هيثم السويط
حين ظهر عصر التلفزيون كان يعرض مسلسلات عربية من بلاد الشام بلهجة مبدونة عامية ـ طبعا ليست لهجة سكان الجزيرة العربية ولكن بلغة شبيهة بلغتنا التي نتحدث بها ورغم وجود اخطاء لغوية كثيرة الا انها كانت تلاقي نجاحا كبيرا، العبرة هنا بالقصة التي تكون نهايتها معقولة ومستوحاة من الواقع الذي عايشه الاجداد فقد نجحوا في ايصال هذه القصص الى البيوت لنتعلم منها الكثير من المواعظ، وفي عصرنا الحاضر نلاحظ كثرة القنوات الفضائية التي تعنى بالموروث الشعبي وما اكثرها وكم نتمنى تسليط الضوء على هذا الموروث بطرق اخرى بدلا من هذه المسلسلات المدبلجة التي غزت افكارنا بالعلمانية واستقطبت عددا كبيرا من المشاهدين.
ومما يحزن له القلب وتدمع له العين نقل احدى الحضارات المنحلة عن عالمنا الاسلامي والتي لم يبق لها من حضننا الاسلامي الا القليل ذلك لانها آثرت الاتحاد الغربي وهذا لن يتم ابدا فهل يعقل عزيزي القارئ ان يبقى شبابنا وبناتنا حبيسي الشاشات ينتظرون بدء حلقات المسلسلات المدبلجة وضياع سنوات من الوقت في المتابعة هباء منثورا؟ هذه المسلسلات التي ان ابصرها العاقل لم يستنتج منها سوى النفاق الاجتماعي الزائف رغم انهم يبينون ان الروابط الاجتماعية بينهم مبنية على التفاهم ومعالجة الامور عن طريق الحرية المطلقة بلا قيود، فبعض المشاهد مزيفة لا يراد منها سوى المصالح السياسية حتى ان المشاهد العادي يستطيع استنتاجها من خلال المشاهد اليومية فضلا عن دراسة السيناريو، وعتبي على اصحاب القنوات الفضائية التي ادخلت هذه المسلسلات المدبلجة الى مجتمعنا البريء منها.
هل يعقل عزيزي القارئ ان ما يقارب 136 حلقة لا يوجد بها سوى 3 احداث مكررة منذ بداية الحلقات وبالتحديد بين كل 3 حلقات ذلك البطل «المشورب» يقدم على زواج في ليلة خميس وهذا المشهد يتكرر كل حلقتين الى ان يكملوا القصة بعشوائية وتخبط وفي النهاية وعلى مدار 136 حلقة من المشاهدة تكون النهاية في خمس دقائق من العرض تحل كل مشاكل حلقات المسلسل «ونقول مبروك ما جاك يا عريس».
وقد طالت بتأثيرها الساحة الشعبية فنسمع احيانا بعض الشعراء وقد فتح باب قريحته على مصراعيه وراح يتغنى شعرا ببطلة مسلسل مدبلج ليسمعنا ما جادت به مخيلته لهذه الشمحوطة ونتعجب احيانا لماذا اجهد تفكيره ببيت شعر او اكثر؟ هل هو حب للشهرة ام مجرد خربشة؟ رجاؤنا لمالكي هذه القنوات ان يجدوا مخرجا بدلا من التخبط دون جدوى بالخلط بين الغناء والشعر ويا حبذا لو نفذوا عملا راقيا يعنى بموروثنا الذي عايشه الاجداد في البادية والحاضرة، فلدينا الكثير من القصص والحكايات المؤثرة ولو نفذت لاستغنوا عن كثير من البرامج، فهل من مجيب؟
صفحة الواحة في ملف ( pdf )