حسين الشمري
حفلت الحلقة الاولى من المرحلة الثانية من مسابقة «أمير الشعراء» هذا البرنامج الذي تنظمه وتنتجه وتدعمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بآراء في النقد اعادت للغة العربية مكانتها واصالتها في ليلة خاصة عاشتها أبوظبي من ليالي البرنامج، والتي شهدت تنافسا حادا بين الشعراء المشاركين في البرنامج بعد ان قدموا افضل ما لديهم من عذب الكلام وجميل الإلقاء، من خلال القصيدة الاساسية التي اختاروا موضوعها إلى جانب قصيدة المجاراة التي كانت مفاجأة الحلقة والتي كتبها الشعراء في ربع ساعة من وقت البرنامج، آخذين في اعتبارهم الآراء النقدية لاعضاء لجنة التحكيم، وشهدت ايضا تنافسا بين جماهير مسرح شاطئ الراحة في الهتافات التي ألهبت حماس المتسابقين.
وشهدت الحلقة الاولى من المرحلة الثانية تأهل الشاعر وليد الصراف «العراق» للمرحلة الاخيرة من برنامج أمير الشعراء، هذه المسابقة الشعرية الاضخم على مستوى العالم العربي، كما شهدت الحلقة الاعلان عن تأهل الشاعرة نجاة الحجري «عمان» والشاعر صفوان قديسات «الأردن» من شعراء الحلقة السابقة.
استضافت الحلقة الشعراء حسن شهاب الدين «مصر»، حسن بعيتي «سورية»، رجا القحطاني «الكويت»، محمد عريج «المغرب»، الشاعر وليد الصراف «العراق»، على مسرح شاطئ الراحة في مدينة ابوظبي والتي بثت مباشرة عبر تلفزيون أبوظبي وقناة أمير الشعراء، وإذاعة إمارات «إف إم»، مساء الخميس 16يوليو2009، بحضور محبي الشعر من الامارات، ومختلف الجاليات العربية المقيمة وغير المقيمة في الدولة.
تميزت الأمسية الأولى من أمسيات المرحلة الثانية لبرنامج «أمير الشعراء» بحضور لافت للفنانة آمال ماهر والتي لاقت تفاعلا كبيرا مع جمهور مسرح شاطئ الراحة، إلى جانب حضور الشاعر الكويتي مشاري المري الذي ألقى قصيدة صفق لها الجمهور بشدة.
وفي بداية الحلقة أعلن د.علي بن تميم معايير المرحلة الثانية من برنامج أمير الشعراء والتي تميزت بأنها معايير شعرية خاصة من خلال قراءة كل شاعر لنصين يكون ثانيهما مجاراة لقصيـــدة يتم الاعلان عنها خلال الحلقة ويسمح للشعــــراء بكتابة القصيدة في خلال ربع ساعة على الا تتعدى ابياتها الـ 7 أبيات، وكانت مجاراة الحلقة الأولى «لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يُغَرُ بطيب العيش إنسان».
وفي تفاصيل الحلقة ألقى الشاعر حسن بعيتي قصيدة قال عنها د.أحمد خريس انها قصيدة بيتية موفقة إلى أبعد حد فيها، كما يوجد فيها التصاعد الموسيقي من البداية حتى النهاية، إلى جانب استلهام الشاعر لشعراء ظهروا خفية في القصيدة، ورأى الشاعر نايف الرشدان أن معاني القصيدة جميلة وللشاعر طريقة فريدة في التعبير عنها، أما د.صلاح فضل فرأى ان القصيدة القصيرة كالقصة من ناحية الايجاز والكثافة اللغوية والشعرية وقد تحققت هذه الصفات جميعا لدى الشاعر بعيتي كما قال الدكتور صلاح فضل.
وألقى الشاعر حسن شهاب الدين قصيدة قال فيها د.علي بن تميم ان الشاعر كان يحاول ومن خلال نصه ان يحول فكرة الصحراء إلى ان تكون رمزا للابداع والشعر، فالصحراء هي مهد الكتابة، وقال د.علي ايضا ان هذه القصيدة جيدة لأنها استطاعت ان تعيد كتابة السامري من جديد، ورأى د.عبدالملك مرتاض ان النص جميل ورائع وقد استطاع الشاعر من خلاله ان يستحضر التراث بكل انواعه اضافة الى ان القصيدة لها ميزة انها «مثقفة»، وقال د.أحمد خريس ان القصيدة واحة في جفاف الصحراء بناها الشاعر بناء اقرب إلى الدراما.
وجاء نص رجا القحطاني حافلا بالرؤية الانسانية ومفعما بالحيوية ولغته الشعرية مكثفة كما قال الشاعر نايف الرشدان، مضيفا ان النص لغته الشعرية عالية ويليق بقامة الشاعر الشعرية، ورأى د.صلاح فضل ان الشاعر يبحث ومن خلال قصيدته عن المدينة كما ان القصيدة تنم عن جهد شعري كبير سعى إليه الشاعر للرقي بقصيدته إلى هذا المستوى الشعري المتميز، وقال د.علي بن تميم ان القصيدة تقوم على ثنائية الريف والمدينة وقد كانت مثل هذه الثنائية مقبولة في الخمسينيات مضيفا لا اعتقد ان مثل هذه الثنائية تقود إلى حالة شعرية.
ثم قرأ الشاعر محمد عريج قصيدته التي أجمع أعضاء لجنة التحكيم على جمال معانيها وتراكيبها اللغوية إلا ان ما افقدها جماليتها سوء إلقاء الشاعر للقصيدة، وقال الدكتور عبدالملك مرتاض ان الشاعر ظاهرة شعرية حقة ولكن ما يضعفه هو سواء الإلقاء، ورأى د.أحمد خريس ان القصيدة مدهشة ولكن الإلقاء غير مدهش، وقال الشاعر نايف الرشدان ان القصيدة لغتها جميلة ورشيقة كما ان افكار النص تدور حول فكرة البحث عن الأمل.
واختتم القسم الأول من الحلقة مع إلقاء الشاعر وليد الصراف لقصيدة قال فيها الدكتور صلاح فضل ان الشاعر ومن خلال هذا النص أكد أنه شاعر عملاق مهنئا إياه على القصيدة، ورأى د.علي بن تميم أن الشاعر استخدم في النص تراكيب من المتنبي كما أن القصيدة ما يضعفها بدء الشاعر بفعل، أما د.عبدالملك مرتاض فرأى ان العنوان جميل، وان الشاعر يمتلك لغة شعرية عالية ومكثفة.
وفي نهاية الحلقة قامت لجنة التحكيم بتقييم النصوص الاجبارية للمشاركين من خلال مناقشات شعرية مكثفة، وقدم المشاركون الخمسة في مشهد مليء بالاثارة اجمل ما لديهم مجاراة لقصيدة «لكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان»، احتار اعضاء لجنة التحكيم في تقييمها لمستواها الرائع، فقال د.احمد خريس ان الشاعر محمد عريج كان ذكيا في اختيار القوافي كما حول الشاعر رجا القحطاني قصيدته في مدح دولة الإمارات العربية المتحدة.
اما الشاعر نايف الرشدان فقال عن قصيدة الشاعر حسن شهاب الدين ان به طفلا يشع منه الأمل، اما قصيدة حسن بعيتي فقال ان الوجد هو الذي يحرك ابيات القصيدة ولغتها كما ان الشوق هو المهيمن على هذا النص.
ورأى د.صلاح فضل انه بقدر ما تختبر لجنة التحكيم الشعراء على ارتجال القصيدة يختبر الشعراء اعضاء اللجنة على النقد، فالشاعر رجا القحطاني جعل من الشعر واحة خضراء، اما الشاعر وليد الصراف فكان الأذكى في مجاراته التي قدمها، فتميزت قصيدته بلغة شعرية عالية ومكثفة شعريا.
ورأى د.علي بن تميم ان الشاعر وليد الصراف كان الأذكى وقصيدته رائعة جدا، كما تميزت قصيدة الشاعر حسن بعيتي بلغتها الجميلة واستحضاره الذاكرة، وقد هنأ د.علي بن تميم الشعراء على ما قدموه في هذه الفقرة التي اثبتت قدرة الشعراء على الارتجال.
وقال الدكتور عبد الملك مرتاض ان لدى الشاعر حسن شهاب الدين قدرة رائعة على الارتجال، كما ان قصيدة وليد الصراف لكأنها كتبت من دهر لكثرة جمالها، اما قصيدة محمد عريج فكانت جميلة وحملت الروعة في معناها.
واستقرت لجنة التحكيم بعد هذا التقييم على اختيار الشاعر المتسابق وليد الصراف «العراق» بالنسبة للتأهل إلى الحلقة القادمة، كما قام جمهور المسرح بالتصويت للشاعر حسن شهاب الدين فيما حصل الشاعر وليد الصراف على تصويت جمهور الانترنت ايضا. وبرنامج أمير الشعراء تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة بيراميديا، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «أمير الشعراء» وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة والتي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم، والبرنامج من إعداد الشاعر والإعلامي عارف عمر، والشاعر والإعلامي إياد المريسي.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )