حسين الشمري
اشتعلت الحلقة الثالثة المباشرة من مسابقة «أمير الشعراء» في نسختها الثالثة للعام 2009، ليلة الخميس الماضي شعرا وتوهجا، وازدادت حدة المنافسة بين الشعراء لحجز مقعد في مقصورة المتأهلين إلى مراحل متقدمة من المسابقة، وكانت أحداث الحلقة الثالثة من مسابقة «أمير الشعراء» ـ التي تنظمها وتدعمها وتنتجها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتبث على شاشتي قناة «أبوظبي» وقناة «شاعر المليون» الفضائيتين ـ قد حفلت بالإثارة، سواء على صعيد القصائد التي قدمها الشعراء ومضامينها الجاذبة، أو على صعيد انتظار الإعلان عن الشعراء المتأهلين للمراحل التالية، وكذلك بالنسبة لتعليقات أعضاء لجنة التحكيم التي تستحوذ على اهتمام الشعراء أنفسهم والجمهور المتابع في مسرح شاطئ الراحة والجمهور المتابع عبر شاشات التلفزة في الوطن العربي والعالم.
استهلت الحلقة الثالثة من البرنامج بترحيب مقدم البرنامج المذيع حامد المعشني بلجنة التحكيم وبالشعراء المشاركين وهم أمل طنانة (لبنان)، حسن النجار (الإمارات)، حسن بعيتي (سورية)، محمد منصور مرهون (البحرين)، بسام صالح مهدي (العراق)، أحمد مولود ولد رضوان (موريتانيا)، الشاذلي القراوشي (تونس)، وبالضيوف والجمهور من أبوظبي دار الثقافة والإبداع، ثم تم تقديم ملخص لأهم أحداث الحلقة السابقة (الثانية) والشعراء الفرسان الخمسة المتبقين رجا القحطاني (الكويت)، حسن أحمد القرني (السعودية)، عمر عناز (العراق)، نجيب جحيش (الجزائر) وليلى شغالي (موريتانيا)، وأعلن عن اختيار الشاعرين حسن أحمد القرني ورجا القحطاني ليلحقا بالشاعر حسن شهاب الدين الذي حصل على أعلى درجات للجنة التحكيم.
وسيشارك في تصفيات الحلقة الرابعة من البرنامج الشعراء: سعيد عتيق سيف بطي القبيسي (الإمارات)، محمد السودي (اليمن)، قمر صبري جاسم (سورية)، مسار رياض علي (العراق)، بلقيس الشميري (السعودية)، محمد عريج (المغرب) ومالك سمارة (فلسطين).
تأهل القراوشي
تميزت الأمسية بحضور مميز ولافت للفنان مدحت صالح الذي أطرب جمهور مسرح شاطئ الراحة بالأغنية التي قدمها إلى جانب القصيدة التي ألقاها الشاعر عباس جيجان، كما حفلت الأمسية بمواقف نقدية متميزة في تحليلها لما قدمه الشعراء جميعا من نصوص شعرية، حسمها قرار لجنة التحكيم باختيار الشاعر التونسي الشاذلي القراوشي الذي حصل على أعلى درجات للجنة (42%)، فيما حصل الشاعر أحمد مولود ولد رضوان على (20%)، أمل طنانة (37%)، بسام صالح مهدي (41%)، حسن النجار (33%)، حسن بعيتي (39%)، محمد مرهون (26%)، كما حصل الشاعر بسام صالح مهدي على أعلى نسبة تصويت عبر الانترنت (42%)، فيما حصلت الشاعرة أمل طنانة على تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة.
وانطلقت الأمسية مع الشاعر الأول الشاذلي القراوشي الذي قرأ قصيدة «الحروف الملكية» قال فيها الشاعر نايف الرشدان إن النص يكاد يكون معلما فنيا مميزا مع كامل الحرية لما ينطوي عليه من حساسية شعرية عالية، فيما رأى د.علي بن تميم أن المعنى يغيب عن القصيدة وتتشابه في مضمونها مع قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش، وقال د.عبدالملك مرتاض إن الانزياح اللغوي واقع في معظم التشكيلات التي قدمها الشاعر والتي هي غنية وأضفت على النص الكثير من الجماليات.
حداثة سن .. وإبداع
ثم قرأ الشاعر أحمد مولود ولد رضوان قصيدة رأى فيها الشاعر نايف الرشدان بريقا إبداعيا لامعا وشعرية عالية بما لدى الشاعر من قدرة جيدة على استخدام اللغة وتوظيفها في النص، وأشاد د.صلاح فضل بالنص على الرغم من حداثة سن الشاعر، مشيرا إلى قدرة الشاعر على توظيف شذرات تراثية بجدارة في النص، وأكد د.علي بن تميم في قراءته للقصيدة أن النوايا وحدها لا تصنع نصا.
وتلته الشاعرة أمل طنانة التي أهدت نصها إلى كل امرأة فلسطينية مناضلة توقف فيها د.أحمد خريس عند بعض المآزق اللغوية التي خلطت فيها الشاعرة بين الجدائل والسنابل ما أوقع الصورة الشعرية في الغموض، فيما رأى الشاعر نايف الرشدان أنها تعبير عن أحادية الرؤية كما توجد إشارات في النص تجسد هذه الرؤية الدائرية كمرآة بما يستجيب لإيقاعات الشاعرة نفسها، وقال د.صلاح فضل إن القصيدة تقدم لعبة شعرية في الهوى والحب وإن كانت تحمل دعوة إلى الأمل.
ثم قرأ الشاعر بسام صالح مهدي قصيدة أشاد بها د.عبدالملك مرتاض، معتبرا أن النص يمثل الفحولة الشعرية في أعلى مستوياتها على بساطة لغته وهذه البساطة هي التي تشكل العبقرية الشعرية، فيما قال د.أحمد خريس إن القصيدة متقنة الصياغة بشكل كبير، ورأى د.صلاح فضل أن الشاعر يمتلك ناصية الشعر ويجيد صنع رموزه وأن تجربته الشعرية تجربة ممتازة ولكنها ذات قماشة سردية.
صور «حمام الروح»
ثم قرأ الشاعر حسن النجار قصيدته «حمام الروح» التي قال عنها د.عبدالملك مرتاض إنها تحمل صورا شعرية رائعة، كما أن اللغة الشعرية أصبحت موضوعا بحد ذاتها مما أضاف جمالا على النص، وقال د.أحمد خريس إن من جماليات النص التماهي الذي قام به الشاعر بين الحمام والحبيبة، ورأى د.علي بن تميم أن القصيدة تتراوح بين الرومانسية والقوة والضعف والتهشيم.
وكان أن ألقى الشاعر حسن بعيتي قصيدة أشاد بها أعضاء لجنة التحكيم، فقال فيها الشاعر نايف الرشدان انها تحمل اضاءات شعرية عالية، فيما قال د.صلاح فضل إن الشاعر يغزل قصيدته وينسجها بلغة جميلة وإن لدى الشاعر لغة ووعيا شعريا كبيرا، وقال د.علي بن تميم إن القصيدة تحمل دلالات لغوية ذات رؤية شعرية عالية وهذا أهم ما يميزها.
وأخيرا، قرأ الشاعر محمد مرهون قصيدته التي قال فيها الشاعر نايف الرشدان إنها تحمل ثنائية ذات صور شعرية كثيفة وقد أطلق على الشاعر لقب «شاعر المستقبل»، فيما رأى د.علي بن تميم أن المعاناة في هذه القصيدة لم تلامس الجوهر إذ إن نفي الآخر لا يصنع نصا، وقال د.عبدالملك مرتاض إن النص أكبر من سن الشاعر.
برنامج أمير الشعراء تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة «بيراميديا»، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «أمير الشعراء» وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة الذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم، والبرنامج من إعداد الشاعر والإعلامي عارف عمر، والشاعر والإعلامي إياد المريسي.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )