محمد المشري شاعر قادم بخطوات ثابتة برهن من خلال نصوصه أنه شاعر تفرد ليخلق صورا لا مثيل لها يصيب بالذهول ليأخذنا لفضاءات الشعر الحقيقي هنا، وفي هذا النص تحديدا يحتاج منا الوقوف والتأمل لنمتع قريحتنا بهذا الابداع.
واحة «الأنباء» تقدم لكم التفرد وكما عودتكم تسليط الضوء على الشعر لأنه حالة خاصة ويستحق منا المتابعة وبشغف. الشاعر محمد المشري لديه مقدرة شعرية وتميز وإبداع جمع بين الإحساس والجمال معا ليشكله في هذا القالب الجميل، مربك بهذا الظهور ولنحتفل به لأنه يستحق منا المتابعة:
- على سنام الطويل وعاتيات الهبوب
- نهار.. يوم الربوع.. عصير قبل الزوال
- وقفت.. أراعيك يا صدر الشمال الرحوب
- وأنت آخر اللي بقالي من ربوع .. وآل
- وقفت.. ميقاف من كثرة عليه الذنوب
- وانتابه الخوف من صحوة ضميره وسال:
- دمعة وهو يحسب إن الدمع.. صابه نضوب
- ما يدري الحزن مخلوق معه.. لايزال
- الحزن لـ بنادم اقرب.. والمواجيع ثوب
- والعمر إما يقضى حل.. وإلا ارتحال
- وأنا تكالب علي من المقادير.. نوب
- ونوب بنفسي على نفسي.. نزاع وجدال
- أختار من باب زهد.. أكون رجل مغلوب
- وأحيانا أحرم على النفس الشقية.. حلال
- يا صبر قلبي على ما لا تطيق القلوب
- ويا وسع صدري ليا ضاقت صدور الرجال
- ويا قو عزمي ليا اشتدت على الكروب
- ويا طيب نفسي على كثر الجشع والسؤال
- كم عشت ما بين توديع المسا.. والغروب
- لحظات.. موت الأمل.. والشك.. والانعزال
- وينتابني كل ما هبت علي الهبوب
- شعور بأني غريب.. اشتاق يسمع «تعال»
- ما غبت يالحزن والأشواق عنك تنوب
- وشلون والشوق ما يعرف ظروف ومجال
- يتلني.. واتنحا مبعدات الدروب
- لا مر.. هانت مسافات الطريق الطوال
- كله على شان وضاح الجبين.. اللعوب
- اللي تسلطن على روحي بحسن وجمال
- اللي ليا بان وجه للزمان الشحوب
- لقيت به عن قسا الأيام.. عطف ودلال
- الراقي الباقي بقلبي ولو به عيوب
- اللي تحدا بي العذال.. دون الوصال
- أستسمحه وأستبيحه والمشاعر تتوب
- ولو خانته.. جعل راعيها لسوء المآل
- ولو عاضبت دنية العشاق.. وصل محبوب
- لابد في تالي الدنيا.. تزين الليال
محمد المشري
صفحة الواحة في ملف ( pdf )