حسين الشمري
هيثم السويط
شرفت منافسات الحلقة الثالثة من برنامج «شاعر المليون» في نسخته الثالثة، بحضور ولي عهد ابوظبي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأضفى حضور سموه تألقا وروعة على انشطة الحلقة، ومنح دفعة معنوية كبيرة للشعراء المتنافسين على مسرح شاطئ الراحة، والذين حرصوا على الحضور بقوة وتقديم نصوص متميزة.
كما حضر الحلقة محمد المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيات وأعضاء السلك الديبلوماسي في الإمارات، وحشد من وسائل الإعلام وجمهور غفير من مختلف دول المنطقة.
وقد تواصلت مساء الخميس الماضي رحلة التحدي والمنافسة للوصول إلى البيرق من خلال الحلقة الثالثة لبرنامج «شاعر المليون» في نسخته الثالثة، البرنامج الجماهيري الأضخم والأشمل في تاريخ الشعر النبطي، والأول على مستوى الإعلام المرئي، والذي يحظى برعاية كريمة ودعم لا محدود من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد، في إطار دعم سموه المتواصل لمسيرة التنمية الثقافية في الإمارات، واستراتيجيات صون التراث العريق لإمارة أبوظبي والإمارات.
وتنافس خلال الحلقة التي تم بثها على الهواء مباشرة على قناة «أبوظبي» الفضائية، كل من الشعراء: المبروك بودرهيبة من ليبيا، بدر الضمني المطيري من الكويت، خليفة سلطان العامري من الإمارات، سعد زبن الشمري من السعودية، عبدالخالق السلمي من السعودية،
عمري الرحيل من السعودية، عيدة الجهني من السعودية وناظم صالح السلمان من سورية.
تأهل السرحاني والنعيمي
في بداية الحلقة رحب الجمهور بأعضاء لجنة التحكيم سلطان العميمي، د.غسان الحسن، حمد السعيد، تركي المريخي وبدر صفوق.
وقبل الإعلان عن نتائج التصويت الذي استمر أسبوعا على ستة شعراء من الحلقة الثانية، شاهد الجمهور تقريرا تضمن مقاطع من مشاركة الشعراء الستة، ومقتطفات من تعليقات أعضاء لجنة التحكيم، بعد ذلك تم الإعلان عن تأهل الشاعر الأردني محمد قدر السرحاني بأعلى نسبة من الأصوات بلغت 58% والشاعر القطري شبيب النعيمي بنسبة 53%، وحصل الشعراء الأربعة الآخرين على نسبة تصويت أقل وهم نايف معلا العتيبي (48%)، محمد الوسمي المطيري (46%)، علي الراسبي (44%) وحمد الهاجري (33%) وأصبحوا خارج نطاق المسابقة.
حلقة المفاجآت
تميزت منافسات الحلقة الثالثة بقوة المنافسة وروعة النصوص التي شكلت مفاجأة كبيرة لأعضاء لجنة التحكيم والجمهور الذي عاش ليلة شاعرية ممتعة مع الإبداع والتميز.
أول فرسان الحلقة كان الشاعر الليبي المبروك بودرهيبة، وأول مشاركة للجماهيرية الليبية في برنامج «شاعر المليون»، ألقى قصيدة اجتماعية مميزة، أشاد بها حمد السعيد وأشار إلى أنها جاءت على لونين مختلفين من الشعر، واستفسر من الشاعر عن معاني بعض الكلمات، وقال سلطان العميمي «إن أبيات القصيدة كانت أقرب إلى الوصف والحكمة والتجربة الذاتية، وفيها أبيات مباشرة واضاءات شعرية جميلة»، وأشار بدر صفوق إلى جمالية القصيدة، ورأى تركي المريخي أن أبيات القصيدة لم ترتق إلى موضوع القصيدة، وأن هناك تكرارا للمفردة داخل النص.
الجريء بدر الضمني
المتنافس الثاني الكويتي بدر الضمني شارك بنص جريء أثنى عليه السعيد ورأى أن فيه جرأة زائدة، كما أشاد بحضور وتميز الشاعر، ورأى العميمي أن النص بعيد عن التجربة الذاتية، وفيه اضاءات وصور شعرية جميلة، وأشار صفوق إلى أن النص جميل في كثير من الأبيات، ولاحظ أن الرموز التاريخية في النص قد جاءت كإشارات وليست كرموز، ورأى المريخي أن الصورة الشعرية في النص كانت ضيقة بينما كان النص واسعا، وأشاد بتوظيف الكثير من الكلمات في النص، وبين الحسن أن القصيدة غير مسبوكة بشكل جيد وهناك ضعف في التسلسل، وأشار إلى أن الشاعر لديه تمكن ثقافي لم يوظف في النص بشكل جيد.
الإماراتي خليفة العامري كان ثالث الفرسان وشارك بقصيدة وطنية رائعة، فاجأ بها الجمهور وأعضاء اللجنة، أشاد بها العميمي، وأكد أن الشاعر اعتمد على بناء الصور الشعرية الجميلة في كتابته عن الوطن، كما أشار إلى التماسك الواضح في بناء النص، وأوضح صفوق أن القصيدة كانت مفاجأة جميلة ومليئة بالصور الشعرية، ورأى المريخي أن الشاعر جميل وقدم الجميل في عدة أشكال، ووصف الحسن القصيدة بأنها غاية في الجمال والشاعرية، وأشاد بالسبك الموجود في القصيدة في موضوعاتها الثلاثة.
الشمري تألق
السعودي سعد زبن الشمري، رابع المتسابقين، ألقى نصا مميزا، وصفه صفوق بأنه جميل رغم سهولة الوزن الذي كتب عليه، ولاحظ المريخي أن الشاعر اعتمد على جمالية بعض المفردات للتعبير عن حالة، واستطاع صياغة الأشياء من جديد للتعبير عن هذه الحالة بشكل جيد، ورأى الحسن أن أجمل ما في النص أنه لم يذهب كثيرا إلى عمق اللغة، وأشار إلى الجناس والطباق الذي حفلت به القصيدة، ووصف السعيد النص بأنه جميل، لأنه خاطب شريحة من المجتمع وأثار الكثير من التساؤلات، كما أشاد العميمي بالحضور الجميل والإلقاء المميز للشاعر، وأشار إلى أن القصيدة حملت الكثير من الشعر.
خامس الفرسان الشاعر عبدالخالق السلمي، حيث شارك بنص جميل، واعتبر المريخي أن الشاعر ارتقى من خلاله بشاعريته إلى حيث يجب أن يرتقي الشعر، وأشار الحسن إلى ما تضمنه النص من إحالات تاريخية وأعلام ورموز وتوظيفها بطريقة جميلة، ولفت إلى اللغة العالية في النص وما تضمنه من كنايات واستعارات، وقال العميمي: إن النص جميل ومحمل بالحنين إلى الماضي وجاء متنفسا عن هموم الذات، وأشار إلى الرمزية في بعض الأبيات، وتحول الصوت الذاتي الفردي في بداية النص إلى صوت الجماعة في الأبيات الأخيرة، وتحولت نبرة الحزن في بداية الأبيات إلى التفاؤل والأمل في نهاية النص، وتحدث صفوق عن الإشارات الشعرية الرمزية والالتقاطات الفنية العالية في النص.
هموم الرحيل
الشاعر عمري الرحيل كان سادس المتنافسين، وشارك بقصيدة متألقة، وأشار الحسن إلى أن المتلقي يستشعر الهموم الذاتية للشاعر من خلال القصيدة، ورأى أن كل بيت فيها يشتمل على الشاعرية والجمال من حيث اللغة والتصوير، فيما رأى السعيد أن انتقال الشاعر من موضوع إلى آخر خلال القصيدة كان فيه مفاجأة للمتلقي، وبيّن العميمي أن القصيدة حملت البوح الذاتي والحوار مع الآخر، وأن الصور الشعرية جاءت في كل بيت على حدة، ولم تأت ككتلة كلية في القصيدة، وأشار صفوق إلى أن القصيدة تبين الصراع بين أصالة البداوة والحداثة المدنية، وأبدى المريخي اعجابه بالكثير من أبيات القصيدة ووصفها بأنها نص شعر فاخر بكل المقاييس.
الصوت النسائي القوي
المنافسة السابعة عيدة الجهني، الصوت النسائي الثاني والقوي في هذه النسخة، شاركت بنص متفوق، وصفه السعيد بأنه نص جميل، ولاحظ على الشاعرة إسهابها في شرح المفردات على هامش القصيدة، ورأى العميمي أن أبيات القصيدة حملت البوح الذاتي والمعاناة، وأشار إلى امتلاء القصيدة بمفردات بيت البداوة التي انعكست على أغلب الصور الشعرية الجميلة في النص، ووصف صفوق الشاعرة بأنها صوت نسائي شعري حقيقي، وبيّن أن علاقة المرأة بالشعر هي محور القصيدة، وأشار المريخي إلى التراكيب والصور والحبكة داخل النص، فيما أشاد الحسن بمستوى القصيدة وتوظيف بعض الرموز توظيفات دقيقة، والسبك الجيد للقصيدة التي ظهرت بثوب جميل جدا.
ختام المنافسات كان ثامن الفرسان، الشاعر السوري ناظم السلمان الذي شارك بنص شعري تضمن الكثير من القيم، وصفه العميمي بأنه حمل بوحا وفلسفة، وتضمن أبياتا مباشرة، وأشار إلى الإضاءات الشعرية فيه، ورأى صفوق أن النص في مجمله يوحي بشاعرية كبيرة، وقال المريخي إن أغلب أبيات النص جاءت اجترارا لنصوص أخرى، وأوضح الحسن أن النص فيه الكثير من التقليدية، والصور الشعرية التي تنتمي للشاعر، وأشار السعيد إلى القيم والأخلاقيات الجميلة في النص.
كما تضمنت الحلقة فقرة ممتعة لضيف الشرف الشاعر سلطان الهاجري، الذي أشار إلى ريادة منبر شاعر المليون، ورأى أن الشعراء الـ(48) المشاركين في هذه النسخة نجوما ويستحقون (البيرق)، وألقى الهاجري قصيدة رائعة امتدح فيها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وتطرق في قصيدته إلى المبادرات الثقافية والأدبية الخلاقة لسمو الشيخ محمد بن زايد، ومنها برنامج شاعر المليون الذي وصفه الشاعر بأنه الأول والرائد عند الجماهير العربية.
وفي الفقرة الغنائية أمتع سفير الفن الكويتي، الفنان عبدالله الرويشد الجمهور بصوته العذب وحضوره الجميل، وألهب المسرح بالتصفيق عندما غرد بأغنية «أنا مو ولهان»، وأعرب الرويشد عن سعادته بتواجده على مسرح شاطئ الراحة بين الشعراء وجمهور الشعر.
اللحظات الحاسمة والإعلان عن النتائج
في نهاية الحلقة وفيما أخذ القلق وتعب الانتظار من الشعراء المشاركين كل مأخذ، تم الإعلان عن تأهل الشاعرة عيدة الجهني والشاعر خليفة العامري إلى مرحلة الـ(24) بقرار أعضاء لجنة التحكيم، حيث حصلا على درجة متساوية بتقييم اللجنة (46 من 50).
ومنحت اللجنة درجاتها للشعراء الستة الآخرين كالتالي: المبروك بو درهيبة (36 من 50)، بدر الضمني (40)، سعد زبن (44) عمري الرحيل (43) عبد الخالق السلمي (41) ناظم السلمان (36)، وبهذا انتقل الشعراء الستة إلى مرحلة التصويت الجماهيري الذي يستمر أسبوعا، ويتأهل من خلاله اثنان منهم من الحاصلين على أعلى نسبة من أصوات الجمهور مع بداية الحلقة الرابعة يوم الخميس المقبل.
فرسان الحلقة الرابعة
كما تم في نهاية الحلقة الإعلان عن أسماء الشعراء الثمانية المتنافسين في الحلقة القادمة، وهم الشاعر فهمي التام من اليمن، سهام العدوان من الأردن، سلطان الدوسري من السعودية، مساعد جبران راشد من الكويت، محمد منصور آل مبارك من البحرين، سعود الحافي العتيبي من السعودية، عامر الحوسني من عمان، عايض عبهول الظفيري من السعودية.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )