وسط أجواء شاعرية وفي حلقة تميزت بقوة المنافسة والاثارة اختتمت ليلة أول من أمس منافسات المرحلة الثانية للنسخة الثالثة في أكبر وأضخم مسابقة في تاريخ الشعر النبطي «شاعر المليون»، وقد شكلت الحلقة بما حملته من مفاجآت ومتعة وحماسة مسك ختام المرحلة، وسيطرت على مجرياتها أجواء التنافس القوي، ونثر الشعراء الستة، فرسان الامسية الاخيرة في المرحلة الثانية عبق الشعر وعطروا أجواء مسرح شاطئ الراحة بأعذب القصائد.
وقد تنافس خلال الحلقة ستة من الشعراء المبدعين، الذين حرصوا على قوة الحضور والتميز بالاداء، وتقديم نصوص شعرية متألقة، للتمكن من حجز مقعد من ثلاثة مقاعد شاغرة في المرحلة الثالثة والحاسمة في مسيرة المنافسات، وقد تنافس خلال الحلقة الشعراء: زايد بن كروز المري من قطر، زياد بن حجاب وعلي الحارثي من السعودية، صلاح العرجاني من الكويت، فهمي التام من اليمن، ومحمد بن طناف الكعبي من الامارات.
وقبل انطلاق المنافسات، تم الاعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الثالثة في المرحلة الثانية، حيث تأهل الشاعر السعودي محمد آل فارس التميمي بعد أن حصل على أعلى نسبة من تصويت الجمهور ودرجة اجمالية 79% والشاعر الاماراتي حمدان المحرمي بدرجة اجمالية 52%، فيما أصبح الشعراء: سعود الحافي، عبد الخالق السلمي، وياسر البشابشة خارج نطاق المنافسات.
وانقسمت منافسات الحلقة وحسب آلية المسابقة في هذه المرحلة الى جزأين، شارك الشعراء بقصائد حرة في جزئها الاول، وقدموا في الجزء الثاني قصائد مجاراة لشعراء كبار راحلين ممن يعتبرون مدارس شعرية خالدة في الذاكرة الشعبية.
أول المتنافسين القطري زايد بن كروز شارك بنص شعري جميل، أشاد به د.غسان الحسن ورأى أنه ثري من الناحية الشعرية وجديد في طرحه وتناوله، واحتوى على كثير من الاشراقات الجميلة، رغم أن موضوعه تقليدي، وتحدث حمد السعيد عن موسيقا القافية وأشاد بذكاء الشاعر وحبكة النص، وقال سلطان العميمي: ان النص ترجمة فعلية لهاجس الشاعر، ومتماسك من حيث التصوير وتسلسل الافكار، وتحدث بدر صفوق عن سلاسة النص والصور الشعرية فيه، ورأى تركي المريخي أن النص جميل ومليء بالحيوية.
ثاني فرسان الحلقة السعودي زياد بن حجاب قدم قصيدة متألقة بعنوان «صرخة صمت» نالت ثناء السعيد الذي رأى أنها قصيدة جميلة، أشاد بمطلعها وختمها بأبيات فيها حكمة جميلة، ورأى العميمي أن أبيات القصيدة تحمل فلسفة وشاعرية عالية، واحتوت على كثير من المحسنات اللفظية، وتم توظيف المفردات فيها بشكل جيد، وأشار صفوق الى أن القصيدة مفتوحة للتأويل من بدايتها، وأشاد بفكرة القصيدة وموضوعها، ورأى المريخي أن أبيات القصيدة عبارة عن لوحات فنية جميلة، احتوت على خيال خصب وصور شعرية رائعة، وقال الحسن: ان أهم ما في النص بساطة اللغة، وأشار الى الصور والمحسنات البديعية والاستعارات التي تم توظيفها بطريقة جميلة في الابيات.
المتنافس الثالث الشاعر الكويتي صلاح العرجاني، شارك بقصيدة جميلة، أشاد العميمي بجمالية أبياتها، ورأى أن الشاعر قد وقع في نمطية صياغة الصور الشعرية، وأشاد بأفكار وتسلسل وترابط الابيات، وقال صفوق: ان الابيات جميلة وفيها خطاب ذاتي عميق، وأشاد بالاسقاطات الدينية الجميلة، وتحدث المريخي عن سلاسة اللفظ وجمال المعنى والربط بين الصدر والعجز في الابيات، وأشار الحسن الى الاستدلالات المنطقية في الابيات وقال ان هذا ليس منطق الشعر، واشار الى عبارات غاية في الجمال في بعض الابيات، ورأى السعيد أن النص جميل ويدل على طموحات الشاعر.
رابعة المشاركات كانت مع الشاعر المسرحي علي الحارثي، ونص شعري جميل نال اعجاب أعضاء اللجنة وتصفيق الجمهور، وقال عنه صفوق انه جيد المستوى وأشار الى اسقاط الرمز التاريخي في النص، ورأى أن ادراج الجمل الفصحى في النص تفسده، وعلق المريخي على اللفظ الايقاعي الجميل في النص، وأشار الحسن الى تماسك الابيات واستخدام الشاعر لاساليب جميلة في البيان، وأشاد العميمي بالحضور القوي للشاعر، ورأى أن مطلع القصيدة كان مميزا ولافتا للنظر، وقال ان النص متماسك من حيث البناء والافكار.
خامس الفرسان اليمني فهمي التام، شارك بنص مميز، رأى المريخي أنه امتلأ بصور شعرية نابضة متفتحة، وقال الحسن: ان النص مفعم بالجمال والشاعرية، وأشاد بالصور الجزئية المتكاملة التي تدل على الشاعرية، وتحدث السعيد عن بحر القصيدة «الهجيني الطويل» كما أشار الى روح الجمال في النص، ورأى العميمي أن النص جميل وتميز بقوة السبك، وأشار صفوق الى الموسيقى العالية في النص وما احتواه من صور شعرية جميلة.
من الامارات جاءت المشاركة السادسة التي شكلت مسك ختام الحلقة والمرحلة، الشاعر محمد بن طناف الكعبي، الذي شارك بنص شعري مميز تحدث فيه عن ظاهرة الارهاب، أشاد به أعضاء اللجنة، حيث أشار الحسن الى امتلاء النص بالصور الشعرية، ورأى السعيد أن النص كان مميزا ورائعا، وأشاد العميمي بالنص وما فيه من رسالة تحمل صوت العقل، وتحدث صفوق عن تماسك القصيدة وسبكها الشعري، كما أشاد المريخي بموضوع النص وانسجام عناصر الرؤية فيه.
اما في الجزء الثاني من المنافسات فشارك الشعراء بقصائد مجاراة قصيرة، حيث جارى زايد بن كروز قصيدة للشاعر الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح، يقول مطلعها:
زاد الضجيج ومجت الاذن الاخبار
عن ما يصير وما يقولون صاير
زياد بن حجاب جارى قصيدة للشاعر عمير بن راشد العفيشه، ومطلعها:
عمرت المثل واعتز من عقب هجرانه
وعدلت للتالين موجات قيفانه
وجارى صلاح العرجاني قصيدة للشاعر بخوت المرية، مطلعها:
يا جماعة وان نويتوا على انكم راحلين
غمغموني عن مظاهيركم لا أشوفها
علي الحارثي جارى قصيدة للشاعر الماجدي بن ظاهر، مطلعها:
يقول المايدي أبيات شعر
يداد الجيل عدلات المباني
وجارى فهمي التام قصيدة للشاعر الفارس شالح بن هدلان، ومطلعها:
يا ربعنا ياللي على الفطر الشيب
عز الله انه ضاع منكم وداعه
محمد بن طناف الكعبي جارى قصيدة للشاعر مرشد البذال، يقول مطلعها:
قال من هو في كلامه ما يعرف الزله
والكلام الزور ما يقدر عليه الساني
وبعد أن استمع أعضاء لجنة التحكيم لقصائد المجاراة، وأبدوا ملاحظاتهم على القصائد كل على حدة، أعلن حسين العامري عن تأهل الاماراتي محمد بن طناف الكعبي بقرار لجنة التحكيم حيث حصل على أعلى درجة بتقييم اللجنة 46 من 50 ومنحت اللجنة درجة متساوية للشاعرين صلاح العرجان وفهمي التام 44 من 50 ومنحت زياد بن حجاب 42 من 50 ودرجة متساوية لكل من زايد بن كروز وعلي الحارثي 41 من 50 لينتقل الشعراء الى مرحلة التصويت الجماهيري الذي يستمر أسبوعا وتعلن نتيجته مع بداية الحلقة الاولى من المرحلة الثالثة يوم الخميس القادم، ويحظى من خلاله اثنان من الشعراء بالمقعدين الشاغرين في المرحلة الثالثة.
في نهاية الحلقة أعلن سلطان العميمي عن آلية المنافسة والتقييم في المرحلة الثالثة من المسابقة، وأوضح أن المنافسات ستنقسم الى جزءين، يشارك الشعراء في الجزء الاول بقصيدة رئيسة جديدة لا تزيد على 18 بيتا ولم يسبق للشاعر أن نشرها أو شارك بها، وتكون حرة الوزن والقافية، وتكون المشاركة في الجزء الثاني بأبيات ارتجالية تتحدد آليتها مع بداية الحلقة. كما أشار العميمي الى أن شرط المشاركة بقصيدة جديدة للشعراء ينطبق على جميع مراحل المسابقة التالية وصولا للمرحلة النهائية.
كما تم في نهاية الحلقة الاعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في أولى حلقات المرحلة الثالثة، وهم: فهد الشهراني وعبدالله الخالدي من السعودية، محمد المويزري الرشيدي من الكويت، ومحمد قدر السرحاني من الاردن.
تميزت الحلقة بمشاركة مميزة لضيف الشرف الشاعر الجميل عبدالرحمن الشمري أحد نجوم النسخة الاولى من شاعر المليون، الذي أعرب عن سعادته بتواجده على مسرح شاطئ الراحة وتواصله مع جمهوره من خلال شاعر المليون، الذي وصفه بأنه ملأ الدنيا وشغل الناس، وألقى الشمري قصيدتين جميلتين حملتا كل معاني الابداع والتألق، وكانت احداهما في مديح سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، حيث أبدع الشمري بصياغة الابيات والوصف وتفاعل معه الجمهور بطريقة جميلة وصفق له بحرارة.
كما شاركت الفنانة وعد بفقرة غنائية جميلة عطرت أجواء المسرح بجمال اللحن وعذب الصوت، وامتزج فيها الشعر بالفن، وقد أضفى وجود الضيفين المزيد من الجمال والتميز على مجريات الحلقة.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )