«أنهار» السنة التاسعة تمر، ويثبت من خلال هذه المجلة الإلكترونية أن الشعر الشعبي يمكن أن يفعل المستحيل، رئيس تحرير المجلة فيحان الصواغ تمكن من أن يضع لنفسه بصمة صحافية خاصة، واستحق أن يحمل مسمى رئيس تحرير كونه استطاع أن يصنع المستحيل بهذه المجلة التي تعتبر اليوم رافدا من روافد المعلومات لكثير من المطبوعات الشعرية.
بدأت أنهار في العام 1999 بجهد متواضع للشاعر فيحان الصواغ الذي قرر أن يهجر الساحة الشعبية الورقية ويخلق له ساعة شعبية خاصة فكانت مجلة أنهار الإلكترونية أول مجلة للشعر على الشبكة العنكبوتية.
أنهار حلم رفضه الكثيرون في البداية، بل وربما قللوا من قيمته ولكن عاما بعد عام تحول الرفض إلى قبول وتحول تقليل القيمة إلى إكبار.
أنهار الحلم ومنذ مطلع العام الحالي حاولت مد جسر أو لنقل قناة بين العالم الإلكتروني والعالم الورقي والمرئي وإن كانت قناة بنما قد وصلت المحيطين الإطلنطي والهادي فأنهار قو وصلت ثلاث جهات بين الإلكتروني والمرئي والمقروء هي محيطات الشعر الشعبي اليوم، وذلك بإنشاء مركز أنهار الإخباري الذي ولد كفكرة بسيطة وفي غضون أشهر ستة تحول إلى واحد من أهم مصادر الأخبار على الساحة الشعبية بل وعلى الساحة الأدبية أيضا، وبانضمام الشاعر فهد المضيان تميز المركز بإدارته وإشراف الصواغ وتمكن الاثنان بهذا المركز من أن يضعاه على مصاف الاهتمامات الأولى للقراء، والدليل أن المختلف تعاونت معه كشريط إخباري وبعدها قناة رواسي ولا تزال قنوات أخرى تفاوض للحصول عليه.
يقول فيحان الصواغ عن موقعه: «أعتقد أن الأفكار البسيطة، الأحلام يمكن أن تتحول إلى حقائق ملموسة ومادية بمجرد أن ننوي ونجد ونجتهد في العالم، أعطيت «أنهار» الكثير من وقتي فأعطتني أكثر».
ابيات هو الموقع الأول للشعراء الخليجيين على شبكة الإنترنت، وليس في الأمر دعاية للموقع بل هي الحقيقة، فقد حقق الموقع جوائز على مستوى الدولة تمثلت في فوزه وباستحقاق لجائزة الشيخ سالم العلي كأفضل موقع إلكتروني.
صاحب الموقع سالم المري كان أول من قام بنشر مجلة المختلف على شبكة الإنترنت وكان ذلك في نهايات 1997 أي قبل نحو 11 عاما تزامنا مع الدخول الأول للإنترنت للمنطقة، وكانت المجلة تعرض على شكل صورة ويمكن تصفحها من الغلاف إلى الغلاف، ولكن الموضوع لم يستمر سوى أقل من عام، ربما لأن مستخدمي الإنترنت يومها كانوا قلة على عكس اليوم حيث تجد هذه الأيام الكمبيوترات في البلاد أكثر من ذباب الربيع.
موقع ابيات أثبت نفسه بشكل تحول معه من مجرد واجهة نشر إلكترونية إلى واجهة نشر تفاعلية، ميزته أنه سهل وبسيط وغير معقد حتى لمن يجهل كامل ألف باء استخدام الإنترنت.
الموقع فكرة وإشراف الشاعر المميز والمبدع سالم المري ويشرف عليه ويساعده في الإشراف على كامل مواده شقيقه يوسف المري.
يكفي فخرا أن هذا الموقع كويتي 100% وأفضل ما يمكن وصفه بأنه واحة الشعر الإلكترونية الحقيقية لكل من يبحث عن نشر نتاجاته أو لكل من يبحث عن الشعر الحقيقي والشعراء النجوم.
مشروع أبيات لم يستوعبه الكثيرون في البداية ولكن يوما اثر يوم ومنذ سنوات بدأ الآخرون باستيعابه وشيئا فشيئا بدأوا يقبلون عليه بل يطاردونه بحثا عنه لأنه أفضل موقع شعري يجمع نخبة الشعراء المميزين على الشبكة العنكبوتية.
الخدمات التي يقدمها الموقع تكاد لا تحصى بل إن بعضها خدمات لم تطلق بعد ويقول سالم المري: أعتقد انني بحاجة إلى 50 ساعة داخل الـ 24 ساعة حتى أتمكن من تحويل أفكاري إلى حقائق ملموسة لدي الكثير لأقدمه ولكنني بحاجة إلى وقت.. مزيد من الوقت».
لعل أهم ما يميز موقع مجلة أنهار وموقع أبيات الشعريين أن صاحبيهما لم يؤدلجا أفكارهما، ولم ينحازا لأحد ضد أحد، ولم تحكمهما القبلية أو المناطقية أو حتى تحدهما حدود جغرافية، فلا فرق لديهما بين سعودي وكويتي أو اماراتي وقطري أو بحريني وعماني، ولا فرق لديهما بين شاعر حداثي وآخر تقليدي، ولم يفرقا بين شاعر من قبيلتيهما وآخر من خارجهما، الأهم أنهما انحازا للجميع، والأهم أنهما انحازا للجمال فقط وللابداع، بل إنهما لم يقوما بالتدقيق كثيرا على مستويات القصائد وكان شعارهما «أنت تجيد كتابة الشعر، سننشر لك».
المري والصواغ فتحا نوافذ موقعيهما للضوء على كل الجهات، فدخلت أشعة شمس الجمال من كل الجهات.
تقرأ مجلة أنهار فلا تجد انحيازا لأحد ضد أحد، وتتصفح موقع أبيات فلا تجد شاعرا يميز عن الآخر، الكل سواسية أمام سلطة الحرف والجميع متساوون في أحكام الشعر.
ميزة أخرى لموقعي «أنهار» و«أبيات» أنهما نجحا ليس لأن المشرفين عليهما وصاحبا فكرتيهما مبدعان ويجيدان عملهما بل لأنهما يتمتعان بقلوب نظيفة في ساحة لا تعترف بهذا المبدأ في كثير من زواياها.
كلمة أخيرة
يكفي فخرا أن نقول ان موقعي «أنهار» و«أبيات» هما موقعان كويتيان 100%، وهو أمر من حقنا أن نفخر به فإذا كانت الساحة الشعبية الكويتية قد تسيدت المشهد الشعري الخليجي، ها هي تعود إلكترونيا مع أنهار وأبيات أكثر تألقا وصاحبة اليد الطولى بفضل هذين الموقعين.
الريادة
لابد أن نقر لكل من فيحان الصواغ وسالم المري بريادتهما كل في مجاله، الأول لانشائه أول مجلة شعرية إلكترونية على شبكة الإنترنت والثاني لإنشائه أول موقع شعري جامع للشعراء، جهودهما تستحق منا كل الشكر والتقدير وما كانت هذه الكتابة سوى الاعتراف بشيء من جهودهما التي آتت ثمارها بعد سنوات وسنوات.
فهد الرشيدي
صفحة الواحة في ملف ( pdf )