بدأت رحلات القطارات البخارية في جنوب افريقيا منذ ما يزيد على نصف قرن ولم تخل هذه الرحلات من متعة رؤية المناظر الطبيعية الخلابة والاستجمام والترفيه لتحمل في طياتها بذورا سياحية قد تشكل عائدا كبيرة للدولة في حال استغلالها.
حيث الزمت الحكومة الإفريقية شركات القطارات بتطوير رحلاتها وقطاراتها وتجهيزها على درجة أكبر من الرفاهية لتواكب أفكار السائح.
وحققت هذه القطارات ما يشبه المعجزة فعلى قاطراتها تتوزع أكثر الغرف فخامة لتضاهي افخر الفنادق في العالم، ويقوم على خدمة ركابها فريق متمرن على أصول الضيافة والخدمة كما يعمل أشهر الطباخين على تقديم أشهى الوجبات وبما يناسب كل الأذواق.
وتتنوع الفترة الزمنية لهذه الرحلات حيث تتراوح بين يوم واحد وأسبوعين الى جانب قيام هذه القطارات برحلات سنوية خاصة حيث تنطلق في شهر يوليو من كيب تاون باتجاه دار السلام في تنزانيا لمسافة 6100 كم ولمدة 13 يوما، وأخرى إلى ناميبيا في شهر «مايو»، بالإضافة إلى ثلاث رحلات سنوية لعشاق لعبة الغولف تدعى سفاري غولف، أحداها في شهر «أبريل» وأخرى في «أغسطس»، والثالثة في «ديسمبر» يمر بها المسافر على أهم ملاعب غولف في جنوب أفريقيا خلال رحلة تضم الرفاهية والمتعة والترفيه.
وتعتبر الرحلة بين مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا وشلالات فيكتوريا في زمبابوي من اشهر هذه الرحلات حيث تتم على مرحلتين من خلال وقفة في مدينة بريتوريا. ليكون الوصول أولا إلى مدينة كيب تاون والتجول في أرجائها واكتشاف معالمها وشوارعها والتبضع من أسواقها.
من كيب تاون إلى بريتوريا
المساحات الواسعة الممتدة من حقول العنب هي أول ما سيعترض طريق القطار في بداية رحلته قبل أن يتجه صعودا متسلقا الجبل إلى ارتفاع 1220 مترا عن سطح البحر، التغير في المناظر الطبيعية بعد تسلق قمة الجبل هو أول ما سيلحظه المسافر، فالألوان الخضراء في المناطق الساحلية تنقلب إلى ألوان المناطق الداخلية الجرداء، حيث تنبسط الأراضي بشريط يميز الجنوب الأفريقي والذي يمتد حتى أثيوبيا.
وفي اليوم الثاني للرحلة يصل القطار في الصباح إلى محطته الأولى في كيمبرلي مدينة الألماس الشهيرة، وعادة ما يدعى المسافرون لقضاء اليوم في هذه المدينة برفقة دليل سياحي.