هيـثـم السويط
حسين الشمري
«بيض الله وجهك»، بهذه الكلمة وجه كثير من المتابعين لحلقة شاعر المليون الماضية رسالة الى الشاعر الكويتي المتميز محمد حسين المويزري الذي تمكن وبجدارة وحصول على درجات عالية من اللجنة من الوصول الى المرحلة النهائية من شاعر المليون في نسخته الثالثة، غير ان التصويت خذله بفارق 1% فقط عن المنافس الذي يليه ليخرج من المنافسة بـ «بياض وجه»، ليكون اول شاعر كويتي يصل الى المرحلة النهائية من شاعر المليون، وودع المويزري المسابقة لتبقى المنافسة محصورة بين خمسة شعراء من المملكة العربية السعودية وهم عايض الظفيري ومحمد آل فارس وفهد الشهراني وزياد بن حجاب وعيدة الجهني، ما يثبت هذه المرة ان البيرق سيكون سعوديا بلا شك، ويبقى السؤال الذي تترك اجابته للحلقة الاخيرة التي ستعرض الخميس المقبل: هل سيكون البيرق من نصيب شاعر سعودي او من نصيب شاعرة سعودية خاصة مع انسحاب حامل بيرق النسخة الثانية خليل الشبرمي الذي اعلن انسحابه في الحلقة الماضية؟
وشرفت الحلقة الماضية بحضور ولي عهد ابوظبي الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والذي اضفى حضور سموه تألقا وجمالا كبيرين على مجريات المنافسة، كما منح حضور سموه دفعة معنوية كبيرة للشعراء المتأهلين للمنافسة على بيرق النسخة الثالثة، وقد اغتنم الشعراء وجود سموه وقدموا ابياتا متألقة امتدحوا فيها شخصيته المتفردة، واشادوا بما يقدمه من خدمة ودعم للموروث عامة ومن رعاية متميزة للشعر والشعراء، وما يوليه سموه من اهتمام ومتابعة لشعراء برنامج شاعر المليون.
كما حضر انشطة الحلقة مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث محمد المزروعي وعدد من كبار الشخصيات واعضاء السلك الديبلوماسي في الامارات وحشد من وسائل الاعلام وجمهور غفير من مختلف دول المنطقة.
في بداية الحلقة وقبل الاعلان عن نتائج الحلقة الماضية، رحب الجمهور بأعضاء لجنة التحكيم سلطان العميمي ود.غسان الحسن وحمد السعيد وتركي المريخي وبدر صفوق، بعد ذلك تم الاعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الماضية، وتقضي آلية التنافس في هذه المرحلة بخروج الشاعرالاقل تصويتا لينتقل خمسة شعراء للمرحلة النهائية والتنافس على البيرق.
وقد أسفرت نتيجة التصويت عن خروج الشاعر الكويتي محمد المويزري الرشيدي، حيث حصل على أقل نسبة من أصوات الجمهور (8%) وحصل الشاعر عايض الظفيري على أعلى نسبة من الأصوات (23%)، وفهد الشهراني (22%)، وزياد بن نحيت (21%)، وعيدة الجهني (16%)، ومحمد آل فارس التميمي (10%).
مجريات المنافسة
تميزت منافسات الحلقة بالقوة والتحدي وتميز النصوص والحضور والأداء لجميع الشعراء وفي جزأي المنافسة، وقدموا نصوصا مبدعة، وتمكنوا من مجاراة قصيدة ابن فطيس بمقدرة عالية وتمكن وابداع.
أول فرسان الحلقة، الشاعر زياد بن نحيت شارك بنص جميل عن الطبيعة، ونال إشادة وثناء أعضاء لجنة التحكيم، حيث أشاد د.غسان الحسن بغرض النص ورأى أن الوصف الذي بدأ به الشاعر كان وصفا دقيقا وتفصيليا، جاءت الألوان والروائح والأصوات فيه متوائمة في جو جميل، كما أشاد بالأسلوب الذي اتبعه الشاعر في مقاربة الموضوع، وأشار إلى الكثير من الصور الجميلة في النص، بدوره رأى حمد السعيد أن النص جميل، وقال إن مدخل القصيدة جاء كلوحة فنية لونها الشاعر بحروف الجمال، كما أشاد سلطان العميمي بالنص وبين أنه مزج بين الواقع والخيال بصورة كبيرة، واعتمد فيه الشاعر على استحضار المكان وتغييب الزمان، كما أشاد بزخم النص بالمفردات الدالة على اللون والحركة والرائحة وما فيه من صور شعرية جميلة، وعلق بدر صفوق بالقول: إن محاكاة الطبيعة في بداية النص كانت واضحة ومباشرة وكأننا نشاهد فيلما سينمائيا، وأشار إلى أن الشاعر تحول فيما بعد إلى رؤيته الشخصية وخفتت الشاعرية لأنه ذهب إلى الحكمة والفلسفة، من جانبه علق تركي المريخي على الآلية الجميلة لبناء النص الذي احتوى على شاعرية فياضة.
ثاني الفرسان الشاعر عايض الظفيري، شارك بنص جميل أشاد السعيد ببحره وتسلسل أفكاره ووصف الشاعر بالمبدع، ورأى العميمي أن النص جميل في عمومه، وأشار إلى أن تسلسل الأبيات كان جميلا، وتحدث عن الصور الشعرية في النص، وتناول صفوق الحديث عن المفرادت التي تتحدث عن العلو والانعتاق في النص، ورأى أن صوت الشاعر جاء من الداخل دون تزييف أو تزوير، وتحدث المريخي عن سلامة اللغة داخل النص وموسيقاه الشعرية التي منحته حيوية وحركة، ورأى الحسن أن النص جميل ومفعم بالشاعرية وتحدث عن البنية الموضوعية للنص.
الصوت النسائي الوحيد والمستمر في المنافسات عيدة الجهني كانت الثالثة بين المتنافسين، وشاركت بقصيدة جميلة، أشاد بها العميمي، ورأى أن فيها الكثير من الفخر والاعتزاز بالذات وفيها رسالة واتقان في صياغة الصور الشعرية، وقال إن المستوى الفني للنص مرتفع البناء وجاء اختيار الشاعرة للمفردات جميلا وموفقا، وتحدث صفوق عن توظيف الشاعرة للمثل الشعبي في مكانين من القصيدة، وقال رغم تحفظي على الشكل الجمالي للنص إلا أن هناك بعض الوقفات الشعرية المتفائلة والجميلة، وأشار الحسن إلى أن الشاعرة استندت الى المقدرة الشعرية الحقيقية في صياغة الأبيات ودللت على مقدرتها الشعرية في الإتيان بنصوص شعرية متنوعة، وسجل السعيد بعض الملاحظات على أبيات القصيدة وطلب من الشاعرة توضيحها، ورأى أن القصيدة جاءت كردة فعل على النص السابق الذي شاركت به الشاعرة.
رابع الفرسان الشاعر فهد الشهراني، ألقى قصيدة غزلية جميلة، رأى صفوق أنها تحمل جماليات متفردة وبدت في بعض أبياتها عادية ومباشرة، وأشار إلى أن الشاعر لم يحاول الابتكار وهناك تكرار في بعض الصور الشعرية، وقال المريخي إن الشاعر كتب بدون تكلف وانه جمع كل أدواته الشعرية وقدمها بشكل أنيق، ورأى الحسن أن القصيدة نص عاطفي مراوغ قليلا، وتحدث عن الأبيات الثلاثة التي خاطب فيها الشاعر المارين بالصحراء، ورأى أن فيها تصويرا عميقا للحالة النفسية التي أصابت الشاعر لغياب الحبيب، وأبدى السعيد إعجابه بأسلوب الشاعر في كتابة النص الذي احتوى على صور شعرية جميلة جدا، وقال العميمي إن النص فيه تفوق في المستوى الشعري والصور الشعرية، وتحدث عن تنوع الصياغات الشعرية التي لجأ لها الشاعر في بناء الأبيات.
الشاعر محمد آل فارس التميمي كان مسك ختام منافسات الجزء الأول في الحلقة، وشارك بنص متألق، أشاد به المريخي، وتحدث عن القيمة الفنية في الشكل والمضمون والقيمة الموضوعية للنص والتي كانت رائعة، ورأى الحسن أن موضوع النص جميل وفيه الكثير من الإثراء من الناحية الأخلاقية والناحية الشعرية، وأشاد بالأساليب اللغوية الجميلة التي دخلت في الكثير من الأبيات، وتحدث السعيد عن الصور الشعرية الجميلة والإبداع الشعري في النص، وقال العميمي إن النص فيه الكثير من الحديث عن الذات، وأشاد بتوظيف الشاعر الدائم لصور شعرية تنتمي لبيئته التي يعيشها.
كما أشاد صفوق بالنص وسجل ملاحظة على مفردة في النص رأى أنها جاءت في غير مكانها.
التنازل
بعد انتهاء الجزء الأول من المنافسات اعتلى الشاعر الخلوق خليل الشبرمي التميمي حامل اللقب والبيرق في النسخة الثانية من مسابقة «شاعر المليون» المسرح، وألقى بداية قصيدة جميلة نالت استحسان وإعجاب الجماهير، ثم جلس على الكرسي الأحمر وأعلن أنه ورغم جاهزيته للمشاركة إلا أنه آثر التنازل عن المشاركة لإفساح المجال أمام الشعراء المتأهلين في هذه النسخة للتنافس على البيرق الثالث، ثم وجه الشبرمي التحية إلى دولة الإمارات وإلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وسمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي، وإلى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى أسرة برنامج شاعر المليون ولجنة التحكيم وجماهير الشعر، ثم ألقى قصيدة في قمة الإبداع امتدح فيها بلده قطر وحاكمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.. ثم ودع الشبرمي الجمهور الذي وقف له احتراما وتقديرا.
منافسات الجزء الثاني
في الجزء الثاني من المنافسات قدم الشعراء قصائد جميلة ومتألقة جاروا فيها قصيدة الشاعر محمد بن فطيس، وأبدعوا في مجاراتهم، حيث أشاد أعضاء لجنة التحكيم بأداء الشعراء الخمسة، وسجلوا بعض الملاحظات، ورأوا أن الجميع أحسن صنعا فيما كتبه في كل نص، واستطاعوا لفت الانظار تجاههم من خلال إبداعاتهم الشعرية في هذه المجاراة الجميلة.
شاعر المليون الأول محمد بن فطيس ضيف الشرف في الحلقة
تميزت الحلقة بمشاركة الشاعر محمد بن فطيس المري الذي حل ضيفا على البرنامج، حيث ألقى خلال الحلقة العديد من قصائده الجميلة والمتميزة، وبدأها بقصيدة متفردة في مديح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ثم ألقى قصيدة بين فيها حال الساحة الشعرية والإعلام الشعبي الذي كان سائدا ومفروضا قبل انطلاق برنامج شاعر المليون الذي غير الساحة وغير من توجهات الإعلام الشعبي، واختتم بن فطيس بواحدة من قصائده الغزلية الجميلة.
الإعلان عن درجات لجنة التحكيم
فـي نهاية الحلقة تـم الإعــلان عــن الدرجـات الممنوحة مــن طـرف لجنة التحكيم للشعراء، حيث حصل الشاعر عايـض الظفيري على أعلى درجــة بتقييم اللجنة (28 من 30) وحصل فـهد الشهراني على (26 من 30) وعـيدة الجهني (25 من 30) وزيـــاد بـــن نحيت ومحمد التميمي درجـــة متساويــة (24 من 30).
وانتقل الشعراء إلى مرحلة التصويت الجماهيري الذي يستمر إلى نهاية المنافسات في الحلقة القادمة والنهائية، والتي ستقوم اللجنة في نهايتها بمنح درجة من (30) والإعلان عن فارس النسخة الثالثة ومنحه البيرق واللقب.
أما جوائز المسابقة فقيمتها للفائزين الخمسة الأوائل 15 مليون درهم إماراتي، حيث يحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم.
إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم، ويضاف إلى ذلك جوائز مادية قيمة لجميع الشعراء الـ 48 المتأهلين في النسخة الثالثة، بحيث يبلغ إجمالي جميع الجوائز 22 مليون درهم إماراتي.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )