فهد الشبيعان
البطحي بداية بروز وطموح وحماس رقي بها فضاءات الشعر العذب واختصر الدروب ليضيء شاطئ الراحة بهدوئه ويؤكد ان الكويت التي أطلقت العديد من الأسماء الشعرية بالخليج عبر صفحاتها ووسائلها الاعلامية المختلفة يوجد بها أسماء شعرية رائعة حتى لو لم تبرز عبر صحافة الساحة الشعبية والدليل هو شاعرنا جابر البطحي الذي يحمل بين جوانحه روعة الشعر وعذوبته سواء بالوراثة فهو من بيت شعري وصقلها بالموهبة التي لم يشوهها الإعلام فهو اتى من اول الدرب ليرسم لنفسه طريقا لا يشابهه فحضوره في برنامج شاعر المليون عبر قصيدة اعتبرها فلسفة خاصة له أو منهج طريق له يدشنه عبر هذا البرنامج لتكون اطلالته الأولى التي تختصر له الكثير من الدروب عبر شاعريته وتواضعه الذي تقتله الشهرة لأن من لديه هذه المشاعر التي يكتنزها في أعماق قلبه الكبير صعب ان يكون للكبر باب بداخله.
وقد اطلعت على عدد من قصائد البطحي ولاحظت أسلوبه السهل الممتنع يرافق حروفه ومعانيه التي تلامس القلوب بشفافية تنساب على الرغم من احساسي بأنه استطاع ان يمزج بين أسلوب الغائب الحاضر الشاعر متعب التركي والشاعر سعد الحريص عبر السبك التسلسلي الجميل بقصائده ليضع لنفسه أسلوبا خاصا به مفهوما للجميع لم يتصنع المشاعر ولم يفْرط في الحداثة وانما عزف لنفسه بخطوات ثابتة عبر التصوير الشعري الراقي مثل هذا البيت الجميل:
عاتبتني وانت حتى في سكوتك عتاب
وانا اعتذر لك وعذري مثل قلبي كبير
وباعتقادي ان حضور جابر البطحي اختلف عن جميع الشعراء المشاركين حيث حضر بشعره وهدوئه ولم يستخدم أسلوب المقدمات وانما العفوية التي ظهر عليها تدل على الشاعرية المتوقدة في أعماقه شعرا رائعا فهو «غير» وباقي الشعراء «غير» فتأهله للمرحلة الثانية من شاعر المليون وضع للشاعر الكويتي حيزا بين زملائه الشعراء بهذا البرنامج علما بأن البطحي يقول في شطر من احدى قصائده (احترت مدري هالسنه شيصير) وانا اقول بأن هذه السنة بداية بروز شاعر كويتي حقيقي بأخلاقه قبل شعره هو انت يا جابر البطحي يا سكّر الشعر الكويتي، واتمنى لك التوفيق وان يكون لمتابعي الشعر دعم ووقفة حقيقية معك يكفي انك من قال هذه الأبيات:
لاصار صـوتي دروبك والسهر طاريـك
أكــيد الأوهــام تتبعها دروب السهر
ولو قلت عقب السنين اللي مضت ما ابيك
كان استحى الحلم من قلبي وطـاح العمر
وكذلك هذه البصمة العذبة من حروفه:
ودي اروح.. عجـل لايطول الكلام
هو بقى من عيونك شي ما قالته!
هذي الكلمات كانت تعبيرا مني لشاعر يحتاج الى التصفيق من القلوب قبل الكفوف فلمزيد من التوهج البارز الطموح بكل حماسة نحو فضاءات الجمال الشعري يا جابر.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )