هيثم السويط
حسين الشمري
وسط أجواء شاعرية ومنافسة قوية وحضور مميز لأربعة شعراء ناريين، وفي حلقة اتسمت بالقوة والإثارة والمفاجآت، اختتمت مساء أول من أمس المرحلة الثالثة في المنافسات على بيرق ولقب النسخة الثالثة من برنامج «شاعر المليون».
ويعتبر البرنامج الذي تنتجه وتشرف عليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، البرنامج الأكبر والأضخم والأشهر في تاريخ الشعر النبطي والإعلام المرئي، حيث أعاد للشعر النبطي توهجه وألقه، وأحدث نقلة نوعية في الساحة الشعرية وأعاد ترتيبها بطريقة فريدة، ومنح المبدعين من الشعراء الجماهيرية والأضواء والشهرة بطريقة منصفة، بعد أن أعطى جميع الشعراء فرصا متساوية للمشاركة والمنافسة الشريفة.
وفي الحلقة التي تم بثها على الهواء مباشرة عبر قناة «أبوظبي» الفضائية ليلة أول من أمس، وأعيد بثها في أوقات لاحقة على قناة «شاعر المليون»، وهي الحلقة الختامية للمرحلة الثالثة من المسابقة، تنافس كل من: حمدان المحرمي من الامارات، زياد بن حجاب بن نحيت وعايض الظفيري من السعودية، وفهمي التام من اليمن.
وقد شكلت الحلقة بما حملته من مفاجآت ومتعة وحماسة مسك ختام المرحلة، وسيطرت على مجرياتها أجواء المنافسة النارية والحضور والأداء القوي للشعراء المتنافسين الذين حرصوا على التألق خلال المنافسات لاغتنام الفرصة الأخيرة والحصول على بطاقة التأهل للمرحلة قبل النهائية، وهي مرحلة حاسمة وخطيرة في مسيرة المنافسات.
وقد شـــارك الشعراء في الجزء الأول من المنافسات بنصوص مبدعة ومتفردة، وقدمـــوا في الجـــزء الثاني أبيات ارتجالية وأبيات مجاراة عكست مدى شاعريتهم وقدرتهم على المنافسة والتحدي واستحقاقهم الوصول للمراحل المتقدمة من المنافسات على البيرق.
نتائج التصويت الجماهيري
في بداية الحلقة وبعد أن رحب الجمهور بأعضاء لجنة التحكيم تم الاعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الثانية من المرحلة الثالثة، حيث تأهل الشاعر السعودي محمد آل فارس التميمي للمرحلة قبل النهائية، بعد أن حصل على أعلى نسبة من تصويت الجمهور (82%) ونتيجة إجمالية (86%)، وهي أعلى نسبة تم تسجيلها في منافسات النسخة الثالثة إلى الآن، وأصبح الشاعران الإماراتي محمد بن طناف الكعبي، والكويتي مشاري المري خارج المنافسات بعد ان تركا بصمة مميزة في الساحة الشعرية.
ومع خروج الكعبي من ميدان المنافسة أصبح الأمل معقودا على الشاعر الإماراتي الوحيد المستمر في المنافسات حمدان المحرمي، ومع خروج المري تقتصر مشاركة الكويت في النهائيات على شاعر واحد وهو محمد المويزري.
مجريات المنافسة
انقسمت المنافسات خلال الحلقة وحسب آلية المسابقة في هذه المرحلة إلى جزأين، شارك الشعراء في الجزء الأول بقصائد رئيسة حرة الوزن والقافية والموضوع، وقدموا في الجزء الثاني أبياتا ارتجالية وأبيات مجاراة. وتألق جميع الشعراء في جزأي المنافسة وقدموا الإبداع والشعر الحقيقي خلال مشاركتهم.
الشاعر الإماراتي الجميل حمدان المحرمي كان أول المتنافسين، وشارك بقصيدة عاطفية جميلة، نالت إشادة أعضاء لجنة التحكيم، وقال عنها الدكتور غسان الحسن أنها تنبض بالعواطف، وفيها صور شعرية جميلة تنتمي للشاعر في تكوينها، وأشار إلى أن الشاعرية خفتت في بيتين من القصيدة إلى حد بعيد، بدوره أشاد حمد السعيد بالقصيدة، وقال إن الحضور القوي للشاعر أضاف جماليات إلى النص، وأبدى ملاحظات على بعض مفردات النص، ورأى سلطان العميمي أن القصيدة عاطفية جميلة واحتوت أبياتها على صور شعرية مميزة، وأشار إلى أن قافية العجز في القصيدة كانت لافتة في جميع الأبيات، بدوره أشار بدر صفوق إلى اليأس الموجود في الأبيات، ووصف الشاعر بأنه متمكن، ورأى تركي المريخي أن أبيات القصيدة هي شعر حقيقي ونموذج شعري جميل، وقال إن الشاعر متمكن من أدواته الشعرية.
ثاني الفرسان الشاعر السعودي المبدع زياد بن حجاب بن نحيت، شارك بنص سياسي حساس احتوى على الكثير من الرمزية، أشاد به السعيد ورأى أن موضوعه حساس وذكي ويدل على نضوج فكري عند الشاعر، وفيه رمزية جميلة، وقال العميمي إن النص أخذ أبعادا سياسية واقعية ومزج بين التصوير الرمزي والتصوير المباشر، وأشار إلى الصور والصياغات الشعرية الجميلة في كثير من الأبيات، وتحدث صفوق عن الموضوع الرئيس في القصيدة وهو الأرض، وتناول المريخي الحديث عن مطلع النص وسلاسة لغته، واختيار الشاعر للمفردات بطريقة ذكية، ورأى الحسن أن النص ثري ويحمل الكثير من سمات الشاعرية الحقة، وأشار إلى الربط بين الأرض والنفس في أبيات النص وأشاد بأسلوب التورية الذي استخدمه الشاعر.
ثالث الفرسان الشاعر السعودي المتألق عايض الظفيري، شارك بقصيدة وجدانية جميلة، وصفها العميمي بأنها رائعة في فكرتها وموضوعها وصياغتها الفنية، وأشار إلى التقاطات الشاعر للصور الشعرية الجميلة والموفقة، ورأى صفوق أن القصيدة حملت من الشاعرية الشيء الكثير وقال إن أبياتها عميقة وفذة، وأشار المريخي إلى التوافق بين الشعور والخيال وقال إن القصيدة جميلة من حيث الفكرة والموضوع والصياغة، وتحدث الحسن عن الأسلوب الرومانسي في القصيدة وانعكاس الشاعر على الطبيعة، وقال إن القصيدة جميلة جدا بأسلوبها الرومانسي الشعري الجميل، وأشار السعيد إلى الحبكة الشعرية في القصيدة، وأشاد بالأبيات الثلاثة الأخيرة وما حملته من فكرة جميلة.
ختــام الحــلقة كان مع الشاعر اليمني المتميز فهمي التام، الذي شــارك بنــص جــميل عن «سد مأرب» وصفه صفوق بأنه جميل وأن المديح فيه هو مديح فعل، وأشاد المريخي بموضوع النص وما فيه من الوفاء، ورأى الحسن أن النص فيه كثير من المباشرة والصور الشعرية غير الموفقة، ولفت إلى بعض الصور الشعرية الجميلة فيه، ووصف السعيد النص بأنه ذكاء شاعر وأشاد بفكرة النص وموضوعه الذي جاء بقالب شعري جميل جدا، وقال العميمي إن النص جميل وفيه تكلف، وفيما أشاد بالأبيات الثلاثة الأولى من النص، والاضاءات الشعرية الجميلة فيه، أشار إلى أن هناك تكرارا في بعض الصياغات الشعرية، وبعض المفردات التي فيها غرابة.
أبيات الارتجال والمجاراة
في الجزء الثاني من المنافسات، قام الشعراء بالسحب عن طريق القرعة على مواضيع محددة لارتجال بيتين في كل موضوع، ومجاراتهما ببيتين من طرف كل شاعر، على نفس الوزن والقافية والموضوع، وذلك ضمن وقت محدد لكل شاعر.
واختار حمدان المحرمي موضوع «البيرق» وقام بارتجال بيتين جميلين، ثم جارى الشعراء الثلاثة أبيات المحرمي ضمن الوقت المحدد.
ثم اختار زياد بن حجاب موضوع «ليوا» وارتجل بيتين رائعين، وقام الشعراء الثلاثة بمجاراته.
عايض الظفيري اختار موضوع «الارهاب»، وارتجل بيتين في هذا الموضوع، ثم جارى الشعراء الثلاثة بيتي الظفيري.
وأخيرا اختار فهمي التام موضــوع «الوطن»، وارتجل بيتين في هذا الموضــوع، ثم جــارى الشــعراء الثـــلاثة بيــتي المري ضمن الوقت المحدد.
بعد ذلك علق أعضاء لجنة التحكيم على أبيات الارتجال والمجاراة لكل شاعر، واعتبروا أن الشــعراء قد أبدعـــوا وتفوقوا في الارتجال والمجاراة والتزموا بالوقت المحدد، وأشادوا بسرعتهم في الارتجال والمجاراة والتميز فيهما.
لحظة الحسم
قبل نهاية الحلقة، تم الإعلان عن نتائج تقييم لجنة التحكيم للقصائد الرئيسية وأبيات الارتجال والمجاراة، ومنحت اللجنة بطاقة التأهل الخامسة للمرحلة قبل النهائية للشاعر السعودي عايض الظفيري، بعد أن حصل على أعلى درجات لجنة التحكيم (46 من 50 درجة) ومنحت اللجنة زياد بن حجاب بن نحيت (45 من 50)، وحمدان المحرمي (44 من 50) وفهمي التام (40 من 50) لينتقلوا إلى مرحلة التصويت الجماهيري الذي يستمر أسبوعا ويتأهل من خلاله الشاعر الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات ليفوز بآخر مقاعد المرحلة قبل النهائية وينضم للشعراء الخمسة المتأهلين للتنافس في المرحلة المقبلة.
ضيفا الشرف
تميزت الحلقة بمشاركة مميزة لضيف الشرف الشاعر السعودي الكبير فهد عافت، الذي تقدم في البداية بالشكر والتقدير للقائمين على برنامج شاعر المليون، وأكد أن البرنامج قد حقق الريادة وخطا خطوة غير مسبوقة ومهد الطريق للآخرين، وساعد في إبراز العديد من الشعراء وحقق لهم النجاح والجماهيرية، وقرأ عافت قصيدتين جميلتين، وأضفى بحضوره المزيد من التألق والجمال على مجريات الحلقة.
كما شارك الفنان محمد الوسمي بفقرة غنائية جميلة أمتع بها جمهور المسرح والمشاهدين، حيث تغنى بقصيدة للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، عطرت أجواء المسرح بروعة الكلمة وجمال اللحن وعذوبة الصوت.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )