حسين الشمري
بُثت أول أمس فعاليات الحلقة قبل الأخيرة من برنامج المسابقات الشهير «شاعر المليون»، والذي يذاع على فضائيتي أبوظبي وشاعر المليون، البرنامج الذي يقام تحت رعاية ودعم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي تنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتُنفذه شركة بيراميديا، بإشراف عام للإعلامية نشوة الرويني، شرف بحضور عدد كبير من الإعلاميين ومحبي الشعر الشعبي في العالم العربي.
وشهدت الحلقة في بدايتها الإعلان عن خروج بدر الظاهري الحربي (السعودية)، ومحمد النوة المنهالي (الإمارات) من فرسان الحلقة الماضية وذلك لحصولهما على أقل نسبة من تصويت الجمهور، وبالتالي تبقى للحلقة خمسة فرسان، هم محمد بن حماد الكعبي (الإمارات)، عيضة السفياني (السعودية)، خليل الشبرمي التميمي (قطر)، ناصر الفراعنة (السعودية)، عامر بن عمرو (اليمن).
وتمثلت مفاجأة الحلقة في حضور حامل البيرق للدورة الأولى الشاعر القطري محمد بن فطيس المري والذي أعلن عن تنازله عن المنافسة وإتاحة الفرصة للمتسابقين الخمسة للمنافسة على اللقب، ومن ناحيته أعلن سلطان العميمي عضو لجنة التحكيم، أن «ابن فطيس» سيحتفظ بالبيرق الذي لديه كهدية ونسخة تذكارية من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وكذلك سيحتفظ كل فائز بالبيرق في بقية الدورات القادمة كنسخة تذكارية منه، كما أعلن «العميمي» عن معايير التقييم في الحلقة القادمة والأخيرة من المرحلة النهائية للبرنامج والتي تمثلت في تقديم كل متسابق قصيدة رئيسية مكونة من 15 بيتا، حرة في الوزن والموضوع إضافة إلى كتابة الشعراء لأبيات نبطية مجاراة لعدد من الأبيات الفصيحة التي سيعلن عنها في الحلقة المقبلة.
شاعر الخطابة
بداية الحلقة كانت مع المتسابق خليل الشبرمي التميمي (قطر)، والذي ألقى قصيدة أبدت تحولاً في أسلوبه، على حد تعبير الدكتور غسان الحسن، الذي قال: القصيدة متماسكة الأبيات وذات موضوع متسلسل وذهبت إلى موضوعين في آنٍ واحد من خلال ذكر معاناة المتسابق الشخصية ومخاطبة الصديق، وأشار حمد السعيد إلى جمال الأبيات والجرس الموسيقي المصاحب لقافية النص، وقال سلطان العميمي: النص يختلف عن النصوص السابقة للمتسابق من حيث التناول والغرض، فالنص تسجيل موقف للقال والقيل والكشف عن الذات بصوت مرتفع، واعتمد المتسابق في بنائه على المقابلات والطباق في عدد كثير من الأبيات، وهذا ما شكل نوعاً من الصراع في النص، وقال بدر صفوق: القصيدة كُتبت بأقل التكاليف الشعرية وببساطة المُتمكن وقام المتسابق بتلخيص القصيدة في البيت الثالث، وخاطب تركي المريخي المتسابق قائلا: كتبت نصك بشمول ووعي.
شاعر الغزل
تميز المتسابق عامر بن عمرو (اليمن) في قصيدة الغزل التي تفاعل معها الجمهور والتي ألقاها في طفلة تُدعى «نجود»، وقال عنها حمد السعيد: إن بها أجواء المطر والسحاب وصاحبها مُبدع، وقال سلطان العميمي: القصيدة تتكون من فكرتين تم الربط بينهما بصورة جيدة، الفكرة الأولى وجدت في تسعة أبيات عن افتخار الشاعر بشاعريته، والثانية عن الغزل بالطفلة «نجود»، وأضاف العميمي، هناك شاعرية واضحة في النص وظهرت محاولة المتسابق للخروج عن المباشرة مع وجود بعض المفردات التي تحتاج للانتقاء، وقال بدر صفوق: القصيدة أخذت بُعدا عاطفيا مُتزنا من خلال وصف المتسابق لوجه محبوبته الطفلة، وقال تركي المريخي: المتسابق يتنفس العذوبة في كل بيت، وتناول د.غسان الحسن، الأسلوب الشعري الجميل في التصوير العام للخيال والذي يتضمن صورا منفصلة عن بعضها.
شاعر الإيحاء
المتسابق عيضة السفياني (السعودية)، صاحب أعلى نسبة تصويت بالحلقة، تميز بقصيدته التي حملت عنوان «البحر الأسود» وقال عنها سلطان العميمي: النص يتضمن تلميحات سياسية كثيرة بطريقة ذكية ومزج المتسابق بين الرمزية والفكر المنطقي في صنع بعض الصور الشعرية مع اعتماد المتسابق أيضا على الطباق وبناء الصور على المضاف والمضاف اليه، وقال بدر صفوق: المتسابق في قصيدته نبض الوطن الصادق والنص عميق مع وجود «النفس» الحجازي للمتسابق، وأضاف تركي المريخي، الشاعر تناول في قصيدته لغة شعرية بسيطة، في حين تناول د.غسان الحسن الجماليات المنتشرة في النص بداية من ايجازه بالبوح في أحد الأبيات رغم عدم بوح الشاعر، ومرورا بالايحاء الذي كان وسيلة لتوصيل المعاني ونهاية بالتناقضات التي تقع في جمل الطباق والمقابلة، وأشار حمد السعيد الى أن النص يحتوي على عمق سياسي يدل على ثقافة المتسابق.
شاعر العفة
وشهدت الحلقة تقديم قصيدة غزلية عفيفة من المتسابق محمد بن حماد الكعبي «الامارات»، وتميز نصها بالبناء البسيط وقال بدر صفوق: المتسابق نجح في مخاطبة الجمهور وتمكن من الموازنة بين البساطة والجمال في النص، وذهب تركي المريخي الى اهتمام المتسابق بالتسلسل المنطقي بالموضوع والمفاجأة، وقال د.غسان الحسن: القصيدة غزلية رغم تعداد المتسابق لواجباته تجاه من يحب، وتنحصر جماليات النص في الكلمات السلسة والصور الجميلة، وقال حمد السعيد: الشاعر مُبدع في كل نصوصه السابقة والنص الأخير به غزل عفيف مليء بالرومانسية وعاطفي من العيار الثقيل رغم سلاسة الألفاظ، وأشار سلطان العميمي الى اعتماد المتسابق على خطاب المحبوب والتودد له واعتماده أيضا على مفردات السمع والصوت التي كانت مُحرك المشاعر بالقصيدة.
شاعر المسرح
وتألق المتسابق ناصر الفراعنة «السعودية» بقصيدة قال عنها تركي المريخي: ان صاحبها اعتمد على مخزونه الثقافي الكبير وحضوره المدهش، ووصف د.غسان الحسن القصيدة بقمة شعر المتسابق في المسابقة، حيث يؤكد أسلوبها قدرة المتسابق على الكتابة في كل الموضوعات وأضاف: النص به سرد لوجود الشاعر في مكان موحش ثم تكون السحاب ونزول المطر ثم ذهب للدعاء بسقيا الأوطان، كما أن المتسابق ينسج عالما من الخيال ولا يقبل الواقع واستخدم أيضا الكثير من فنون القول، وأشار حمد السعيد الى ابداع المتسابق في الصور الجميلة، وقال سلطان العميمي: النص قوي من حيث البناء والموضوع الذي وصف به الشاعر ما يجيش في صدره، وتميز بالقاموس اللغوي الكبير ومزج المتسابق للصور والتشبيهات وابتعاده أيضا عن الزخرفة اللغوية، وأكد بدر صفوق على المساحة الشاسعة للخيال الموجود بالنص والصور الشعرية المتسلسلة اضافة الى الصوت المرتفع للموسيقى، وأضاف: أجاد المتسابق وصف الطبيعة من خلال مفردات الأرض والرياح والسُحب كما تصاعد مع النص من الأسفل للأعلى.
قصائد المجاراة
وشهد الجزء الثاني من الحلقة القصائد المرتجلة للمتسابقين على مجموعة مختارة من أشهر الأبيات النبطية والمكونة من 4 - 6 أبيات وفوجئ أعضاء لجنة التحكيم بقدرة المتسابقين الخمسة على كتابة قصائد المجاراة في وقت قصير واحتوت على الابداع والشاعرية كما احتوت بعض القصائد على الحكم وصفات الشهامة.
وفي النهاية أعلن تركي المريخي عن درجات فرسان الحلقة التي تتكون من 25 درجة، وحصد المتسابق ناصر الفراعنة أعلى الدرجات التي بلغت 23 درجة في حين تساوت درجات المتسابقين خليل التميمي، عيضة السفياني ومحمد الكعبي 22 درجة وأخيرا عامر بن عمرو 21 درجة، وستعلن النسبة المتبقية والخاصة باللجنة في الحلقة المقبلة.
الجدير بالذكر أن برنامج «شاعر المليون» تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفذه شركة بيراميديا، والمنتج الفني منى الرويني، منتج فني مشارك جوردن مالاري، ومن اخراج محمد عاطف.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )