ميدان «تقسيم» أجمل ميادين أسطنبول اذ توجد فيه جلسات جميلة وساحرة ولا يخلو من المارة وينتشر على جنباته المحلات والمقاهي ويمر في وسطه الترام الذي ينقل الناس بين طرفي الشارع.
ويعتبر ميدان «تقسيم» مركز المدينة اذ يسهل التنقل منه الى أي مكان فيها، كما ان به الكثير من الفنادق على مختلف أنواعها ويعج الميدان بالناس على مختلف توجهاتهم منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى الـ 12 ليلا كل يعيش حياته بحرية لكن مع احترام الآخر.
ويكتظ الميدان أيضا بالسائحين الذين يزورون اسطنبول حيث يجلس بعضهم على المقاهي الراقية اضافة الى طلبة الجامعات الخاصة من ذوي السيارات الفارهة وكذلك القيادات الأمنية التي تتمركز في الميدان لتأمين طريق ذهاب وعودة كبار المسؤولين من والى الفنادق التي تعقد فيها المؤتمرات الدولية وهناك أيضا النشطاء المعارضون الذين يحاولون التظاهر أو الاعتصام في الميدان.
يكاد ميدان «تقسيم» الذي يرجع تاريخه الى عام 1733 ويضم نصبا تذكاريا يسمى «الأثر التذكاري الجمهوري» يكون صورة مصغرة للمدينة التاريخية بكل ما فيها من تناقضات فهو يضم الكثير من المطاعم ذات الأسماء العالمية ومكاتب لشركات الطيران العربية والأجنبية.
ويقول رئيس بلدية «بيه أوغلو» أحمد مصباح دميرجان ان «ميدان تقسيم باسطنبول هو مقياس المدينة..مقياس حرارتها وايقاعها ونبضها وهو المجرى البشري الدافق لهذه المدينة العريقة فالمحلات المنتشرة على جانبيه تتيح للشخص فرصة اختيار هدايا للأصدقاء ولأفراد العائلة كما تمنحه فرصة اكتشاف المطبخ التركي».
وأضاف: «تقسيم» ميدان فسيح جدا تقام فيه أحيانا بعض الاستعراضات والألعاب كما يضم مجموعة من التماثيل البرونزية المزينة بالرخام وتحفل ساحته بأسراب الحمام»، مشيرا الى أن الميدان يعتبر معبرا رئيسيا لكل من يريد قطع اسطنبول من شرقها الى غربها أو من شمالها الى جنوبها ويوجد به عدد كبير من السفارات الأجنبية.
وينفتح على ميدان «تقسيم» شارع الاستقلال الذي يعتبر من أشهر شوارع اسطنبول والذي يزوره يوميا ما يقارب 3 ملايين شخص ويبلغ طوله 3 كيلومترات تقريبا ويحتوي على الكثير من المباني الأثرية ومحلات ملابس ومعارض كما يخترقه خط مترو قديم أقيم منذ العهد العثماني.
وعرف شارع الاستقلال باسم «الجادة الكبيرة» خلال الدولة العثمانية وقد تحول الى قبلة للأجانب والى مركز للمثقفين العثمانيين والمنفتحين على الثقافة الغربية ابان زمن الإصلاحات العثمانية أوائل القرن الـ 19.
وقال دميرجان «ان زيارة اسطنبول تفرض على الشخص أن يزور شارع الاستقلال بميدان «تقسيم» فهو شارع مزدحم جدا ويقصده الجميع من أتراك وسياح ذلك لأنه مكان رائع للتسوق من جهة وللمشي أيضا فقد زار اسطنبول هذا العام ما يقارب من مليون عربي ومن دون مبالغة لقد مر القسم الأكبر من هذا الشارع».
ميدان «تقسيم» الذي ينبض بالحياة ليلا ونهارا يفضله المواطنون المحليون والسياح الأجانب على حد سواء لذا يجد فيه المار كل ما يبحث عنه فعلى جانبيه الى شارع الاستقلال تنتشر المقاهي والمطاعم وكذا بائعو المعجنات الساخنة والمثلجات أما مقاهي الشاي التي تبيع الكعك وتسمى «سميط سراي» فهي المكان المفضل للجميع».
وعلى الرغم من ماضي ميدان تقسيم وشارع الاستقلال العثماني الا انهما تعبيران قويان عن اسطنبول اوروبية التوجه اذ يستطيع الزائر أن يرى مثلا في شارع الاستقلال المسجد الى جانب الكنيسة والمعبد فهذه المدينة لا تعرف التفريق بين الأديان فهي تجمع ماضي اسطنبول بحداثتها على نحو لا يفعله أي ميدان أو شارع آخر في حاضرة تركيا والأناضول.
ولكل تلك الأسباب مجتمعة فإن ميدان «تقسيم» وشارع الاستقلال من الأماكن التي يرتادها السائح باستمرار.