- بينما انخفض حجم التدفق السياحي العام إلى مصر بين يناير ومارس 2011 بنسبة 45.3% بالمقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية لم تنخفض أعداد السائحين العرب إلى مصر إلا بنسبة 19% فقط خلال نفس الفترة
- عبدالنور: السياحة العربية البينية هي الجسر القوي للتقارب بين الإخوة العرب لمد أواصر التفاهم والتعاون بين الدول وحكوماتها
القاهرة: أسامة ابو السعود
هنا القاهرة.. هنا عاصمة المآذن والقباب.. هنا قاهرة المعز وقلعة صلاح الدين والأزهر والحسين والسيدة زينب وشبرا والدقي والمهندسين.. هنا القاهرة الكبرى بكل رحابها وتاريخها الضارب في التاريخ.. هنا الأهرام وأبو الهول والنيل.. هنا شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية والأقصر وأسوان.. هنا بساطة شعب ورحابة الأهل.. هنا شباب صنعوا ثورة سيتحدث عنها التاريخ طويلا طويلا.. وسيذكرها العالم في أمجاده. إنها مصر التي في خاطري وفي دمي.. قبلة العرب وقلب العروبة النابض.. مصر التي عشقها كل من قدم إليها وشرب من نيلها.. هنا حيث تهفو النفوس والقلوب إلى زيارة كل معالمها ولو لمرة واحدة في العمر. زيارتي لأم الدنيا وأرض الكنانة هذه المرة كانت بدعوة من المركز العربي للإعلام السياحي لنتجول في رحاب المحروسة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لنرى بأنفسنا كيف عادت مصر كما كانت على مدى تاريخها واحة الأمن والأمان والاستقرار.
قبل أشهر قلائل كنت هنا في ميدان التحرير لأشهد أعظم ثورة في التاريخ.. هتفنا بأعلى حناجرنا.. يسقط النظام الفاسد، والآن عدت الى المحروسة وكنانة الله في أرضه لأرصد المشهد في ارض يتمنى الجميع لها الامن والامان والازدهار بعد ان عاد الامن عاد بقوة وانتهى عصر البلطجية.
من قاهرة المعز وعلى نيلها الرائع الى ميدان الحسين الى شرم الشيخ أو كما يطلق عليها البعض ـ عاصمة مبارك وامبراطورية حسين سالم وامام مستشفى المدينة حيث يقيم الرئيس المخلوع وحرمه «المصون» كانت رحلة «الأنباء» في ارض المحروسة بدعوة من المركز العربي للاعلام السياحي الذي بدأ اعمال ملتقاه برسالة وفاء للكويت وشعبها حيث كان التأبين لرجل اعطى الكثير من ماله وجهده لبناء بلده الثاني مصر لأنه كان مؤمنا بأن «مال العرب للعرب» انه الراحل الكبير ناصر الخرافي ـ يرحمه الله.
وألقى وزير السياحة المصري منير فخري عبدالنور كلمة خلال افتتاح الملتقى بفندق رمسيس هيلتون على ضفاف النيل ابَّن خلالها فقيد الكويت الكبير الراحل ناصر الخرافي وتابع قائلا «أهلا بكم في وطنكم الثاني مصر.. انه لمن دواعي سروري أن أكون مع هذا الجمع المتميز من الإعلاميين السياحيين العرب في الدورة الثالثة للملتقى العربي للاعلام السياحي الذي يعقد تحت شعار «لنتخطى الحدود» وهو شعار يحمل معاني كثيرة ويطرح سبلا عديدة لتحقيق تنمية سياحية شاملة.
وتابع وزير السياحة قائلا «فهذا الشعار دعوة للخروج من الاطر التقليدية للعمل وهو أيضا نداء كي نخرج من حدودنا الوطنية الضيقة لنتعامل ونتكاتف ونساند بعضنا البعض في ظل حدة الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع السياحة، واكد ان هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة بأسرها أثرت بشكل مباشر على كافة نواحي الحياة وكل القطاعات الانتاجية والخدمية ولاسيما قطاع السياحة».
واردف قائلا «لنتخطى الحدود ولنجعل من حلمنا بالاتحاد والتكاتف واقعا ملموسا لتتمكن كل الدول العربية من تخطى هذه المصاعب. فالسياحة العربية البينية هي سبيلنا الأوضح لإخراج قطاع السياحة من الازمة التي يمر بها، بل هي الجسر القوي للتقارب بين الاخوة العرب والشعوب العربية ولمد أواصر التفاهم والتعاون بين الدول العربية وحكوماتها».
واضاف «ولذلك، ومن هذا المنبر ألقي على الاعلام السياحي العربي ونخبه الماثلة أمامي اليوم مسؤولية دعم هذا الجسر وتشجيع انتقال السائح العربي الى المقاصد السياحية العربية والنهوض بالسياحة البينية العربية».
وتابع عبدالنور «واسمحوا لي أن أشارككم رقمين لتقدروا أن السياحة العربية البينية أقل تأثرا بالأحداث ويمكن الاهتمام بها وتنميتها وأن تعوض جزءا من الخسارة التي تصيب القطاع في مجمله».
وأردف «فبينما انخفض حجم التدفق السياحي العام الى مصر بين يناير ومارس 2011 بنسبة 45.3% بالمقارنة بنفس الفترة السنة الماضية، لم تنخفض أعداد السائحين العرب الوافدين الى مصر إلا بنسبة 19% فقط خلال نفس الفترة».
وتابع قائلا «لذلك نحن هنا في مصر نعير السياحة العربية البينية اهتماما كبيرا وهو ما تعكسه الجهود الدءوبة في تواصل دائم مع أشقائنا في مختلف الدول العربية عن طريق إيفاد قوافل سياحية إلى معظم الدول العربية واستقبال وفود من هذه الدول لاطلاعهم على آخر مستجدات وتطورات السياحة، علاوة على تكثيف الحملات التنشيطية والإعلانية الموجهة إلى السائح العربي.
وتابع عبدالنور قائلا «واستطيع أن أذكر لكم اليوم أن السياحة في مصر في طريقها إلى أن تتعافى وتشير أرقام شهر ابريل المنصرم إلى أن نسبة الانخفاض بالمقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي تقل كثيرا. وقد شهدت فنادق شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان ارتفاعا ملموسا في نسب إشغالها وأتوقع أن يستمر هذا الاتجاه خلال الأشهر القادمة».
وتابع وزير السياحة مرحبا بالحضور الحاشد «نستقبلكم ونرحب بكم اليوم في وطنكم الثاني مصر لتشاهدوا بأنفسكم وتنقلوا انطباعاتكم وشهاداتكم وتجاربكم الى قرائكم ومشاهديكم وانني على ثقة بأن لشهادتكم تأثيرا عظيما ومساهمة كبيرة في عودة حركة السياحة الى مصر الى معدلاتها الطبيعية».
وعقب حفل الافتتاح كانت هناك العديد من الجولات للمشاركين في الملتقى العربي للاعلام السياحي حيث تجول الكثير منهم في ربوع وشوارع القاهرة وكان اهمها الحسين وخان الخليلي وبالطبع احتساء اشهى وأجمل المشروبات في مقهى الفيشاوي التاريخي والاستمتاع بالموسيقى الشرقية والطرب الاصيل من فناني مصر وعشاق الحسين ورواد مقهى الفيشاوي الشهير.