دبي ـ طلال بارا
مباشرة بعد حدث الإطلاق الرقمي لطراز رولز-رويس داون الجديد على الإنترنت في بداية الشهر الحالي والذي حقق نجاحا مدويا، حيث احتلت رولز-رويس داون النتيجة الأولى على محرك البحث «غوغل»، وحضر حفل الإطلاق الرقمي 4000 صحافي وإعلامي حول العالم، وايضا بعد إطلالتها العالمية الأولى في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات الأسبوع قبل الماضي، تحقق السيارة الجديدة التي تضع المعايير الجديدة للفخامة في السيارات المكشوفة نجاحا باهرا في اطلالتها الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في دبي.
الى دبي توجهت «الأنباء» بدعوة من «رولز ـ رويس» الشرق الاوسط وشركة علي الغانم واولاده للسيارات الوكيل الحصري للعلامة الفاخرة في الكويت، حيث تم الكشف عن السيارة الأكثر اجتماعية وجاذبية أمام الصحافيين والإعلاميين والعملاء الذين اجتمعوا في فندق «أرماني» في برج خليفة لرؤية رولز-رويس داون الجديدة.
وقال تورستن مولير-أوتفوس، الرئيس التنفيذي، رولز-رويس موتور كارز، «تعد سيارتنا الجديدة رولز-رويس داون بمغامرة أخاذة لم يكن لها مثيل في تاريخ رولز-رويس حتى اليوم، وهي تطلق عهدا جديدا في تاريخ السيارات المكشوفة القمة في الفخامة. داون سيارة جميلة تقدم أروع التجارب في العالم في قطاع السيارات المكشوفة التي لا تعرف المساومة، وتعد هذه السيارة الاجتماعية أروع المغامرات للعائلات والأصدقاء الراغبين في التنزه تحت أشعة الشمس في أكثر مناطق العالم حيوية ورقيا. إنها ببساطة السيارة الأكثر جاذبية التي صنعتها رولز-رويس حتى تاريخه».
«...لا تقبل بشيء شبه مثالي أو جيد بما يكفي».
لا مكان للمساومة في قاموس رولز رويس. فالشركة لا تزال تحيا بتوجيهات أحد الآباء المؤسسين لها، السير هنري رويس الذي يقول «اسع إلى المثالية في كل ما تقوم به. خذ أفضل ما تجد واجعله أفضل مما هو عليه. أما في حال لم يكن موجودا أساسا فقم أنت بتصميمه. لا تقبل بشيء شبه مثالي أو جيد بما فيه الكفاية».
والجزء الأخير من هذه الحكمة «لا تقبل بشيء شبه ممتاز أو جيد بما يكفي» كان المرشد الأول والأخير لفريقي التصميم والهندسة اللذين تعاونا في إطلاق فصل جديد في مجال السيارات المكشوفة الفاخرة، وفي قطاع يشهد أكبر التنازلات في صناعة السيارات رفضت رولز-رويس بصيغة مقاعدها 2+2 أي تنازلات».
وهكذا، ولدت رولزرويس داون الجديدة، السيارة المكشوفة الفاخرة ذات الطابع العصري بامتياز والمجهزة بـ 4 مقاعد الوحيدة من نوعها في العالم.
وبالفعل، تم إيلاء هذا القدر من الاهتمام لهذه السيارة حرصا على أن يكون هذا الفجر الجديد في تاريخ السيارات الفارهة على قدر الوعد، حتى ان الإطارات التي تشكل الرابط ما بين رولز-رويس داون والطرق قد تم تطويرها خصيصا للسيارة الجديدة.
رقصة الباليه الصامتة
كان أيضا اهتمام خاص بالنسبة للهندسة والصناعة في سقف سيارة «داون»، وكما لم يسبق له مثيل في تاريخ صناعة السيارات العصرية حتى يومنا هذا، يتميز سقف داون بتوفير صمت سيارة رايث عند فتحه أما عملية الفتح فشبه صامتة تماما ولا تستغرق سوى 20 ثانية بسرعة 50 كيلومترا في الساعة.
شكل إذن العمل على سقف نسيجي تحديا حقيقيا بالنسبة لفريق الهندسة في رولز-رويس الذي لم يقبل في مهمته أي تنازلات، بل صمم على صنع السيارة المكشوفة الأكثر صمتا وهدوءا في العالم اليوم.
وقد تم تطبيق هذا السعي إلى السكون في مختلف أوجه هندسة السقف الجديد والسيارة الجديدة بشكل عام.
أولا، يجب أن تكون التجربة السمعية عند فتح السقف أو إغلاقه جديرة باسم رولز-رويس. فكان على تصميم السقف أن يكون قمة في التألق والبهاء مع الحفاظ على كونه أحد أضخم الستائر التي ستكسو سيارة مكشوفة. وبالفعل، إن سقف داون هو ثاني أضخم سقف نسيجي يستخدم في صناعة السيارات حاليا، ويأتي مباشرة بحجمه بعد سقف رولز-رويس فانتوم دروبهيد كوبيه المكشوفة.
ومع فتح السقف المرن بعملية صامتة تماما، تصبح رولز رويس داون سيارة تليق بلحظات الفجر الأولى، وبمواصفات تشبه فيه الأبطال، حيث تتألق بلون الياقوت الأزرق الذي تتلون به السماء عند منتصف الليل مع اللون البرتقالي للجلد الداخلي، يصبح الليل نهارا مع انبعاث أشعة الشمس حاملة معها الطاقة إلى الأرض، فتصبح السيارة مكشوفة وتشكل مساحة اجتماعية رائعة تنصهر مع العالم الواسع من الإمكانات اللامتناهية.
يمكن القول إذن، وبثقة تامة، إن رولز رويس داون هي السيارة الأكثر هدوءا بين السيارات المكشوفة المصنوعة في التاريخ.
لا نقبل بالمساومات
«في عالم رولز رويس، لا يمكن تطبيق قواعد الرياضيات المعروفة. ولذلك، يمكنني القول إنه مع رولز-رويس داون الجديدة، لم يعد 2+2 يساوي مجرد 4».
جايلز تايلور، مدير قسم التصميم، رولز-رويس موتور كارز.
بعد دراسة قطاع السيارات المكشوفة، ولاسيما السيارات الفاخرة جدا في هذا القطاع، أصبح واضحا بالنسبة لمصممي رولز-رويس أن العملاء لن يجدون تغييرا بارزا في هذا القطاع. والتركيز بشكل كبير على صيغة المقاعد 2+2 كان قد أصبح بنظر رولز-رويس بمثابة تنازل كبير.
بشكل عام، فإن تركيبة المقاعد 2+2 تعني أن التوزيع هو كما يلي: مقعد السائق وآخر للراكب الأمامي إضافة إلى مقعدين خلفيين صغيرين لركاب آخرين محتملين أو للصغار.
ونتيجة لذلك، يصبح القطاع بنظر «رولز-رويس» مكتظا بالسيارات المكشوفة التي تقبل بالمساومة وذات الطابع «غير الاجتماعي» على الإطلاق.
ويعلق تايلور قائلا: «في رولز رويس، نفتخر بكوننا صناع السيارات الراقية التي يمكن استخدامها أيضا كمساحة اجتماعية.
ففكرة إبداع داون توفر الراحة فقط لشخصين راشدين للاستخدام اليومي فكرة لا نقبلها، ففي إبداع داون، لم نقبل أي مساومة أو أي تنازلات على راحة أربعة ركاب راشدين يرغبون في التنقل معا بقمة التميز والتألق».
ليست «رايث» مكشوفة
خلافا لما توقعه الإعلام، إن رولز-رويس داون ليست رايث مكشوفة، 80% من لوحات هيكل داون الجديدة قد تم تصميمها لتواكب تطور لغة التصميم التي تعتمدها رولز-رويس بما يجسد هندسة سيارة مكشوفة عصرية قمة في الفخامة تضم 4 مقاعد.
كان الهدف واضحا. أن نصنع ما لم يتمكن أي صانع آخر أن يحققه حتى اليوم. أن نصنع سيارة جميلة المظهر بسقفها مكشوفا كان أم مغلقا. ويمكن القول إن الجهود الحثيثة التي بذلها فريق التصميم كانت صنع سيارتين في واحدة مع رولز-رويس داون الجديدة.
ومع فتح السقف، تزداد رولز-رويس داون تألقا، فيمنح الانحدار الحاد للزجاج الأمامي للسيارة، إضافة إلى الخط الذي ينساب متأرجحا عبر الكتفين الخلفيين إضافة إلى الحزام الوسطي الذي يظهر على جانبي السيارة تحت النوافذ انطباعا بالرشاقة الفطرية.
والحزام الوسطي المرتفع نفسه يعانق السيارة ليلتف حول مقصورة الراكبين الخلفيين على غرار سترة تم رفع ياقتها لتحمي العنق.
الصندوق نفسه يشكل عملا فنيا رائعا من أعلى مستويات الحرفية العصرية. فهو مكسو بطبقة من خشب الكاناديل المسامي الذي يغطي المقصورة الخلفية التي تتخذ شكل حدوة حصان ويعبر عن التقدم العظيم الذي يحرزه الحرفيون في دار رولز-رويس في جودوود على صعيد الصناعة الخشبية وتقنياتها.
ويقوم العميل شخصيا باختيار الخشب الذي سيتم استخدامه في الصندوق بما يناسب ذوقه الخاص، وهو ينساب كـ «شلال» بين المقعدين الخلفيين وحول المقصورة ليغلف كسوات الأبواب الداخلية مانحا صاحب السيارة دافعا أكبر لدخول داون.
جدير بالذكر ان تسليم رولز-رويس داون الجديدة سيبدأ في الربع الثاني من عام 2016.