من تألق أكثر من الآخر في الامسية الثالثة لمهرجان أهل القصيد الرابع؟ هل هو نوخذة الشعر النجم محمد معرفي ام الداهية محمد جارالله السهلي ام فارس الكويت الشعري سعد براك أم زهرة الشاشة وحلوة الطلة الفنانة زهرة عرفات؟
كان هذا اول سؤال طرح على الجمهور لرصد ردود الفعل فاجاب احد الحضور والذي كان متلهفا لابداء رأيه:
محمد معرفي قدم الشعر الجميل في زمن قل فيه هذا النوع من الطرح الشعري المغاير والذي يصل للقلوب والعقول في آن واحد، لانه اتى وشغل الاذهان من خلال ما قدم من نصوص اتضح من خلالها مدى الخبرة والتمكن الذي وصل اليه بالاضافة الى اسلوبه الراقي جدا جدا في طرح قصائده فقد اتى ليبدأ بطرح سياسي مغاير لما اعتاد ان يبدأ به دائما امسياته بالاضافة الى انه اتى بنصوص جديدة لم اسمعها منه سابقا الا قصيدة واحدة «مضاوي» والتي سمعتها بهذه الليلة وكأنني اسمعها للمرة الأولى وعندما تم طلب تمديد الامسية بجولة جديدة جاء بنص شعري عزف فيه مفرداته الموسيقية في قوافي تميز بها وحده ومصطلحات نادرة الاستعمال من قبل الشعراء في هذا الزمن وعلى الرغم من ان هذه هي مشاركته الثالثة في هذا المهرجان بالذات فقد احسست بانني القاه للمرة الأولى باختصار معرفي قدم الوجه الحضاري للشاعر الكويتي وكان خير من يمثل الشعراء الكويتيين في هذا الزمن.
كما قال احد الحضور مبديا رأيه في الشاعر محمد جارالله قائلا: «كان في كفة وشعراء الامسية الثالثة جميعهم في كفة أخرى، الداهية تلاعب بمشاعر الجمهور وتحكم بتصفيق كفوفهم كما يشاء من خلال مجموعة من الابيات التي لا يستطيع صياغتها الا هو وحده، بوجارالله «كما يحب البعض ان يطلق عليه» كان نجما فوق العادة وقدم في هذه الامسية وجها جديدا لمحمد الشاعر من خلال مجموعة نصوص سياسية واجتماعية وغزلية لم يستطع احد ان يجاربه فيها طوال وقت الامسية وعزفها منفردا حتى في طريقته في الالقاء الى ان وصل لتفاعل جماهيري غريب من نوعه فكان هو الجمهور وجماهير هذه الأمسية هم الشاعر الذي ألقى قصائده المحفوظة في قلوبهم عن ظهر قلب، تنوع في اختياراته للقصائد ما بين قصيدة قديمة ولكنه الاغلى لدى جمهور مثل قصيدة (مع السلامة) وقصيدة جديدة تلقى للمرة الأولى في أمسياته، بالاضافة لتلبيته لرغبات الجماهير المتعطشة شعرا لأي حرف خرج من نبض قصائده، محمد جار الله كسب رهان القائمين على مهرجان أهل القصيدة الرابعة بتقديمه بشكل مغاير من خلال هذه الأمسية.
ولم يغب الشاعر سعد براك عن ألسنة الجمهور، حيث حظي على اشاداتهم، حيث قال أحد الحضور «كان آخر من اعتلى خشبة المسرح ولكنه أول من وصل لقلوب جماهيره بهذه الأمسية بين فرسانها الثلاثة، سعد براك نجم دائما وأبدا فقد ظهر من خلف كواليس المسرح ليأتي بالصف الامامي في اذهان عشاقه ليقدم بهذه الليلة أداء ونصا وجزالة اجتمعت به لوحده من بداية الامسية الى نهايتها وحسمها مبكرا جدا من جولتها الاولى فلم يتلهف كثيرا لتصفيق الكفوف على الرغم من أخذه لنصيبه منها، ولكنه تلهف لتصفيق الاذهان والذي استطاع ان يخرج من هذه الامسية حاصدا لوحده كل مشاعر الحب والتميز بينه وبين عشاقه مقدما لهم مجموعة من القصائد، والتي لم يستطع مجاراته بها سواه فمن الوطن الغالي على قلبه بعزفه الاول الى الغزل العفيف بجولته الثانية الى الاجتماعي والخارج من نبض الناس في جولته الثالثة، ومن ثم ختمها بأروع ما يمكن من خلال نص نادرا ما نسمع مثله في هذه الايام حتى ان الجمهور ظل طويلا بعد تكريمه يردد ابياته، والتي علقت بالأذهان، سعد براك كان له ما أراد في هذه الأمسية من حب ونجاح وتمكن من جماهيره».
اما عريفة الحفل الفنانة زهرة عرفات فقد اشاد بها الجمهور من حيث ادائها في الامسية وتقديم الشعراء والتفاعل مع الحضور حيث قال احدهم: «لم نصدق ان هذه هي أمسيتها الأولى، كانت شاعرا رابعا معهم، بل وتفوقت عليهم في بعض الاحيان من خلال حرفيتها في تقديم كل شاعر واعطاء كل ذي حق حقه، اختارت أرق المعاني وبساطة المفردات وأصبحت العريفة والمحاورة في آن واحد واستطاعت ان تمسك العصا من الوسط فأرضت الجمهور الغفير الحاضر للأمسية الثالثة من أمسيات المهرجان وقدمت الوجه الحضاري الراقي للفنانة الخليجية وتفوقت جدا في المعرفة التامة بالإجابة عن هذه الاسئلة: كيف تنتقل من شاعر الى شاعر من دون ان تبخس حقه في ارضاء جماهيره؟ وأين تتواجد في اللحظة المناسبة والوقت المناسب لتقول ها أنا ذا؟ ومتى نصل الى الختام المناسب لهذه الأمسية لتزيد الجماهير شوق في تمديدها من ثلاث جولات الى أربع بناء على رغبة قلوبهم؟ لم ترتبك حتى ولو لدقائق، بل كانت واثقة من نفسها جدا وبما تقدمه من اخلاص في الأداء الإعلامي الراقي.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )