وسط اجواء شاعرية عذبة اتسمت بقوة التحدي والنصوص المتألقة والحضور الجميل للشعراء، اختتمت ليلة امس الاول منافسات المرحلة الأولى للنسخة الثالثة في اكبر واضخم برنامج في تاريخ الشعر النبطي «شاعر المليون» وشكلت الحلقة بما حملته من مفاجآت ومتعة واثارة مسك ختام المرحلة.
وكما انطلقت الحلقة بالشعر اختتمت بالشعر والابداع فقد افتتح الاعلامي المتألق حسين العامري الحلقة بأبيات شعرية عذبة للشاعر والاعلامي المبدع عارف عمر قال فيها:
على شط الشعر غـنـت قوافينا
وهـذا الليل بالـوان الفرح مسكون
سـألت القلب وش زاد الـغـلا فيـنـا
وجاوبني.. جمعنا.. «شاعر المليون»
وقد حضر الحلقة سمو الشيخ احمد بن ناصر بن زايد آل نهيان ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيات واعضاء السلك الديبلوماسي، وحشد من وسائل الاعلام وجمهور غفير من دول مجلس التعاون الخليجي والجاليات بدولة الامارات.
في بداية الحلقة – التي تم بثها على الهواء مباشرة عبر قناة ابوظبي الفضائية، واعيد بثها على قناعة شاعر المليون، وقبل الاعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الخامسة، رحب الجمهور بالشعراء المشاركين في الحلقة، وحيا اعضاء لجنة التحكيم د.غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، بدر صفوق وتركي المريخي.
بعد ذلك تم الاعلان عن تأهل الشاعر السعودي على الحارثي الذي حصل على اعلى نسبة من اصوات الجمهور ودرجة اجمالية (62%) والشاعر الكويتي مشاري المري ودرجة اجمالية (59%) لينتقلا بذلك الى المرحلة الثانية من المنافسات، فيما اصبح الشعراء الاربعة الاخرون: اسعد الروابة، عطية ابومرزوقة، محمد شباب القحطاني، رشيد دهام، خارج نطاق المنافسة بعد ان سجلوا حضورا قويا وذكرى جميلة في قلوب الجماهير، وقد فاجأ الشاعر رشيد دهام الجمهور باعلانه عن التبرع بمبلغ المكافأة المالية المخصصة له من البرنامج الى المحاصرين في غزة.
وقد تنافس خلال الحلقة السادسة كل من: ردة السفياني من السعودية، صلاح العرجاني من الكويت، ضيدان المريخي من السعودية، فالح الشيباني من السعودية، محمد بن طناف الكعبي من الامارات، محمد آل فارس التميمي من السعودية، نواف الشيادي من عمان، وياسر البشابشة من الاردن.
وقد حرص الشعراء على قوة الحضور والمنافسة والتحدي للحصول على اعلى درجات لجنة التحكيم والتأهل للمرحلة الثانية من المسابقة، والتي لم يتبق منها سوى اربعة مقاعد شاغرة.
مجريات المنافسة في الحلقة السادسة
انطلاقة الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى بالشاعر السعودي ردة السفياني، الذي شارك بقصيدة جميلة أهداها إلى أمه وكل أم، علق د.غسان على بحرها الطويل، ورأى أن المستوى الشاعري فيها ليس واحدا، وأن العبارات الشعرية في الأبيات جاءت منقسمة، فيما أشار حمد السعيد إلى الحبكة الشعرية في الأبيات وما فيها من المشاعر الإنسانية، وعلق سطان العميمي على الصور الشعرية في النص، وأشار إلى التكرار في بعض الأبيات، والذي لم يخدم النص وجاء كتعبئة فراغ أو لضبط الوزن، ولاحظ بدر صفوق أن بعض الأبيات جاءت وكأنها لوحة فنية متكاملة، وتناول تركي المريخي التعليق على الصور الشعرية في النص والتراكيب وتوظيف الشاعر للمصادر بشكل مميز.
الفارس الثاني في الحلقة الشاعر الكويتي صلاح العرجاني، الذي فاجأ الجمهور بحضوره وأدائه، وألقى قصيدة وطنية جميلة، أشاد بها السعيد لأنها تحدثت عن فترة زمنية في تاريخ الكويت وبقصر دسمان كرمز وطني، فيما أكد العميمي أن الشاعر قد تفوق على التقليدية على الرغم من أن الموضوع تقليدي، وأشار إلى أن توظيف الشاعر للملامح والرموز والتضاريس قد أعطى النص خصوصية المكان الذي تحدث عنه، وأشار صفوق إلى أن الشاعرية في الأبيات كانت جميلة وعذبة وفيها خصوصية، وتناول المريخي التعليق على السياق الشعري داخل النص ورأى أنه جميل، من جانبه رأى الحسن أن النص من النوع الخفيف والجميل، وأن الشاعر نجح في التوصيل بين أجزاء النص بطريقة متماسكة.
المشاركة الثالثة للشاعر السعودي ضيدان المريخي
الذي تقدم بنص شعري بعنوان «غزة بدون أطفال»، ليجعل الشاعر من أطفال غزة الأبطال نجوما متلألئة على مسرح شاطئ الراحة، وقد أشاد أعضاء لجنة التحكيم بالنص، ورأى العميمي أنه جميل في محوره ولغته الشعرية وصوره، وأشار إلى تمكن الشاعر من أدواته الشعرية، وتجسيده للكثير من الأشياء غير المحسوسة وإعطائها صفة الكائن الحي، ووصف صفوق النص بأنه عظيم وفيه من الإنسانية الشيء الكثير، فيما أشار المريخي إلى أن الحالة الشعرية لم تكن خاصة بالشاعر وسمح للمتلقي بأن يشاركه كتابة الأبيات، وأنه قدم صورة شعرية مؤثرة ومدهشة، وأوضح الحسن أن الشاعر استطاع أن يحول النص الذي يشير إلى الحزن إلى شيء جميل، امتلأ بالشاعرية، وخاطب السعيد الشاعر بالقول: «أنت شاعر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والنص راق ومليء بالإنسانية والمشاعر تجاه إخواننا في غزة».
رابع الفرسان الشاعر العذب فالح الشيباني، شارك بقصيدة امتدح فيها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتعرض من خلالها للكثير من النقد والملاحظات من قبل أعضاء لجنة التحكيم، حيث رأى صفوق أن القصيدة أقل من عادية، وأن الشعر لم يكن حاضرا، وأشار المريخي إلى الحضور المسرحي للشاعر، وقال: إن القصيدة جاءت سهلة بألفاظها وأسلوبها، من جانبه أكد الحسن أن القصيدة أقرب إلى مقال في جريدة، وأشار إلى التكرار في بعض أبيات القصيدة والذي جاء بنفس المعنى والمبنى، فيما انتقد العميمي مستوى القصيدة ورأى أن النص ينتمي إلى النظم أكثر من الشعر، كما لاحظ كثرة التكرار في أبيات القصيدة.
خامس المشاركين في الحلقة الشاعر الإماراتي محمد بن طناف الكعبي، الذي فاجأ الحضور بنص شعري جميل، رأى فيه المريخي الكثير من الصور الشعرية الجميلة، وأشار إلى الحبكة في الأبيات، فيما أشار الحسن إلى أن القصيدة مليئة بالشعر وتدل على شاعرية وصور متدفقة، ورأى أن كثيرا من الصور الشعرية في القصيدة جاءت مبتكرة وعميقة ومضاعفة وشفافة، وعلق السعيد على الفلسفة الشعرية الجميلة في الأبيات، وتحدث العميمي عن الصور الشعرية الكثيفة في النص، وتوظيف الشاعر للمفردة الإماراتية بطريقة جميلة، وأشار صفوق إلى أن الفلسفة داخل النص كانت شاعرية.
المتنافس السادس الشاعر محمد آل فارس التميمي شارك بنص شعري جميل نال إعجاب جمهور المسرح، وتناوله أعضاء اللجنة بالنقد والتقييم، حيث رأى الحسن أن النص حماسي وأن الشاعر ذهب إلى عدة أساليب في بناء الصور الشعرية ومنها أسلوب استحداث الصورة وهو الأجمل، وعلق السعيد على الحضور الجميل للشاعر، وأشار إلى ترابط أبيات القصيدة من البداية إلى النهاية بشكل جميل، كما أشاد العميمي بالحضور والإلقاء الجميل للشاعر، ورأى أن موضوع القصيدة تقليدي وأن الأبيات تراوحت بين العادية والجيدة واقترب بعضها من النظم، فيما رأى صفوق أن التسلسل في الأبيات كان جميلا وفيه فن، وتحدث المريخي عن الاضاءات الشعرية داخل النص وأسلوب كتابته الرائع.
سابع الفرسان الشاعر العماني نواف الشيادي الذي شارك بقصيدة رمزية من اللون العماني الخالص، علق عليها السعيد ورأى أن الشاعر لجأ إلى الرمزية في الكثير من الأبيات، وأشاد بالأداء الجميل والمقنع للشاعر، من جانبه أشاد العميمي بالقصيدة وأشار إلى أن الوصول إلى المتلقي سيكون صعبا، كما أوضح أن الشاعر قد ذهب في الكثير من الصور الشعرية إلى الخيال والرمزية، فيما أشاد صفوق بارتفاع الشاعرية في الأبيات الأخيرة من النص والتي تدل على شاعر متمكن، وأوضح المريخي أن الشاعر اعتمد في الكثير من الأبيات على الرمزية التي أثرت على بناء الصور الشعرية، ووصف الحسن القصيدة بأنها وحدة شعورية واحدة، وأشاد بالشاعرية الواضحة في الأبيات وبالعاطفة والإحساس والنبرة التي لم تتغير.
آخر المشاركين في المرحلة الأولى من المنافسات كان الشاعر الأردني ياسر البشابشة، الذي شارك بنص متألق حاز على ثناء وإعجاب أعضاء لجنة التحكيم، حيث وصفه العميمي بأنه نص جميل ورائع وفيه حديث الشعر الحقيقي عن الشعر الحقيقي، كما أشاد صفوق ببناء القصيدة الجميل الذي ينم عن شاعرية، ورأى المريخي أن أبيات القصيدة جاءت قوية بمعانيها ومؤثرة برسالتها، وأشاد الحسن بالقصيدة ورأى أنها تشبع الذائقة الشعرية، وأن التكرار اللفظي في القصيدة أدى معنى جميلا جدا، فيما وصف السعيد القصيدة بالجميلة وانتقد الشاعر لاستخدامه كلمة «عناقيد النخيل».
نتائج ختام المرحلة الأولى بتقييم لجنة التحكيم
في نهاية الحلقة منحت لجنة التحكيم بطاقتي التأهل للمرحلة الثانية للشاعرين ياسر البشابشة الذي حصل على أعلى درجة بتقييم لجنة التحكيم (47 من 50) وصلاح العرجاني الحاصل على ثاني أعلى درجات اللجنة (46 من 50)، وانتقل باقي الشعراء إلى مرحلة التصويت الجماهيري، حيث منحتهم اللجنة درجاتها كالتالي: ضيدان المريخي ومحمد بن طناف الكعبي درجة متساوية (45 من 50)، ردة السفياني ومحمد آل فارس التميمي ونواف الشيادي درجة متساوية (42 من 50) وفالح الشيباني (26 من 50)، حيث سيستمر التصويت على الشعراء إلى بداية الحلقة المقبلة مع بداية المرحلة الثانية، ويتأهل من خلاله اثنان من الشعراء الستة ليحصلا على المقعدين الشاغرين في المرحلة الثانية.
سلطان العميمي يشرح آلية التنافس في المرحلة الثانية (مرحلة الـ 24)..
قبل انتهاء الحلقة شرح الأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر عضو لجنة التحكيم، آلية التنافس في المرحلة الثانية من المسابقة، وبين أن آلية التنافس ستنقسم إلى جزأين: الأول قصيدة حرة من قبل الشاعر المشارك لا تزيد على (15) بيتا، والثاني عبارة عن قصيدة مجاراة لواحد من الشعراء الكبار والمشهورين في المنطقة، بحيث يتم في كل حلقة إجراء قرعة تحدد لكل شاعر مشارك الشاعر الذي سيقوم بمجاراته بحيث يختار الشاعر إحدى قصائده ويجاريها على نفس الوزن والقافية والموضوع بقصيدة لا تقل عن ثمانية أبيات ولا تزيد على عشرة.
شعراء الحلقة الأولى في المرحلة الثانية..
كما تم في نهاية الحلقة الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة القادمة، وأسماء الشعراء الذين سيقومون بمجاراتهم، وهم: شبيب بن عرار من قطر، يجاري الشاعر بندر بن سرور، عامر الحوسني من عمان، يجاري المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عيدة الجهني من السعودية، تجاري الشيخ جاسم آل ثاني، عبدالله الخالدي من السعودية، يجاري الأمير محمد بن أحمد السديري، فهد الشهراني من السعودية، يجاري أحمد بن علي الكندي، مطلق الحريجي من الكويت، يجاري الأمير عبيد الرشيد.
محمد النوة المنهالي يتألق من جديد على مسرح شاطئ الراحة..
تخلل الحلقة مشاركة جميلة لضيف الشرف، الشاعر الإماراتي محمد النوة المنهالي، أحد نجوم شاعر المليون في نسختة الثانية، الذي تألق من خلال نص جميل امتدح فيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ونال إعجابا كبيرا من قبل الجمهور، وقبل أن يغادر وجه المنهالي نصائحه إلى زملائه الشعراء المشاركين في النسخة الثالثة وأوصاهم بالتأني في اختيار نصوصهم للمشاركة واختيار المواضيع المميزة.
طلال سلامة يغني شعرا لجماهير الشعر..
كما تخلل الحلقة فقرة غنائية ممتعة للمطرب السعودي المحبوب طلال سلامة، الذي أطرب الجمهور بطريقة غير عادية وخلافا لما هو متبع في شاعر المليون، حيث تغنى بقصيدة بصوته العذب من دون موسيقى، كما أمتع الجمهور بواحد من مواويله الرائعة، وأضفى حضور سلامة المزيد من الجمالية على الحلقة.
الجدير بالذكر أن مشروع «شاعر المليون» تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفذه شركة بيراميديا، ويعده الشاعر والإعلامي عارف عمر والشاعر والإعلامي إياد المريسي، ويبث مباشرة كل يوم خميس على قناة أبوظبي الفضائية الساعة العاشرة والنصف ليلا بتوقيت الإمارات، ويعاد بثه فــي أوقـات لاحقة عبر قناة شــاعر المليون التي تبث على مــدار (24) ساعة على تــــردد (11804) ميجا هيرتز على القمر الصناعي عرب سات استقطاب أفقي الترميز (27500) التصحيح ¾، وعلى قمر النايل سات التردد (11919) ميغا هيرتز الاستقطاب أفقي الترميز (27500) التصحيح ¾، والبرنامج برعاية كل من موبايلي وبنك أبوظبي الوطني.
أما جوائز المسابقة فقيمتها للفائزين الخمسة الأوائل (15) مليون درهم إماراتي، حيث يحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم.
إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم، ويضاف إلى ذلك جوائز مادية قيمة لجميع الشعراء الـ (48) المتأهلين في النسخة الثالثة، بحيث يبلغ إجمالي جميع الجوائز (22) مليون درهم إماراتي.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )