الزائر إلى مدينة هندية يشعر للوهلة الأولى بأنه في فرنسا حيث الأندية الفرنسية وأسماء الشوارع فرنسية وحتى المواطنون فرنسيون مدينة انها مدينة «بونديشيري».
ويعود ذلك إلى أنها كانت في السابق عاصمة للمستعمرات الفرنسية في الهند منذ القرن السابع عشر، ويطلق على بونديشيري «رفييرا الشرق»، إذ يحس الزائر بالروح الفرنسية في كل مناحي الحياة في هذه المدينة ذات الشوارع الأنيقة والشواطئ التي تعج بالحركة والنشاط باستمرار، فضلا عن متنزهاتها الجميلة وأبنيتها العامة ذات الطراز المعماري المتميز.
وتعتبر مدينة بونديشيري أثرا حيا للثقافة الفرنسية في الهند ومكانا مناسبا لقضاء عطلة مع الأسرة، وفي واقع الأمر ظلت نكهة بونديشيري الأوروبية الفريدة عامل جذب للزوار على الرغم من إعادتها للهند من المستعمر منذ ما يزيد على خمسة عقود، استعمرت بونديشيري على يد الفرنسيين عام 1674، باستثناء فترة وجيزة من سيطرة الهولنديين عليها خلال الفترة من 1693 حتى 1699، ثم البريطانيين عام 1761، إلا أن المدينة بقيت بعد ذلك تحت السيطرة الفرنسية حتى عام 1954 لتصبح جزءا من الاتحاد الهندي.
ولا تزال هناك بضع أسر فرنسية تعيش في بونديشيري، حيث الفرنسية لغة مهمة، ولا يزال المعهد الفرنسي لدراسات الهند والكلية الفرنسية لدراسات الشرق الأقصى شاهدا حيا على التراث الاستعماري الفرنسي للمدينة في السابق، طبقا لـ «الاتفاق الهندي الفرنسي» منح السكان خيار الاحتفاظ بالجنسية الفرنسية أو الهندية، وسمح للذين اختاروا الجنسية الفرنسية بالإقامة داخل أراضي اتحاد مدينة بونديشيري، وهناك حوالي 10000 مواطن فرنسي من أصول هندية يقيمون داخل الاتحاد يدلون بأصواتهم في انتخابات البرلمان الفرنسي وأقامت الحكومة الفرنسية مراكز اقتراع لهذا الغرض لمواطنيها داخل اتحاد بونديشيري.
كما ينخرط هؤلاء في صفوف الجيش الفرنسي ويعملون في المرافق الحكومية في فرنسا ويزورون أقرباءهم هناك.
ويمكن زيارة أوروفيل في رحلة بالدراجات المستأجرة، وتقع اوروفيل، التي تعتبر مدينة عالمية يعيش فيها أناس من مختلف الجنسيات والأديان والمعتقدات في سلام وانسجام، على بعد عشرة كيلومترات إلى الشمال من بونديشيري.
وهذه المدينة مقسمة إلى عدة مناطق، مثل منطقة السلام ومنطقة الصناعة والمنطقة الخضراء، ومن ضمن المواقع السياحية في المدينة منطقة الحدائق والكلوسيوم والبحيرة، وكانت منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة قد أجازت بالإجماع عام 1966 قرارا اعتبر أوروفيل مشروعا ذا أهمية بالنسبة لمستقبل البشرية، وتعتبر أوروفيل اليوم نموذجا لوحدة البشرية والتعايش والتسامح، حيث يعيش أناس من 35 دولة من مختلف الأعمار، من الرضع حتى ما بعد الثمانين، وينتمي هؤلاء إلى مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافات ويمثلون البشرية جمعاء، يشهد تعداد سكان المدينة تزايدا مستمرا، إلا أن عدد سكانها في الوقت الراهن يقدر بحوالي 1700 نسمة ثلثهم من الهنود.