ذعار الرشيدي
من أجل عيون الشعر ترك عبدالله بن عبيان الهندسة ومن أجل عيون الشاعر عبدالله بن عبيان قام شاب سعودي ببيع سيارته ليصوت بثمنها لعبدالله في النسخة السابقة من شاعر المليون.
باختصار هذه هي المعادلة الاقرب الى الواقع لنبدأ تعريفنا بالشاعر والاديب والصحافي والكاتب عبدالله بن عبيان الذي يعتبر اليوم واحدا من أهم الشعراء في الخليج العربي وعلى الرغم من قلة نشره للقصائد الا ان مشاركته في النسخة الاولى من شاعر المليون سلطت الضوء على شعره للجمهور وان كانت شهرته كشاعر انطلقت في العام 1996 اي قبل شاعر المليون بنحو 12 عاما عندما اعتلى منصة الشعر في امسية جمعته مع شعراء ونجوم ومميزين امثال ردة السفياني وخالد المريخي ومساعد الشمراني، واستطاع يومها ان ينتزع اعجاب الكثيرين ويضع حجر الاساس لانطلاقة شعرية مكنته من ان يصبح رقما صعبا ومهما في عالم الشعر الشعبي.
وله مع الصحافة قصة اخرى جعلته واحدا من ألمع الصحافيين في المملكة العربية السعودية، وعادة تنحصر شهرة المعدين بين جمهور الشعر ومحبيه الا ان عبدالله تجاوز ذلك ووضع لنفسه نهجا استطاع به ان يتجاوز الجميع وبدأ البحث في الموروث القبلي، ورغم انه اشبه بحقل ألغام موقوتة الا ان ابن عبيان تمكن ومنذ سنوات من ان يجعل هذا السير آمنا بفضل سعة وعيه وثقافته العالية جدا وادراكه لبواطن الامور، عمل باحثا ومحققا وجامعا، يضطر احيانا للعمل اسابيع وربما شهورا ليخرج بصحيفة واحدة يقدمها للقراء للصحيفة الواسعة الانتشار عكاظ التي يعمل فيها.
عبدالله معادلة خاصة جدا وصاحب نفس شعري اقل ما يمكن ان يوصف به انه متمكن الى حد الابهار، اطلقت عليه عدة القاب ومن بينها سفير يام وشاعر الانسانية وكيف لا يكون شاعر الانسانية عندما كتب قصيدته التي ابكت الكثيرين «وجدان» التي كتبها للطفلة وجدان الكنيدري التي استشهدت بسبب الارهاب قبل سنوات، وبقصيدته حاك كل ما نريد ان نقوله بل وتجاوزنا الى ما كنا نفكر بقوله ولكن الحبر لم يسعفنا على التقاط افكارنا التي نسجها اليامي شعرا سكن قلوب واحاسيس الكثيرين.
بينما كثيرون من الشعراء ظلوا ولسنوات حبيسي ادراج خزانة الغزل، فتح عبدالله عقله وقلبه لكل شيء محيط به فتجاوز الجميع وسجل نقطة بل نقاطا للشعر قبل ان يسجل نقطة لنفسه.
احتمالات الخطأ في قصائده لا تتجاوز الـ1% على المستوى النقدي بينما احتمالات الخطأ تصل الى 50% في قصائد كثيرين ممن صدرتهم الصحافة والفضائيات كنجوم. هادئ الى حد ان تحلف ان سكونه يخفي وراءه عاصفة من الابداع.
نبرة صوته مميزة ليس بحاجة الى قفز او تنطيط او شيلة ليوصل قصيدته فأحباله الصوتية كافية لأن تنقل لك كل حرف من قصيدته الى حديث تريد او بالأصح الى حيث يريد هو. الأغرب في مسيرة عبدالله انه يستحق وبجدارة ان يسجل ضمن قائمة الشخصيات الاكثر التي امطرت مديحا، فرغم انه ليس متنفذا ولا اميرا ولا شيخا ولا تاجرا الا انه نال عشرات من قصائد المديح التي سمته بالاسم.
ويستحق عبدالله بن عبيان اليامي المديح بل يستحق اكثر من هذا فهو يستحق الانصات لنعرف ان الشعر لايزال بخير.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )