كشفت شركة أماديوس عن دراستها التي تظهر أن منطقة الشرق الأوسط باتت على بعد خطوات من أن تصبح مركز السفر الأبرز عالميا.
ويحدد التقرير الجوانب التي ينبغي أن تركز عليها المنطقة لاستثمار إمكانياتها في الحفاظ على مكانتها كمركز عالمي للسفر، كما تحذر الدراسة من التراخي والمخاطر التي قد تنجم عن غياب التنسيق بين السياسات الإقليمية العامة على صعيد التنظيم والاستثمار وإدارة الأعمال.
وأبرزت أماديوس في تقريرها مجموعة العوامل التي تتيح لمنطقة الشرق الأوسط الاستفادة من الموجة التالية للعولمة التي تقودها الاقتصادات الناشئة، مثل الصين والهند وأميركا اللاتينية وأفريقيا. وتشمل هذه العوامل الموقع الجغرافي للمنطقة الذي يتوسط الطرق الجوية الرئيسية، ونموها الاقتصادي المتزايد الذي يقارن بنمو مجموعة الثماني، والاستثمارات الكبرى المخطط لها في قطاع السفر، بما في ذلك مطارات تصل كلفتها التقديرية إلى 68 مليار دولار أميركي. كما يسلط التقرير الضوء على نهج الابتكار والتقنية الذي تتبناه المنطقة.
وقال التقرير انه مما لا شك فيه أن الاستثمار في قطاعات السفر والضيافة والطيران سيمكن منطقة الشرق الأوسط من تنويع مواردها الاقتصادية عبر خطط للتوسع في أنشطة السياحة محليا وإقليميا وعالميا. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السياح المسافرين إلى الشرق الأوسط ليبلغ 136 مليون سائح بحلول عام 2020 مقارنة بـ 54 مليونا عام 2008. كما يرجح أن تكون السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية عاملا رئيسيا جديدا لجني العائدات حيث حققت المملكة عام 2009 ما يزيد على 7 مليارات دولار من زوار الأماكن الدينية، الذين يتوقع أن تزيد أعدادهم من 12 مليون زائر عام 2009 إلى 15 مليونا عام 2013، وسيسهم ظهور عدد من شركات الطيران الاقتصادي في دعم هذه الموجة.
وناقش التقرير الدور الذي يمكن للابتكار والتقنيات الجديدة أن تلعبه في دعم عملية النمو المستقبلي، كما تناول الاستثمارات الاستراتيجية التي توظفها شركات الطيران بالمنطقة في مجال التقنيات الجديدة للطائرات، فضلا عن الدور المحوري التي تلعبه البنية التحتية لتقنية المعلومات.
وقدم التقرير بعض التوصيات التي تركز على الحاجة إلى تحقيق التكامل والشفافية، بما في ذلك صياغة إطار تنظيمي مشترك في جميع أنحاء المنطقة يشمل أحكام التأشيرات، الهجرة، ومراقبة الحركة الجوية. ودعا التقرير إلى تحقيق قدر أكبر من الشفافية المالية، لاسيما من قبل شركات الطيران التي تحتاج إلى تأكيد استقلاليتها وعدم اعتمادها على المساعدات الحكومية. كما يستعرض التقرير المزايا التي تجنيها شركات النقل الكبرى في حال انضمامها إلى التحالفات العالمية، أو إبرامها اتفاقيات الرمز المشترك مع الشركات الشرق أوسطية.
وتعقيبا على التقرير قال نائب رئيس أماديوس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنطوان مدور: «تمتاز منطقة الشرق الأوسط عن غيرها من المناطق بأنها تشكل حلقة وصل تربط بين العديد من الوجهات العالمية الرئيسية برحلة جوية واحدة، وذلك بفضل ما يكرسه قادة الأعمال والسياسة من تفان وطموح وابتكار للوصول إلى هذه الغاية. وتواصل المنطقة عموما تركيزها على التخطيط الاستراتيجي والأنشطة الاستثمارية الطموحة، مع الحرص على تبني أحدث التقنيات، مما يؤهلها لتحقيق قفزة تنافسية كبيرة تضمن لها قيادة الموجة المقبلة من العولمة. وإن الهدف المتمثل في أن تكون منطقة الشرق الأوسط مركز السفر الأبرز عالميا بحلول عام 2025، أصبح اليوم بين أيدينا رغم وجود عقبات عديدة».
من جهتها، علقت الشريك الإداري في شركة «إنسايتس للاستشارات الإدارية» منى فرج: «من وجهة نظر عالمية، الركود الذي لحق بمشاريع تطوير مراكز السفر العالمية الحالية يبرز الحاجة إلى تطوير مراكز سفر جديدة، وتشكل منطقة الشرق الأوسط الخيار الأمثل نظرا للمزايا التي تتسم بها من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي، والنمو القوي في إجمالي الناتج المحلي، إلا أنها تحتاج إلى العمل بجد لجذب فئات جديدة من المسافرين من رجال الأعمال والسياح. وقد طرح التقرير في هذا الشأن عدة عوامل تحتاج للمعالجة كي يتمكن الشرق الأوسط من بلوغ هدفه ويصبح مركز السفر العالمي الأبرز».