رحلة بحث طويلة قامت بها لجنة تحكيم برنامج مسابقة «أمير الشعراء» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، لتقييم آلاف النصوص التي تقدمت للمشاركة في أضخم مسابقة لشعر العربية الفصحى، حيث قررت اللجنة اختيار ما يزيد على 200 نص مقدم للمشاركة من بين آلاف النصوص التي شارك بها شعراء من جميع الدول العربية وبعض دول الاغتراب، حيث استوفت تلك النصوص الشروط المنصوص عليها، وستبدأ لجنة التحكيم بلقاء هؤلاء الشعراء في مسرح جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح وقد بدأت اللجنة باستقبال مئات الشعراء طوال الأيام الثلاثة الماضية والتي بدأت يوم الثلاثاء الماضي على أن تنتهي اليوم من آخر لقاءاتها ليتم بعدها اختيار أبرز 60 شاعرا من المشتركين، ومن ثم تعكف اللجنة على اختيار 35 شاعرا للمشاركة في الحلقات المباشرة يمثلون النخبة من آلاف الشعراء المتقدمين.
وتستمر منافسات مسابقة أمير الشعراء ـ التي تنطلق على الهواء مباشرة عبر قناة «أبوظبي» مطلع يونيو المقبل من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي ـ على امتداد 10 أسابيع متواصلة، مقسمة إلى عدة مراحل تتدرج فيها صعوبة وشروط لجنة التحكيم، ليتوج الفائز بالمركز الأول في النهاية بلقب أمير الشعراء وليحصل على جائزة مادية قدرها مليون درهم إماراتي.
وأعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن البث التلفزيوني للحلقات التسجيلية عن المقابلات التي ستجريها اللجنة مع الشعراء سيبدأ في نهاية مايو على أن تعرض الحلقات كل ليلة خميس، وتبدأ المنافسة لاحقا على الهواء مباشرة بين الشعراء الخمسة والثلاثين على مسرح شاطئ الراحة ابتداء من شهر يونيو المقبل.
يذكر أن برنامج «أمير الشعراء» مسابقة ثقافية كبرى تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يتنافس على مضمارها شعراء القصيدة الفصحى، بكل ألوانها وأطيافها، سواء أكانت القصيدة عمودية مقفاة أو كانت ضمن نمط القصيدة الحرة أو قصيدة التفعيلة.
وقال عضو لجنة التحكيم د.عبد الملك مرتاض إن عدد المشاركين في برنامج «أمير الشعراء» في موسمه الثالث يزيد على العدد في الموسمين السابقين، كما أن المستوى الفني لمشاركات الدورة الثالثة قد يكون أجمل وأفضل وأرقى وأنضر من المستوى الفني للموسمين السابقين، مشيرا إلى أن الفضل كل الفضل يرجع في ذلك إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لإقدامها على إطلاق هذا البرنامج الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبعنايته.
وقال مرتاض «لقد بعث الشعر العربي، فصيحه ونبطيه، من جديد ونضر بعد شحوب، وتألق بعد أفول، وقد كان منحدرا نحو الاحتضار والتلاشي».
وتابع مرتاض «إننا نحسب أن هذا الموسم قد يكون أفضل من سابقيه، وذلك لبعض الأسباب منها كثرة عدد الشعراء المتسابقين من جهة، وارتفاع المستوى الفني للقصائد المرشحة من جهة أخرى. ونضمن أن التسابق سيكون شرسا بالقياس إلى المترشحين، قويا، لكنه سيكون ممتعا بالقياس إلى المشاهدين والمتتبعين، مثيرا».
من جهته، قال عضور لجنة التحكيم د.صلاح فضل «إن الدورة الثالثة لبرنامج أمير الشعراء أتت لتؤكد حقائق عدة أهمها: رسوخ الاهتمام بالشعر الفصيح في خارطة الإبداع العربي وفي عناية الهيئة والمنظمة الراعية، وارتفاع مستوى الإنتاج المقدم كما وكيفا، وتنوع التجارب الشعرية واتساع دائرة الأقطار لتشمل أبناء الوطن العربي والمهاجر أيضا، إضافة إلى لهفة المبدعين العرب على المشاركة وإدراكهم لدور المسابقة في تقديمهم وصناعة حاضر زاهر للشعر العربي وبناء أفق مستقبلي واعد له».
صفحة الواحة في ملف ( pdf )