هـيـثم السويـط
حسين الشمري
هـادي الـجـامـع
اشرقي يا ديرة الشعر وتباهي
وانثري ضيك على شـط القصيد
لك غلا والله ما مثله.. يضاهي
ساكن فينا ومجراه الوريد
بهذه الأبيات الرائعة افتتح الشاعر والإعلامي المتألق حسين العامري أنشطة الحلقة الرابعة ضمن منافسات شاعر المليون في نسخته الثالثة، وتواصلت رحلة التحدي على مسرح شاطئ الراحة في سباق الشعراء للوصول إلى البيرق، والذي مازال الطريق إليه صعبا وشاقا، نظرا لقوة المنافسة والمستوى الكبير والمفاجئ الذي ظهر به الشعراء المتنافسون في هذه النسخة.
حضر الحلقة سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيات وأعضاء السلك الديبلوماسي في دولة الإمارات، وحشد من وسائل الإعلام وجمهور غفير من دول الخليج والجاليات العربية.
الحلقة التي شهدت منافسة قوية بين مجموعة نارية من الشعراء، عكست وبينت قوة التجارب الشعرية لشعراء المليون، وأكدت أن شاعر المليون ومنذ انطلاقته قد حقق وبنجاح أهدافه السامية وأفرز لساحة الشعر كل ما هو مميز ومبدع، واستطاع فرز الغث من السمين في الشعر، وأصبح المقياس الحقيقي والصادق للشاعرية والشهرة والجماهيرية.
وضمن أنشطة الحلقة الرابعة، التي تم بثها أول من أمس على قناة أبوظبي مباشرة، وأعيد بثها في أوقات لاحقة على قناة شاعر المليون، تنافس ثمانية شعراء من بيئات عربية مختلفة، وقدموا تجارب شعرية ثرية ومتنوعة، وهم: سعود الحافي العتيبي، سلطان الدوسري، عايض عبهول الظفيري من السعودية، سهام العدوان من الأردن، عامر الحوسني من عمان، فهمي التام من اليمن، مساعد بن جبران من الكويت، محمد منصور آل مبارك من البحرين.
وقد حرص الشعراء على الحضور القوي والأداء المميز، وشاركوا بنصوص جميلة شكلت مفاجأة، ونال أغلبها استحسان وثناء أعضاء لجنة التحكيم، وإعجاب وتصفيق الجمهور.
وتضم لجنة التحكيم في شاعر المليون كلا من: سلطان العميمي، د.غسان الحسن، حمد السعيد، تركي المريخي، وبدر صفوق.
في بداية الحلقة وقبل الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على ستة من شعراء الحلقة الثالثة، شاهد الجمهور تقريرا تضمن مقاطع من مشاركات الشعراء ومقتطفات من تعليقات لجنة التحكيم، وتم بعدها الإعلان عن تأهل الشاعر الكويتي بدر الضمني بحصوله على أعلى نسبة من تصويت الجمهور ودرجة إجمالية 60%، والشاعر السعودي عبدالخالق السلمي بحصوله على ثاني أعلى نسبة من تصويت الجمهور لتصبح درجته الإجمالية 59%، فيما أصبح الشعراء الأربعة الآخرون: المبروك بو درهيبة من ليبيا، سعد زبن وعمري الرحيل من السعودية، ناظم السلمان من سورية، خارج نطاق المنافسة بعد أن تركوا بصمة مميزة وذكرى طيبة في قلوب جماهير الشعر ومتذوقيه.
مجريات المنافسة.. والمفاجآت
اتسمت مشاركات الشعراء في الحلقة الرابعة بروح التحدي والمنافسة والحماس، وتميز الشعراء بنصوصهم القوية التي أثبتت قوة تجاربهم ومقدرتهم على خوض غمار المنافسة في شاعر المليون، وأمتعوا جمهور الشعر بحضورهم القوي وقصائدهم العذبة.
بداية المنافسة كانت مع الشاعر السعودي الجميل سعود الحافي الذي ألقى نصا شعريا بعنوان «الأزمة الاقتصادية العالمية» وصفه د.غسان الحسن بأنه نص ثقيل، وأشار إلى الصور الجزئية المبتكرة في الأبيات وان تجانس هذه الصور جعل جو القصيدة جوا واحدا، وأشاد حمد السعيد بالحضور القوي للشاعر وترابط أبيات النص، ورأى سلطان العميمي أن النص مميز وحمل كما كبيرا من الشعر، وأشاد بذكاء الشاعر الذي استطاع أن يطرح الموضوع بعيدا عن السطحية، وقال بدر صفوق: «إن النص متكامل، ووصف الشاعر بأنه جميل ومتمكن، فيما أشار تركي المريخي إلى تمكن الشاعر الذي فتح كل الحدود بين المفردات المألوفة وغير المألوفة».
ثاني الفرسان كان سلطان الدوسري أصغر المتأهلين سنا في النسخة الثالثة، وشارك بقصيدة عنوانها «تجارة المشاعر» أشاد فيها السعيد ولاحظ أن ختام الأبيات الأخيرة خرج على موضوع القصيدة، وأشار العميمي إلى الصور الشعرية في الأبيات، ورسالة الشاعر من خلال القصيدة، التي تضمنت استعارات وكنايات جميلة، ورأى صفوق أن التورية في أبيات القصيدة تحمل أكثر من معنى، فيما اثنى المريخي على سلاسة اللفظ، ونصح الشاعر بالنظر إلى الشعر من جميع زواياه، وأشاد الحسن بالتجربة الشعرية الناضجة للشاعر وأشاد بالجزء الأول من القصيدة وما احتوته الأبيات من شاعرية واضحة، وانتقد ذهاب الشاعر في الجزء الثاني إلى المباشرة في كثير من الأبيات.
المشاركة الثالثة كانت مع الصوت النسائي الثالث والأخير في شاعر المليون بنسخته الثالثة الشاعرة سهام العدوان، التي أثارت ضجة كبيرة في المسرح بتجاوزها الوقت المحدد وإصرارها على إلقاء ثلاث قصائد رغم اعتراض أعضاء لجنة التحكيم وإدارة البرنامج، وألقت أخيرا قصيدة بعنوان «شوقة سجية» ورأى العميمي أن أبيات القصيدة فيها من الوصف أكثر من التجربة الشخصية، وأن التكلف في الأبيات كان أكثر من السلاسة والعفوية، وعلق المريخي على قافية القصيدة، وأشار الحسن إلى أن القصيدة فيها الكثير من الصنعة الشعرية، وأن الأسلوب فيها اختلف عدة مرات.
الشاعر العماني عامر الحوسني كان رابع المتنافسين وشارك بقصيدة عنوانها «الساري» وصفها صفوق بأنها رائعة بكل المقاييس، وعلق المريخي على تكرار المفردة ورأى أنها تضر بالقصيدة، فيما أشاد الحسن بالقصيدة ورأى أنها تكرست في أبياتها الأخيرة وتماسكت بطريقة جميلة، ووصف السعيد الشاعر بالذكي وأشاد بموضوع القصيدة الإنساني، وقال العميمي: «إن نص القصيدة محمل بالكثير من المعاناة والشعر والرمزية» وأشاد بالخيال الواضح في القصيدة في بناء الصور الشعرية.
خامس الفرسان كان عايض الظفيري، ألقى نصا بعنوان «فضة كلام» أشاد به المريخي وقال: «إن المقدمة مناسبة جدا وقد انتقل الشاعر بشكل جميل وشاعري الى موضوع النص»، وأشار الحسن إلى أن النص مليء بالصور الشعرية الجميلة، وأن القافية
فيها التزام ما لا يلزم، وأثنى السعيد على النص وأداء الشاعر وجمالية الربط بين شخصيته ومدينة أبوظبي، وقال العميمي: «إن القصيدة رائعة وتحمل الكثير من الشعر رغم ما تحمله من شجن، وفيها الكثير من الصور الشعرية المميزة».
سادس المتنافسين والمشاركة الثانية من اليمن في هذه النسخة، الشاعر فهمي التام، شارك بنص عنوانه (أهل اليمن) علق عليه الحسن وقال: «إن المعنى قليل بالنسبة للشكل الذي كان جميلا»، وأشاد العميمي بالإلقاء المميز للشاعر وما احتواه النص من شاعرية، وأشار إلى «أن النص لم تكن فيه السلاسة التي كنا ننتظرها»، ورأى صفوق أن النص يثبت شاعرية جميلة جدا، فيما رأى المريخي أن النص موهبة شعرية فذة وأرهق المتلقي في البحث عن المعنى.
المتنافس السابع في الحلقة محمد آل مبارك البحريني الوحيد المتأهل في هذه النسخة، ألقى قصيدة عنوانها «مدبرة.. معتمة» ورأى السعيد أن الحس العربي كان جميلا جدا في الأبيات، وأشار العميمي إلى أن مطلع القصيدة كان لافتا للنظر واستمرت الصور الشعرية في بعض الأبيات ثم خفتت الشاعرية في عدد من أبيات القصيدة، وأوضح المريخي أن النص لم يستطع احتواء الفكرة، فيما رأى الحسن أن النص مفعم بالشاعرية.
ثامن الفرسان ومسك ختام الحلقة الرابعة كان الشاعر الكويتي مساعد بن جبران، وقصيدة بعنوان «رحلة الفارس الأخير» رأى العميمي أن فيها رمزية، ولم تخل من الإيحاءات والصور الشعرية الجميلة، وأشار المريخي إلى أن الشاعر نجح في إبراز الصورة الشعرية، فيما أشاد الحسن بالنص المفعم بالشعر، وأوضح أن الشكل والمضمون اتحدا في أداء هذه القصيدة المتماسكة.
سيف السعدي.. حضور ممتع وقصائد متألقة
ضمن انشطة الحلقة الرابعة شارك ضيف الشرف الشاعر والإعلامي الإماراتي الكبير سيف السعدي بفقرة جميلة وممتعة، استضافه خلالها الإعلامي حسين العامري، حيث حول الفقرة إلى حوار جميل حول الشعر والإبداع، وأشار السعدي بداية إلى أن دعوته إلى شاعر المليون تعتبر تكريما له، ورأى أن الإعلام له دور كبير في صناعة نجومية وجماهيرية الشاعر، وأكد أن خمس دقائق في شاعر المليون تعادل خمس سنوات في مسيرة أي شاعر، وتوجه السعدي بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، على اهتمامه الكبير بالشعر والشعراء والأدب والثقافة والموروث، ثم ألقى قصيدة وطنية متألقة بعنوان (ذخر العرب) فاضت بالمشاعر والأحاسيس الصادقة، أهداها إلى سمو الشيخ محمد بن زايد، ومنها:
منحاز لــ (زايـــد) ولانجال (زايـــد)
ولـ (راشد) ومن بعد (راشد) ميامين
للقايد اللي لــي ذكــر كــل قــايـد
قـالوا (خليفة) غير كـل السلاطين
الـنـادر اللـي لـى شـهـر للطرايـد
عنده على الهده عزوم وجناحين
حــر معه حــرن عـكـف الصوايد
عنده بدال (محمد) الواحد اثنين
ثم ألقى السعدي واحدة من أجمل قصائده الغزلية التي جاراها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ثم ألقى قصيدة غزلية أخرى من قصائده المغناة.. وأمام إلحاح الجمهور وحسين العامري ألقى السعدي قصيدة غزلية أخرى أطرب بها جمهور الشعر ومتذوقيه، وأضفى وجود السعدي المزيد من الجمالية والمتعة على مجريات الحلقة.
الفنانة دينا حايك تطرب الجمهور
كما شاركت الفنانة المعروفة دينا حايك بفقرة غنائية جميلة أطربت خلالها جمهور مسرح شاطئ الراحة وجمهور الشعر، وأكدت أن وجودها أمام جماهير الشعر يعتبر إضافة جميلة إلى مسيرتها الفنية، وعبرت عن سعادتها بالمشاركة في انشطة شاعر المليون.
لحظة الإعلان عن النتائج
في نهاية الحلقة وبعد أن راهنت الجماهير على شعرائها المفضلين للتأهل ومع الترقب والانتظار، تم الإعلان عن تأهل الشاعر السعودي عايض الظفيري بعد أن حصل على أعلى درجة بتقييم لجنة التحكيم (49 من 50) والتي تعتبر أعلى درجة تمنح لشاعر مشارك في النسخة الثالثة إلى الآن من قبل لجنة التحكيم، كما أهلت اللجنة الشاعر عامر الحوسني ومنحته ثـانـي أعلى درجـة (45 من 50) ومنحت الشعراء الستة الآخرين درجات كالتالي:
سـعـود الحافي العتيبي (44 من 50) سلطان الـدوسـري (36) سـهام الـعـدوان (28)، فهمي الـتـام (44)، مساعد بن جبران (36)، محمد منصور آل مبارك (36)، لينتقل الشعراء الستة إلى مرحلة التصويت الجماهيري الذي يستمر أسبوعا وتعلن نتيجته مع بداية الحلقة الخامسة يوم الخميس المقبل، ويتأهل من خلاله اثنان من الشعراء الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات.
كما تم في نهاية الحلقة الإعلان عن أسماء الشعراء الثمانية المتنافسين في الحلقة المقبلة، وهم:
أسعد الروابة من سورية، حمدان المحرمي من الإمارات، رشيد الدهام، زياد حجاب بن نحيت وعلي الحارثي من السعودية، عطية أبومرزوقة من مصر، محمد شباب القحطاني من قطر، ومشاري المري من الكويت.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )