اختتمت أول من أمس انشطة الحلقة الأولى من المرحلة النهائية لبرنامج «شاعر المليون» بحضور عدد كبير من الإعلاميين والديبلوماسيين ومحبي الشعر الشعبي من أنحاء العالم العربي.
وشهدت في بدايتها الإعلان عن تأهل فارس حلقة حاملي بطاقات العبور من بين 6 شعراء تنافسوا في الحلقة الماضية، وهو بدر الظاهري الحربي (السعودية)، لينضم إلى شعراء الحلقة وهم، محمد بن حماد الكعبي (الإمارات)، عيضة السفياني (السعودية)، خليل الشبرمي التميمي (قطر)، محمد النوة المنهالي (الإمارات)، ناصر الفراعنة (السعودية)، عامر بن عمرو (اليمن).
كما شهدت الحلقة أيضا الإعلان عن معايير تقييم لجنة التحكيم للمتسابقين في الحلقة قبل الأخيرة، والتي تمثلت في تقديم كل متسابق قصيدة رئيسية مكونة من 15 بيتا، حرة في الوزن والموضوع، إضافة إلى قصيدة مرتجلة على مجموعة مختارة من أشهر الأبيات النبطية ومكونة من 4 الى 6 أبيات، ودعت اللجنة على لسان سلطان العميمي، عضو لجنة التحكيم، الشاعر محمد بن فطيس المري، حامل بيرق الدورة الأولى للحضور إلى الحلقة المقبلة للدفاع عن لقبه، مع اعتبار اللجنة الشاعرمنسحبا في حالة عدم حضوره.
شاعر الغزل
بداية الحلقة كانت مع المتسابق القطري خليل الشبرمي التميمي، والذي ألقى قصيدة عاطفية قال عنها د.غسان الحسن: إنها تقوم على حشد من الكلمات وتتجلى فيها سعة المفردات وكان موضوعها غير موحد لانفصال الأبيات عن بعضها البعض واحتشدت بها الكثير من الصور التقليدية، وقال حمد السعيد: النص عاطفي وتميز بقافية مميزة وظهر الفراق بين الشاعر ومحبوبته في البيت قبل الأخير من القصيدة، وأشار سلطان العميمي إلى أن النص في وصف المرأة والتغزل بها واعتمد الشاعر على اللغة والجرس الموسيقي واستخدم كثيرا من المفردات التي بها حرف «الجيم» لكن الشاعرية فيها قليلة، وقال بدر صفوق: تشير بداية القصيدة إلى بكاء شعراء الجاهلية على الأطلال، ووظف الشاعر الموروث الخاص به وتميز بموسيقى القافية، وقال تركي المريخي: الشاعر صاحب شعر رصين وأسلوب ساحر.
شاعر الشعر
تلاه المتسابق عامر بن عمرو (اليمن)، وتفاعل معه الجمهور في قصيدة تناولت الفخر بالشعر، وقال حمد السعيد: إنه تناول الاعتزاز بالشاعرية في 13 بيتا واختصر الأبيات العاطفية في عدد قليل من الأبيات مع تكرار للوصف، وقال سلطان العميمي: ينقسم النص إلى قسمين، الأول تميز بالشاعرية العالية، والثاني اشتمل على الفخر المصحوب بالأنا المرتفعة، وكانت القصيدة مليئة بالصوت والحركة واللون، فيها تسلسل جميل، وأشار بدر صفوق إلى غرق الشاعر في مدح شاعريته، وفي الأبيات الأخيرة خرج من الأنا إلى المخاطب الآخر، وأشاد تركي المريخي بقوة الشاعر، وأكد د.غسان الحسن، ذهاب المتسابق لقمة جديدة من خلال نص مليء بالشاعرية وأضاف «الحسن»، اجتهد الشاعر في التوصل إلى الصور المبتكرة بواسطة إهماله للخيال القريب ليصل إلى الخيال المركب، وتجاورت كلمات النص بصورة غير اعتيادية.
شاعر المجتمع
وألقى المتسابق عيضة السفياني (السعودية) قصيدة بعنوان «مدمن على هامش الحياة»، وأشار سلطان العميمي، إلى تناول المتسابق قضية الإدمان من زاوية احتواء المدمن ومحاولة دمجه في المجتمع، وقال: إنه حافظ على شاعريته في النص والتي ظهرت في النصف الأول من القصيدة مع دخوله إلى التصوير المباشر، كما استطاع الشاعر تحويل اللامحسوس إلى شيء محسوس من خلال بث الحياة في الجماد، وقال بدر صفوق: الشاعر يمارس فن رسالة الشعر، وكذلك دور الراوي عبر التقاطه للتفاصيل، وارتفعت جماليات النص مع وجود جرس تحذير يحمل أبعادا إنسانية، وقال تركي المريخي: الشاعر ذو حس عال ويميل
إلى الرمزية البسيطة، واشاد د.غسان الحسن بغرض النص الاجتماعي إضافة إلى نجاح المتسابق في تشخيص الحالة وتشخيص علاجها في الحب والاحتواء، وذهب حمد السعيد إلى تقديم المتسابق للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
شاعر المرأة
المتسابق محمد النوة المنهالي (الإمارات) تميز بقصيدته التي تناولت مكانة المرأة في الإمارات وحصولها على أعلى المراتب الوظيفية في الدولة، وقال بدر صفوق: القصيدة مباشرة وتقريرية عن دور المرأة في الإمارات والتقط المتسابق من الموروث دورها في الماضي، وأكد تركي المريخي على قوة وحيوية النص واستشهاد المتسابق بالكتاب والسنة، وقال د.غسان الحسن: النص تناول قضية اجتماعية تدل على التزام الشاعر بقضايا المجتمع من خلال الطرح الجميل للفكرة، وانقسمت القصيدة إلى 4 أقسام، الأول عن طبيعة المرأة ودورها، والثاني عن الدور السلبي للإعلام في تناول المرأة، بينما تناول القسم الثالث فكرة تمجيد الدين للمرأة وتناول القسم الرابع دور المرأة في بناء الأجيال وارتفاع شأنها في العصر الحديث، وأشاد حمد السعيد بمدخل القصيدة والإشارة الى أن المرأة نصف المجتمع، وكذلك تناوله لبعض الشخصيات النسائية، وقال سلطان العميمي: القصيدة تحمل وعيا كبيرا لدور المرأة مع عرض الشاعر للأماكن التي مر بها تاريخ المرأة في الإعلام والشعر والدين، وأضاف «العميمي»، النص به شاعرية واضحة واستطاع الشاعر توصيل فكرته بتوازن جميل.
شاعر الوطن
ثم ألقى محمد بن حماد الكعبي (الإمارات) قصيدة قال عنها تركي المريخي: إن نصها يتسم بالجزالة والقوة والسمو واتسمت أبياتها بالرمزية الجميلة، وقال د.غسان الحسن: تميزت القصيدة في نصفها الأول بالشاعرية والصور التي ذهبت إلى آفاق الخيال ثم ذهبت إلى المباشرة وذلك لتبعية النص للموضوع الذي بدأ بالذات الشعرية وانتقاله لمفهوم الوطن، وأشار حمد السعيد إلى الموضوع الفريد للنص وتطرق المتسابق لقضية حساسة وهي الاستخدام السيئ للشعر، وقال سلطان العميمي: القصيدة تنقسم إلى قسمين، الأول ذاتي والثاني عام يتحدث عن نظرة الشاعر لعلاقة الآخرين بالشعر، كما تميزت القصيدة بالتسلسل الجميل في الانتقال من فكرة إلى أخرى، ولم تخل من الشاعرية في حديث المتسابق عن الذات ولم تخل كذلك من المباشرة في النصف الثاني من النص، وقال بدر صفوق: دلالالت القصيدة كانت في مفردات العقل، كما ظهرت التقليدية والمباشرة بشكل كبير.
شاعر الغزل
وألقى المتسابق ناصر الفراعنة (السعودية) قصيدة اختلفت في غرضها عن القصائد السابقة له، قال عنها د.غسان الحسن: إن نصها عالي الشاعرية والإيقاع وذلك لبناء القصيدة على نظام «المربوعة» التي تتكون من 3 قواف داخلية وقافية خارجية، واحتوت القصيدة على توصيف لجسد المحبوبة وذهبت في تفاصيلها للحدود القصوى وتجاوزت عتبات الحس وصنعت لنا فتاة تشبه التمثال المرمري كما اعتمدت القصيدة في تفاصيلها الفنية على التشبيه، وقال سلطان العميمي: القصيدة بها توظيف لمفردة الجسد والمصطلحات السياسية، واحتوت على وصف بعيد عن التجربة الذاتية وانشغلت به على حساب الشاعرية، كما احتوت على مقاربة جمالية للمرأة من منظور عسكري، وقال بدر صفوق: البحر الشعري للمتسابق يدل على ذكائه رغم تركيزه على الوصف الجسدي غير المبرر، وأشاد تركي المريخي بصفاء الفكرة وبروز الصور الشعرية في الإطار الأنيق الناعم، وأشار حمد السعيد إلى تكرار الوصف.
شاعر المعاناة
واختتم الجزء الأول من الحلقة المتسابق بدر الظاهري (السعودية)، حيث أشار سلطان العميمي إلى أن قصيدته تحمل الكثير من البوح الذاتي والحديث مع النفس واستحضر المتسابق فيها الأشخاص واستنطقهم وضرب مثالا على ذلك بوالده، وأضاف: أن المتسابق لديه تمكن في بناء النص وجاءت مفرداته ملائمة لجو النص، وتناول بدر صفوق شموخ النص رغم طريقة سرده، وقال د.غسان الحسن: النص يشبه النصوص السابقة للمتسابق وبه بناء فني وانتقلت فكرته بطريقة سلسة وتميز بالتدفق الشعري واختصر البيت الأول موضوع القصيدة.
مجاراة عبدالله الرشيد
الجزء الأخير من الحلقة تناول قصائد المتسابقين في مجاراة الشاعر عبدالله الرشيد في الوزن والقافية، وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بقدرة المتسابقين على مجاراة الشاعر وتنوع موضوعاتهم واتفقت أغلب الآراء على تناول خليل التميمي للقيم الأخلاقية وانقلابها، وكذلك تناول عامر بن عمرو لجانب النوايا، واصابة عيضة السفياني ومحمد الكعبي للموضوع، إضافة إلى تميز محمد النوة المنهالي بالصور الجميلة في القصيدة، واستخدم ناصر الفراعنة تقنية القناع، والتزم بدر الظاهري بالموضوع.
وفي نهاية الحلقة أعلنت اللجنة نتيجة تقييمها للمتسابقين الستة من مجموع 50 درجة حيث حصل محمد بن حماد الكعبي على نصيب الأسد 41 درجة، في حين تساوت درجات المتسابقين عيضة السفياني، محمد النوه المنهالي، ناصر الفراعنة وبدر الظاهري 39 درجة، وبلغت درجتا خليل التميمي وعامر بن عمرو 40 درجة، ويتوقف تأهل 5 من الفرسان السابقين على مجموع درجات التقييم ونسبة تصويت الجمهور التي ستعلن الحلقة المقبلة.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )