لنلقي نظرة على «الاشياء» المستعارة في ساحتنا الشعرية، الشعر المستعار، الشاعر المستعار، الاحساس المستعار، الفكرة المستعارة، الاعلام المستعار، الاهتمام المستعار «الشعر»، الاخلاق المستعارة، الوجه المستعار، والاسم المستعار هل من المنطق وضع كل ما ورد اعلاه ودون اي استثناء في ملف واحد، مكتوبا عليه بالخط الاحمر «عار»؟
يا قضاة الساحة الشعرية الافاضل، يا من وضعتم على عاتقكم حماية الشعر من الفساد المستعار وغير المستعار، لنفتح ملف «العار» ونرى ما اقترفه المتهمون الوارد ذكرهم في هذا الملف.
الشعر المستعار: ضبط المتهم، وهو يرتكب حماقات شعرية باسم الحداثة التي لم يكن لها يد في الموضوع، انها سيدة ثرية، حاول «ولايزال» البعض يحاول استغلال ثروتها واسمها الذي صنعته بجهدها وبعبقريتها في عالم الشعر، اذن «الاستغلال» من قبل المتهم يستدعي وضع «الاغلال» في يديه، والتحفظ عليه.
الشاعر المستعار: مسكين هذا المتهم، عوامل نفسية كثيرة أدت به الى السير في طريق رآه مفروشا بالورد، ولكن سرعان، ما ذبل ذلك الورد، لانه وبكل بساطة مفروش، وليس مزروعا، اكتشف بعد تلاعبه وتزويره بان ما كان يلمع في عينيه ليس «بذهب»، «فذهب» صاحبنا الى الابد من عين نفسه ومن عيون الآخرين اقصد هنا العيون المبصرة، غير المستعارة طبعا.
الاحساس المستعار: استخلصه صاحبه لنفسه، فأخذ يشحذ به في الطرقات، ليستعطف القلوب الرحيمة، عله يجد من يصدقه، ويتصدق عليه بصدقة قليلة تمنع بلاوي كثيرة.
الفكرة المستعارة: هناك «حظ» على السرقة، ولكن يبدو ان صاحبها لم يحالفه «الحظ» فانكشف أمره، امرها ان تتزين له بحلي غيرها، وبتدبير وبتخطيط منه تمت السرقة وهي، وجدت نفسها مجبورة على الانصياع لأمره، فلتتزين له قبل ان تعشق عيناه وأذناه غيرها، تزينت له، ففضحته، زينتها.
الاعلام المستعار: كبير القوم، هو يرى وقبيلته من حيث لا ترون، المادة اولا، ثم المادة، نفس الاسم مع اختلاف بسيط جدا، فالمادة الاولى ابنة المال، والثانية ابنة الادب، ولا ضير هنا اذا قلت نسبة الثانية وزادت نسبة الاولى في هذا العالم، هناك غش وتقليد مع سبق الاصرار والترصد، ولكن الامر يحتاج لأدلة اكثر واكثر واكثر، لانها على ما يبدو كثيرة.
الاهتمام المستعار: «مظلوم يا ناس مظلوم» كثيرا ما يردد هذه العبارة، ادلة كثيرة تشير اليه بإصبع الاتهام، خرج من بعضها خروج الشعرة من العجين، والبعض الآخر، رفض العجين خروج الشعرة منه، لان سيادة المظلوم وبكل بساطة «زود من مقدار الطحين» وشح عليه بالماء، فلم تخرج الشعرة.
الاخلاق المستعارة: حكم عليها بالاعدام ثلاث مرات نظرا لشدة ما اقترفته من جرائم بشعة، وفي كل مرة يفشل التنفيذ، وفي النهاية حكم عليها بالبقاء المؤبد.
الوجه المستعار: صاحبه فنان بارع في صنع الاقنعة، ارتكب جرائم كثيرة وكبيرة، ولا يزال التحقيق مستمر، ولايزال يتم وبشكل يومي عرض المشتبه بهم في هذه القضية و... العرض مستمرا، والتحقيق ايضا مستمر.
الاسم المستعار: هل هو الزعيم الذي يستتر خلفه بعض ممن ورد ذكرهم، ام انه البريء الوحيد من بينهم؟ هل هو متهم؟ هل ارتكب فعلا جريمة؟ ما جريمته؟ وما اداة الجريمة؟ وأين هي؟ أين الشهود؟ ... ما ....؟ من....؟ ماذا........؟ لماذا.....؟ كيف.....؟ اسئلة كثيرة.. اتركها للبحث فيها قبل.. اصدار الحكم النهائي.
ظما الوجدان - شاعرة بحرينية
صفحة الواحة في ملف ( pdf )