مع إطلاق الخطوط الوطنية لأحدث خطوطها للعاصمة الإيطالية روما، تفتح الناقلة المتميزة أبوابا وخيارات عديدة أمام المسافر الكويتي لاستكشاف وزيارة بعض من أجمل مدن العالم في إيطاليا. وبواقع ثلاث رحلات أسبوعية من مبنى الشيخ سعد للطيران العام إلى مطار ليوناردو دا فينشي فيوميتشيانو الدولي في روما، فبإمكان المسافرين الكويتيين الاطلاع على سحر عاصمة الرومان، والانتقال منها إلى مدن أخرى لا تقل سحرا وجمالا كفلورانسا وفينيسيا، ونابولي وكابري وجنوا وغيرها من المدن الإيطالية العريقة.
وتعد العاصمة الإيطالية روما أشهر وأكبر المدن الإيطالية، متخذة من موقعها الجغرافي في منتصف إيطاليا مكانا متميزا للسفر والتنقل عبر أصقاع البلاد، فهي تربط الشمال بالجنوب وتضم كنوزا من المعالم السياحية لعل أشهرها المسرح الروماني، أو ما يعرف بالـ colosseum، والذي يعود إلى عهود قديمة وارتبط منظره ارتباطا وثيقا بروما. ويقابل هذا الصرح العظيم، النصب التذكاري للملك فيتوريو إيمانويل الثاني، وهو صرح لا يقل حجما ولا عظمة، وقد تم تشييده على شرف هذا الملك الذي تمكن من توحيد إيطاليا عام 1870.
ولا يمكن أن يتم الحديث عن روما دون الحديث عن العاصمة التاريخية القديمة، والتي قادت العالم لفترات طويلة من الزمن، ومن شواهد تلك العصور، لايزال هناك الميدان الروماني، وهو المركز الإداري والقضائي للامبراطورية الرومانية. وعلى مقربة من هذه المعالم، تبدو قلعة سانت أنجلو التي شيدت عام 130 ميلادية كضريح للإمبراطور أدريانو، وتعتبر من أعظم الأضرحة بالعالم. ولا يمكن لزائر لهذه المدينة أن يزورها دون أن يزور دولة الفاتيكان، وهي أصغر دولة في العالم والتي تقع ضمن حدود روما، ففيها أعظم التحف الفنية التي صنعها البشر خصوصا في عصر النهظة الأوروبية، فتجد أعمال مايكل أنجلو، بالإضافة إلى العمارة الفريدة التي تلف هذه الدولة الصغيرة.ولعل أبرز ما يميز روما هو ساحاتها ونوافيرها وما توفره من مقاه ومطاعم تعد من الأفضل بالعالم. فنافورة تريفي الشهيرة تجمع حولها العديد من الأماكن والأزقة الجميلة التي تسحر الزوار، بينما يشكل التسوق في هذه المدينة تجربة فريدة بما توفره من أرقى الماركات الإيطالية وسط شوارع تاريخية قديمة تضفي على تجربة التسوق متعة إضافية.
وعلى بعد ساعة ونصف بالقطار من روما تقع مدينة فلورنسا، مهد النهضة الأوروبية في الفنون والعلوم، وتدعى مدينة الفن والعشاق وهي لوحة فنية رائعة تبهر زوارها بجمالها وبتلالها الزاهية ونهرها الممتد ومناظرها الخلابة، حيث العمارة والمباني الجميلة بجانب الحقول الخضراء الخصبة.
وتعد فلورنسا شاهدا لعصر النهضة وموطن ازدهار الفن في القرن الخامس عشر، فهي مركز فني رائع يفتخر بأعمال مايكل أنجلو ودوناتيلو الشهيرة، من أهم معالمها ساحة الدوومو المزخرفة، وميدان بياتزا سان ماركو الشهير والذي ينحدر إلى القصور العظيمة والشوارع الضيقة التي تنبض بنسمات العصور الوسطى وكل هذا يربض في ظل أسوار المدينة القديمة التي تحنو عليه لتحميه. وتقوم مدينة فلورنسا على تلال تاسكاني الجميلة فهي مدينة باهرة يمس عبق رومنسيتها العطرة كل القلوب فيبهرها.
فينيسيا (البندقية): مدينة الرومانسية العائمة
تعد فينيسيا من أشهر المدن التي تستقطب السياح حول العالم، وقد عرفت كذلك بمدينة البندقية. وتقع المدينة الساحرة على بعد ثلاث ساعات بالقطار من فلورنسا، ويمكن الوصول إليها من روما عبر القطار أو الطائرة. وارتبطت فينيسيا على مر العصور بالعشاق والرومانسية، فيختارها المتزوجون ملاذا لهم، أو كمكان مثالي لتقضية شهر العسل للمتزوجين الجدد. ولعل ما يجعل لهذه المدينة جاذبيتها هو ارتباطها بالماء، فهي تخلو من السيارات وتعد القوارب الصغيرة وسيلة الانتقال الوحيدة فيها. ولفينيسيا تاريخ طويل يظهر من مبانيها وأزقتها التي تتمتع بالعراقة التي ميزت أوروبا في العصور القديمة. فبهدوئها ومناظرها الخلابة الهمت وتلهم الشعراء والفنانين في ابداعاتهم.
ولابد لزائر فينيسيا من زيارة جسر ريلاتو الذي تزينه الزخارف الجذابة ويعتبر من أهم جسور مدينة البندقية. ويحاط الجسر بمحلات بيع المجوهرات الراقية والمنتوجات الزجاجية التي تشتهر بها المدينة. وعلى مقربة من الجسر تقع قناة غراند، وهي القناة الرئيسية في المدينة وتصطف على جانبيها العديد من المقاهي والمطاعم الفخمة التي تقدم أشهى أطباق المطبخ الإيطالي. كما ان قصر الدوق الذي يمثل عنوانا للفخامة والترف في تلك الحقبة المعمارية التي شيد فيها يضم بين أسواره العديد من اللوحات الفنية لمشاهير الفنانين.
وبينما تقع فلورنسا وفينيسيا في شمال روما، فإن جنوب روما يحظى بمدن لا تقل جمالا عن تلك التي في الشمال، وإن كانت ذات طابع مختلف. ففي الجنوب، تكون المدن الساحلية هي الأفضل للزيارة لاسيما في فصل الصيف، وللمسافر الذي يستأجر السيارة للسفر في إيطاليا حظ كبير في مشاهدة بعض أجمل المناظر على وجه الأرض أثناء التجوال. وعلى بعد ساعتين بالقطار أو السيارة جنوب روما تقع مدينة نابولي الساحلية، وهي ثالث أكبر مدن إيطاليا، وتقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وتختزن نابولي ألفين وخمسمائة عام من التاريخ، مرت خلالها بحقبات وعصور مهمة. وقد اشتهرت المدينة الساحلية بأغانيها الأصيلة ورقصاتها الشعبية إذ تضم كبار الفرق الموسيقية الغنائية الإيطالية، كما تضم إحدى أشهر دور الأوبرا العريقة، تتزين بزخارفها ومعمارها الفريد، كما تضم اثني عشر متحفا وأربعة حصون تاريخية وثمانية مسارح، بالإضافة إلى العديد من المطاعم والمقاهي الجميلة وباعة الحلوى المتجولين. وبوجودها على ساحل البحر، فإن نابولي المكان الفريد للانتقال بالعبارة إلى جزيرة كابري الصغيرة الساحرة، والتي تعد من أشهر جزر العالم فيقصدها السياح من جميع أنحاء العالم للبحث عن الاسترخاء بعيدا عن الازدحام والإزعاج، فينعمون بهوائها العليل. وتنقسم كابري إلى قسمين، أحدهما سياحي تاريخي والآخر مدني حديث، وفي الجزء السياحي التاريخي يمنع وجود السيارات أو الدراجات الهوائية أو النارية، فيحرص سكانها على جعلها مدينة خالية من الضوضاء لتشكل متعة فريدة للبصر والسمع وجميع الحواس الأخرى.
إيطاليا: رحلة العمر
لدى إيطاليا العديد مما توفره من مدن وأماكن وجمال لكل من يزورها، فلم يزرها أحد إلا وكانت وجهة فريدة لا مثيل لها في العالم، بما تتميز به من شعب طيب وودود، وطبيعة جميلة، وتاريخ عبق يلف أرجاءها. ومع إطلاق الخطوط الوطنية لخطها الجديد إلى روما، فإن رحلة العمر باتت في متناول اليد.