محافظة على لقب الفوز في أميركا الجنوبية، فازت فولكس واجن في بطولة رالي داكار لسباق السيارات للمرة الثانية على التوالي وللمرة الثالثة إذا ما أخذنا عام 1980 في عين الاعتبار. بعد منافسة حامية في سباق هيمن عليه اللون الأزرق، احتفل ثنائي فولكس واجن الذي كان يقود النموذج الأصلي لسيارة طوارق الخاصة بالسباقات التي تستمد القوة من محرك tdi بالفوز بكل من المركز الأول والثاني والثالث في نهاية التحدي العالمي الأصعب في سباقات السيارات الرياضية. وكان ناصر العطية، سائق سباقات الرالي القطري والفائز بست مرات في بطولة الاتحاد الدولي لسباقات السيارات في الشرق الأوسط قد حصل على المرتبة الثانية برفقة مساعده السائق تيمو غوتشالك (ألمانيا) بفارق دقيقتين و12 ثانية عن الثنائي الفائز بالمركز الأول والذي ضم كل من كارلوس ساينز/لوكاس كروز (اسبانيا/اسبانيا) في مرحلة السباق النهائية التي شملت سباقا لمسافة 202 كلم في يومه الرابع عشر واليوم النهائي لسباق الرالي. وجاء الثنائي مارك ميللر/رالف بيتشفورد (الولايات المتحدة/جنوب أفريقيا) في المركز الثالث. أما الثنائي الفائز برالي العام الماضي وهما جينيل دو فيليرز/ديريك فون زيتزويتز (جنوب أفريقيا/ألمانيا) فقد جاء في المرتبة السابعة هذا العام.
فوز تاريخي
ويأتي تحقيق هذا النصر الكبير بعد مرور شهر واحد فقط على عرض سيارة طوارق الخاصة بالسباقات، وحاملة لقب رالي داكار 2010، لأول مرة في الشرق الأوسط حيث كان ذلك في معرض دبي الدولي للسيارات 2009. وكان العطية حاضرا في المعرض كضيف خاص للحديث مع الجمهور والإعلام حول شراكته مع فولكس واجن موتورسبورت وقيادة سياراتها الرياضية. وتم استنباط سيارة طوارق الخاصة بالسباقات من خلال أكثر سيارات فولكس واجن شعبية في منطقة الشرق الأوسط، سيارة طوارق الـ suv، التي تجمع عالم سيارات الطرق الوعرة مع الأبعاد المريحة لسيارات السيدان الفخمة والمواصفات الديناميكية للسيارات الرياضية.
وعلق ستيفان ميكا، المدير الإداري لـ «فولكس واجن» الشرق الأوسط، قائلا: «نعتبر الفوز في رالي داكار نصرا كبيرا لـ «فولكس واجن» كما هو لفرقنا، وهذا يؤكد صلابة أدائنا في عالم السباقات والسيارات الرياضية. تمثل سيارة طوارق الخاصة بالسباقات طرازا فريدا، وقد تم تصميمها لتتخطى كل الطرقات على اختلاف وعورتها بسرعة السباقات، سواء كانت أكثر الصحاري قسوة أو معبر باتجاهين على مرتفعات جبال الأنديز الشاهقة أو الانطلاق بسرعة كبيرة على الطرقات الحصوية. إنها سيارة جبارة بالفعل وقد أثبتت قدرتها على مواجهة جميع تحديات السباقات برفقة سائقيها المخلصين، واستحقاقها الفوز بلقب رالي داكار 2010 للعام الثاني على التوالي».
وقال د.فرانشيسكو خافيير غارسيا سانز، عضو مجلس إدارة مجموعة فولكس واجن للمشتريات عند انتهاء المرحلة النهائية للسباق: «أنا فخور جدا بفريقنا، ولقد أذهلنا بالفعل العمل الرائع الذي أنجزه السائقون، ومساعدوهم وكامل أفراد الفريق في كل يوم من أيام رالي داكار. ومع هذا الانتصار بتحقيق كل من المركز الأول والثاني والثالث، تكون فولكس واجن موتورسبورت قد تفوقت على نفسها، من ناحية الأهداف التي سعت لتحقيقها».
كما أوضح كريس نيسن، مدير فولكس واجن موتورسبورت: «قبل ثلاثة أسابيع، جاء فريق فولكس واجن الطموح بفكرة تحقيق هدف التمسك بلقب الفوز في رالي داكار الذي فزنا به العام الماضي. وبهذا تكون فولكس واجن قد حققت نصرا تاريخيا بفوزها بكل من المركز الأول والثاني والثالث. وفي حقيقة الأمر، إننا لم نربح الرالي في أميركا الجنوبية فقط، بل اننا شركة صناعة السيارات الوحيدة التي فازت سياراتها في أصعب سباقات الرالي في العالم باستعمال تقنية الديزل إلى الآن. لقد كافح سائقو سيارات فولكس واجن لتحقيق ذلك الإنجاز حتى الحصول على راية النصر حيث تغلبوا على مصاعب السباق وحققوا الفوز بعدالة. وذلك ما نود أن تكون رياضة سباق السيارات عليه. وبذلك يسرني أن أهنئ جميع الفرق الثنائية لـ «فولكس واجن» والذين استحق كل منهم الفوز بهذا السباق».
السيارة الأسرع
ولذا تظل العلامة التي تتخذ من مدينة ?ولفسبورغ مقرا لها، المصنع الوحيد الذي حاز لقب فئة السيارات في رالي داكار بمحرك ديزل. وقد سبق وفرضت تكنولوجيا tdi في عام 2009 هيمنتها على راليات الأرجنتين وتشيلي. وبالإضافة إلى كفاءة تكنولوجيا نظام حقن الوقود المباشر من مجموعة فولكس واجن، فقد شكلت متانة سيارة طوارق الخاصة بالسباقات عاملا أساسيا في انتصارات «داكار» للعام 2010. وعلى الرغم من المتطلبات البالغة الصعوبة، فقد أثبتت سيارة طوارق الخاصة بالسباقات والمجهزة بمحرك بقوة 300 حصان أنها ليست الأقوى فحسب، بل أنها الأسرع كذلك: وقد حقق سائقو سيارات السباق ذات الدفع الرباعي من علامة ?ولفسبورغ سبعة انتصارات من 14 مرحلة ممكنة واحتلال الصدارة لأحد عشر يوما.
وقد ظل المراقبون والمشجعون في ترقب وتشوق حتى خط النهاية: فقد قاد السباق كارلوس ساينز/لوكاس كروز، وناصر العطية/تيمو غوتشالك، ومارك ميللر/رالف بيتشفورد بنفس ترتيبهم منذ المرحلة الخامسة من رالي داكار. وعلى الرغم من ذلك، فقد حظي كل سائق منهم بفرصة التقدم وقيادة السباق. وفي انطلاقة ختامية قوية، اقترب فريق العطية/غوتشالك من المقدمة، باكتساب ثوان من زملائهم في فريق فولكس واجن ساينز/كروز بشكل متكرر، وبقيامهم بذلك، تمكن الفريق من فتح الباب لمنافسة شرسة ولكنها عادلة في الوقت ذاته لموقع الصدارة. وقد أظهر الثنائي القطري/الألماني تفوقهم في مراحل التلال الرملية بشكل خاص – والذي شكل إحدى العناصر الرئيسية من رالي داكار – في حين أحكم الثنائي الإسباني ساينز/كروز قبضته على التفوق في الأقسام الصخرية المليئة بالمنعطفات.
وبقدر تنوع الصراع على الترتيب العام ـ فوز بمرحلتين لفريق ساينز/كروز، وأربع انتصارات لفريق العطية/غوتشالك، وفوز لفريق ميللر/بيتشفورد ـ بقدر ما أثبتت النسخة الـ 32 من رالي داكار صعوبتها: بالإضافة إلى المراحل المتعددة على طرقات رملية بالغة النعومة، وعبر عدد لا محدود من التلال الرملية العالية بصحراء الأتاكاما في شمال تشيلي، كانت هنالك أيضا مراحل تمر بطرقات حجرية ومسارات عبر الأراضي الصخرية الشاسعة.
تفوق بجدارة
وقد تمكنت سيارة فولكس واجن طوارق الخاصة بالسباقات من التفوق بجدارة في الاختبار القاسي ذي الجوانب المتعددة، بتضاريسه التي تتغير لعدة مرات خلال اليوم الواحد، وعبور جبال الأنديز مرتين، والمرور عبر صحراء الأتاكاما ـ أكثر صحاري العالم جفافا.
وقد احتلت إحدى سيارات طوارق الخاصة بالسباقات على الدوام إحدى المراكز الثلاثة الأولى في كل مرحلة من مراحل السباق حتى النهاية، وقد حصلت ?ولفسبورغ على 27 مركزا من ضمن 42 فرصة لاحتلال إحدى المراكز الثلاثة الأولي خلال 14 مرحلة.
وبإحرازه لقب رالي داكار 2010، يكون الثنائي كارلوس ساينز/لوكاس كروز قد أكمل سلسلة من الانتصارات أمام الملايين من المعجبين الذين تابعوا المراحل اليومية من السباق في الأرجنتين وتشيلي.
وقد أكد الثنائي الإسباني الجديد مع فولكس واجن طوارق الخاصة بالسباقات جدارتهم مرة أخرى، وذلك في سباقهم الثالث معا حيث حققوا مفارقة في تاريخ رالي داكار: إنها المرة الأولى التي يفوز بها سائقان اسبانيان بهذا السباق الصحراوي الأسطوري عن فئة السيارات.
ويذكر أن ساينز/كروز قد فاز برالي سيرتوس البرازيلي في يونيو ويوليو 2009 إضافة إلى رالي سيلك واي الصحراوي في سبتمبر الماضي.
ويمكن النظر في نتائج الإحصاءات لمعرفة مدى الإنجازات والبطولات التي أحرزتها فولكس واجن في عالم السباقات عبر الدول: تؤكد هذه العلامة التي تتخذ من فولفسبورغ مقرا لها صدارتها منذ شهر يناير 2009 وتواصل قصة نجاح مجموعة فولكس واجن وتقنية محركاتها العاملة بنظام tdi وذلك من خلال فوزها بلقب رالي داكار للمرة الثانية منذ العام 2009: بعد سلسلة من الانتصارات حققتها أودي لومانس بين العامين 2006 و2008 وبطولة العالم لسباق السيارات التي أحرزتها سيات في 2008 و2009، حافظت فولكس واجن على هذا النجاح بفوزها بلقب رالي داكار مرتين على التوالي في العامين 2009 و2010 وكل هذا يعود بالفضل إلى قوة محركات tdi.
حلم كبير تحقق
وبعد فوزه بلقب رالي داكار 2010، قال كارلوس ساينز: «لقد حققت حلما كبيرا بإحرازي لقب رالي داكار. وقد كانت مهمة كبيرة تخطيتها بنجاح، لاسيما أن الصراع من أجل الفوز كان صعبا ومرهقا للغاية جسديا وعقليا على حد سواء. وأنا أشعر بسعادة لا توصف بتحقيقي هذا الهدف خاصة بعد أن كنت قريبا جدا من الفوز في عدة مناسبات. حصل كل شيء تماما مثلما أردت: قام السائق المساعد لوكاس كروز بعمل ممتاز، ومن الجانب التقني كان أداء سيارة طوارق الخاصة بالسباقات دقيقا كالساعة وكامل فريق فولكس واجن عملوا بجد وبلا كلل من أجل الفوز. أشكر الجميع على هذا العمل الجماعي الرائع».
ومن جهته قال السائق القطري ناصر العطية الذي حاز المرتبة الثانية في رالي داكار 2010: «من ناحية، لا يسعني إلا القول بأنه من الصعب علي عدم إحراز لقب رالي داكار ولكن من ناحية أخرى أشكر فولكس واجن على منحي الفرصة لأن أعيش حلمي برالي داكار خلال جميع مراحل هذا السباق الأسطوري حتى وصولي إلى خط النهاية. إنني أشعر وكأنني ضمن عائلتي في هذا الفريق وأتطلع قدما لكل يوم لي مع المجموعة يستحق كارلوس ساينز لقب هذا السباق كونه بطلا حقيقيا، وما حصولي على المرتبة الثانية خلفه إلا إنجاز مشرف ونتيجة ممتازة. والآن يبقى لي أن أتطلع للتحدي معه على لقب رالي داكار المقبل».