حسين الشمري
عذوق شاعرة شابة كويتية استطاعت بخطوات ثابتة تخطي الحدود ورسم البهجة على ذائقة المتلقي الذي يقرأ لها، كتبت الشعر من أجله فقط ليس من أجل شي آخر، اشاد بها الكثيرون وهي بالفعل طاقة شبابية تستحق الاشادة، استضافتها اليوم (الواحة)، للتحدث (عذوق) عما تريد من الشعر ومن الساحة، هنا تحدثت شاعرتنا بجرأة فقالت: لا أستطيع أبدا.. فعذوق هي أنا وقالت كذلك: الشاعرة إنسانة قبل كل شيء.. تتألم وتشعر كأي مخلوق والعاطفة ليست حكرا دون الشاعرات، وتحدثت بجرأة عن المطبوعات وعن الشعراء، هنا «عذوق»، ومساحة مليئة بالصراحة:
حدثينا عن حكايتك مع الشعر؟
ليست حكاية بقدر ما هو موقف مر بحياتي فأهداني إحساسا جميلا علمت بعده ان بداخلي خلقت شاعرة صغيرة لا تحمل سوى البياض.. وتتمنى الظهور دائما بما يليق بها ولبنات جنسها.
صفي لنا شعورك، عند كتابتك أول قصيدة؟
شعوري كان مختلفا، لأول مرة أشعر براحة افتقدتها مذ زمن وكنت سعيدة بردود فعل من كانوا حولي ويهمهم أمري.. وكأنني زخرفت شعوري بأجمل حلة فقدمتها لهم.
هل ممكن ان تذكري لنا بيتاً من القصيدة؟ اول قصيدة نشرت لك اين.. ومتى.. وقصة نشرها؟
كانت نص تفعيلة:
تذكرين؟
(الأماكن)
لما كنا نبكي منها وفجأة كنتي تضحكين
وينك أنتي؟
كل أحلام الصداقة، تنتظر لحظة رجوعك..
وللأسف
كل شي خاب ظنه من برودك
نُشرت لي في منتدى تفاصيل الأدبي.. قبل سنة تقريبا، وقصة نشرها هي صديقة استحقت ان اكتب لها.
من هم الشعراء، الذين قرأت لهم في بدايتك؟
للأمانة أنا مازلت مبتدئة وأقرأ للكثير من الشعراء، ولا يهمني اسم الشاعر بقدر ما تلامسني أبياته فآخر ما أنظر إليه هو اسم الشاعر بعد تشبعي من النص الذي يستهويني.
وكم نصيب العاطفة من قصائدك؟
للعاطفة النصيب الأكبر مما أكتب ومازال بداخلي صوت عال لقضايا أخرى تستحق الكتابة.
وهل تعتقدين ان قصائد العاطفة لشاعرة لا تلاقي استحسانا حاليا؟
الشاعرة إنسانة قبل كل شيء.. تتألم وتشعر كأي مخلوق والعاطفة ليست حكرا دون الشاعرات ولا أرى أنها تشكل عيبا لو كانت في حدود حياء الأنثى، وخجلها، ومن يؤمن بشاعرية المرأة سيلاقي استحسانا لكل ما تكتب إن كانت شاعرة حقيقية. وجديرة بالمتابعة.
وهل تعتقدين ان الاختباء وراء اسم مستعار، يفرض حرية أكثر للشاعرة؟ ولماذا؟ وهل كل من تكتب باسم مستعار هدفها منه هو نيل أكبر قدر من الحرية؟
لكل شاعرة أسبابها التي تدفعها للكتابة باسم مستعار لا أعلم لم ينظر الغالبية للأسماء المستعارة هذه النظرة.. ولا أعلم أي حدود للحرية التي تقصدها بسؤالك، ما أثق به ان من تحترم اسمها الحقيقي قطعا ستحترم اسمها المستعار، لأنها بكل حال من الأحوال تحترم ما تكتب ولا تملك الا لونا واحدا وهو البياض.
ولما اخترت اسم عذوق، وما هي عذوق بالنسبة لك؟
استوقفني هذا الاسم في قصيدة ما فأحببته، عذوق هي أنا بلا أقنعة.. فأنا لا أملك إلا وجها واحدا.
وهل تستطيعين إكمال مسيرتك دون «عذوق»؟
لا أستطيع أبدا..فعذوق هي أنا.
وهل سيأتي يوما تفصحين فيه عن شخصية «عذوق»؟
لا اظن ذلك.. فعذوق ليست وجها آخر لي أو شخصية أخرى لأفصح عنها فأنا كما يراني الجميع.
وكشاعرة كويتية، هل ترين هناك قلة في أسماء الشاعرات الكويتيات، ولماذا؟
لا بالعكس.. هناك مجموعة جميلة من الشاعرات الكويتيات. وربما انا مقلة او كسولة في الاطلاع عليهن، ولكن هذا لا ينفي وجود شاعرات يمثلن الكويت بشكل مشرف خارجها.
وهل هذا عصر الشعر الذهبي؟
لا ليس عصر الشعر الذهبي لو نظرنا للثمانينيات لأدركنا انه هو عصر الشعر الذهبي، فكثرة وسائل الإعلام الشعرية الآن وكثرة برامج الشعر جعلت مروره علينا شيئا لا يلتفت له أبدا وربما اصبح مملا.
وبالنسبة للشاعرات هل يعتبر كذلك؟
ربما فتح المجال للشاعرات في هذه السنوات اكثر من ذي قبل، رغم وجود الشاعرة قبل ذلك.. ولكن الشبكة العنكبوتية الآن منحت الشاعرة فرصة للظهور بشكل أكبر والاطلاع على ما تكتب.
وهل وجدت دعما من الإعلام الكويتي؟
للأمانة أنا لست على عجلة من أمري لأصل للإعلام، ولكن كلمة حق تقال أول نص نشر لي كان في جريدة «الأنباء» وفوجئت به، فـ «الواحة» الصفحة المعنية بالشعر تعمل بشكل جميل لخدمة الجميع ومحفزة لكل من كان في بداياته.
ومن يعجبك من جيلك من الشاعرات؟
تعجبني العنود العبدالله، بنت وايل، معربة الجدين، والكثير، للأمانة لا تحضرني جميع الاسماء التي احب القراءة لها.
وبما أنك من ابناء هذا الجيل، سنتحدث عن الشعراء، ما رأيك بمستوى شعراء الشباب حاليا؟
الجميع يحاول الاجتهاد وترك بصمة خاصة له وحده وهذا شيء جميل، فهو جيل واع، ومدرك أن هناك جمهورا متذوقا للشعر بشكل مربك جدا ولست أنا من تقيم شعراء هذا الجيل.. فأنا أرغب فيمن يقيمني لأنني من هذا الجيل أيضا.
والساحة الكويتية خصوصا؟
الساحة الكويتية مشبعة بالشعراء الجميلين.. ويشهد شاعر المليون في كل أجزائه على شاعرية شعراء الكويت حتى لو لم يصلوا لنهاية البرنامج.
والمطبوعات هل سياستها تخدم الشعراء الشباب؟ ام ان شعراء الشباب ظلموا في ظل الصراعات بين المجلات؟
كل مطبوعة تتبع سياسة خاصة بها ولأني بعيدة عن المطبوعات لا أعلم عنها شيئا، ولكن لا ننكر ان وجود تنافس كبير بين المطبوعات الشعرية فتح المجال للشعراء أكثر.
وما نظرتك حاليا للساحة الشعبية؟ وهل انت متفائلة؟
متفائلة إن شاء الله، رغم كمية الفوضى الغريبة التي نراها في الساحة ولكني مؤمنة بأنه لا يصح الا الصحيح، في النهاية، ويبقى الشعر الجميل فارضاً لوجوده.
«عذوق» أين تواجدك؟
على الشبكة العنكبوتية.
كلمة اخيرة؟
من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. لهذا علي أن اشكر جريدة «الأنباء» لأنها أول من احتضنتني وشجعتني.. وشكرا لكل من سيقرأ لي، وشكرا للإخوان في صفحة «الواحة».
صفحة الواحة في ملف ( pdf )