوان «أبشرح الموضوع»، قال عنها سلطان العميمي: إنها قصيدة جميلة بعيدة عن التكلف وبها صور تلائم غرض الافتخار بالوطن، أما تركي المريخي، فقد أكد على الفخر الممتد للوطن، وأشاد د.غسان الحسن بمطلع القصيدة والشاعرية الجميلة في بدايتها وقال حمد السعيد: إن القصيدة جميلة حيث بدأ المتسابق الحديث عن دخوله للمسابقة ثم تناول موضوع الوطن.
شاعر السياسة
ثم ألقى المتسابق عبدالله فيحان السميري «السعودية»، قصيدة تفاعل معها الجمهور، ووصف بدر صفوق صاحبها بالفحل المُتمكن، واتفق معه د.غسان الحسن على تمكن الشاعر وقدرته على التأليف والأداء خاصة أن القصيدة منبرية، وإجادة المتسابق اللعب على التناقضات الموجودة في زماننا غير أن القصيدة كانت غير ثابتة المستوى، وقال سلطان العميمي: إن النص جميل وبه خلط بين الفلسفة والسياسة والحديث عن حال الأمة بأسلوب ساخر، كما احتوت القصيدة على حوار مباشر مع وجود جُمل تثير الحماس.
شاعر السرب
وألقى المتسابق فالح بن دهمان الظفيري «السعودية» قصيدة بعنوان «خارج السرب» قال عنها تركي المريخي: إنها احتوت على بعض القوافي المشددة والساكنة، وأضاف د.غسان الحسن، أن النص مُقسم إلى جزءين اتفقا كلاهما في القوة والشاعرية، الجزء الأول كان ملامسا للقضايا الدنيوية، أما الثاني فذهب إلى الرومانسية، وأكد حمد السعيد على أن النص يحمل معاناة الشاعر في دخوله للمسابقة، وأكد سلطان العميمي على رُقي النص واستحقاقه للتميز، وفيه فلسفة شعرية خاصة والتقاطات جمالية خطيرة، وأشاد العميمي بجمال الكثير من الأبيات، والتي منها «واتقهواه فنجالي بحالة سِكر.. واسأل الليل هالنجمات كم عمرها؟»
شاعر الوطن
وتناول المتسابق الإماراتي محمد مبارك بن شيخة، غرض الفخر والمديح في الوطن، في قصيدته التي قال عنها د.غسان الحسن: إن لغتها ضعيفة وقليلة الشاعرية، في حين وصف سلطان العميمي مستوى القصيدة بالعادية التي لا تمثل مستوى الشاعر الحقيقي، كما ان نصها مباشر ولا يحوي ابتكارات شعرية خاصة بالشاعر، وقال بدر صفوق: إن الشاعر التقط ما تيسر له من الوهلة الأولى من أوصاف شعرية مسبوق إليها، وأشاد تركي المريخي بجمال القصيدة في مدح دولة الإمارات حيث تفاعل معها الجمهور.
شاعر الثقافة
وألقى المتسابق الموريتاني الوحيد بالمسابقة محمد بن يسلم، قصيدة بعنوان «احتراقات وطن»، قال فيها سلطان العميمي: إن النص تغلب عليه الرمزية، مع محاولة الشاعر في النصف الثاني من القصيدة كسر هذه الرمزية من خلال توضيحه بعض القضايا السياسية، كما استخدم الشاعر الكثير من المفردات التي تحمل الإيحاءات المسكوت عنها في الثقافة، وأشاد برسالة السلام التي تحدث الشاعر عنها في أحد الأبيات، وأشاد بدر صفوق باللغة المرتفعة للنص وعلو الإيحاء، والذي تخلى عنه الشاعر في الأبيات الأربعة الأخيرة، أما تركي المريخي فقد قال: إن النص يعكس ثقافة الشاعر من مخزونه اللغوي، وأكد د.غسان الحسن، على أن القصيدة احتوت على الرموز الجزئية التي لم تتماسك، والذي أدى إلى استقلال كل بيت من الناحية الفنية والموضوعية.
شاعر المجد
واختتمت الحلقة بالمتسابق خليل الشبرمي التميمي «قطر»، الذي ألقى قصيدة بعنوان «سليل المجد» وعلق سلطان العميمي على وجود ظاهرتين بالنص، الأولى تمثلت في التكرار والجرس الموسيقي للألفاظ، أما الثانية، فكانت في استدعاء التاريخ البطولي الإسلامي والعربي في القصيدة، واستدعاء الموروث الاجتماعي، وأكد بدر صفوق على أن الشاعر يعد من المجددين القلائل في المدح، ووصف تركي المريخي القصيدة بالجزلة، وقال د.غسان الحسن: إن الشاعر مرهف الحس، وذهب إلى الاهتمام بالمعاني والصفات على حساب الشعر، كما ان وزن القصيدة من الأوزان الطويلة جدا «المضاعفات».
وفي نهاية الحلقة أعلنت اللجنة قرارها بتأهل المتسابق خليل الشبرمي التميمي «قطر»، جابر غازي البطحي «الكويت»، كما أعلنت اللجنة استبعاد المتسابق محمد بن شيخة «الإمارات»، في حين دخل بقية المتسابقين، مرحلة التصويت التي تُعلن نتائجها الأسبوع المقبل.
الجدير بالذكر أن برنامج «شاعر المليون» تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفذه شركة بيراميديا، ويتم بثه عبر قناة أبوظبي يوم الثلاثاء من كل أسبوع الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت أبوظبي، إضافة إلى بثه عبر قناة «شاعر المليون» التي تبث وقائع المهرجان والمسابقة على مدار 24 ساعة على تردد 11804 ميجا هيرتز على القمر الصناعي عرب سات استقطاب أفقي الترميز 27500 التصحيح ، وعلى القمر الصناعي نايل سات «تردد 11919» الاستقطاب أفقي الترميز «27500 التصحيح 4/3».
صفحة الواحة في ملف ( pdf )