علي المسعودي
الباحثون الذين أنفقوا الكثير من الحبر والورق في مسألة نسب القصائد الى من يتوقعون انهم اصحابها، والذين اجتهدوا في دراسة الاساليب ليقعوا على دليل يثبت شاعر القصيدة، لن ينفقوا ما انفقوه من جهد ومال، فيما لو وجهوا جهودهم الى دراسة الشعر الشعبي، فقد اختصر لهم الشعراء هذا الجهد، بأن ادرجوا اسماءهم في قصائدهم ولم يكتفوا بتوقيعاتهم التي تذيل القصائد، وهي الحالة التي لم تتوافر في شعر العرب الفصيح الذي ظهر مع فجر التاريخ.
فالمتنبي والمعري وامرؤ القيس وعنتر بن شداد، لم يتيحوا لمن يقرأ دواوينهم فرصة ليعثروا على احد منهم متلبسا بحب الذات أو الحرص على البقاء من خلال اسماء مذكورة في قصائد، اذ تركوا هذه المهمة لاجيال شعر النبط الذين تفننوا في صياغة اسمائهم في قصائدهم، ولعلهم الآن على وشك ادراج ارقام بطاقاتهم المدنية وارقام هواتفهم ضمن ما يبدعونه من قريض.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )