-
المكان الأمثل لعشاق الرياضات الفردية من «هايكنغ» ومشي وتجديف وركوب الدراجات الهوائية
-
زاكوباني جوهرة السياحة الپولندية..
-
پولندا.. موطن التميز على خارطة السياحة العالمية
محمد ناصر
پولندا وجهة سياحية بامتياز، فهي تضم كل ما يتمناه السائح ويرغب فيه. پولندا مقصد مثالي للباحثين عن التميز خصوصا في الصيف لأولئك الذين يعشقون الطبيعة الخلابة ويحبون الأجواء الساحرة والمقاهي والمطاعم والحفلات والسهرات ويهوون ممارسة الرياضات الشبابية من «هايكنغ» ومشي وتجديف وتخييم وتزلج ورياضة الدراجات الهوائية.
پولندا بالفعل -وبفضل هذه المقومات - أضحت وجهة للسياح من مختلف أصقاع العالم للتمتع بممارسة رياضاتهم وسط طبيعة خلابة.
اما الراغب في سياحة عائلية فپولندا تقدم له كل ما يبحث عنه من طبيعة ساحرة ورحلات نهرية وبحرية ومطاعم وتسوق والعديد من المميزات التي ستكتشفها بنفسك لدى زيارة ذلك البلد المميز الذي يحتل موقعا رياديا على خارطة السياحة العالمية. 7 أيام قضاها الوفد الإعلامي الكويتي بدعوة كريمة من السفارة الپولندية للاطلاع على الامكانات والمميزات السياحية التي تتمتع بها پولندا.. فكانت هذه تفاصيل تلك الرحلة:
زاكوباني.. جوهرة السياحة الپولندية ودرة تاجها.. وإحدى أهم الوجهات السياحية لدى الأوروبيين، مدينة ملتصقة ومستريحة عند منحدرات الجبال وعلى ضفاف الأنهار في مشاهد ربانية وطبيعة ساحرة، فعشاق سحر الطبيعة سيجدون ضالتهم هنا.. وعشاق المدن وصخبها ولياليها وسهراتها كذلك سيكونون على موعد مع الاستمتاع بتلك الأجواء، أما عشاق التسوق فپولندا عموما وجهة ممتازة لأرقى الماركات العالمية والپولندية بأسعار ستفاجئك لدى مقارنتها بالدول الأوروبية الأخرى.
الوصف
«من أجمل الأماكن التي زرتها.. لم أر مثل هذه الطبيعة الخلابة مسبقا، انها المرة العاشرة التي أزور فيها زاكوباني».. هي مقتطفات من آراء عدد من السياح الذين التقيناهم أثناء جولتنا السياحية كان خلالهم القاسم المشترك عشق هذا المكان وإدمان زيارته لما حباه الله من جمال طبيعي طيلة العام، صيفا باللون الأخضر الذي يكسو الجبال والمياه المنهمرة التي يصلك رذاذها وتسمع صوت جداولها وتدفق أنهارها. وربيعا بزهورها الملونة المتنوعة التي تشكل لوحات طبيعية آسرة، وشتاء بالثلوج البيضاء التي تغمر الجبال.
بدورهم ايضا عبر عدد من السياح الخليجيين الذين التقيناهم عن سعادتهم باكتشاف وجهة جديدة مختلفة عن الأماكن التي اعتادوا زيارتها، ناصحين معارفهم وأصدقاءهم بما أسموه «رحلة الأحلام» ليستفيدوا من مزايا عديدة تتوافر في «زاكوباني» ولا تتوافر في غيرها من المدن والمناطق الأوروبية الأخرى لعل أبرزها ان ما تنفقه في اي مدينة أوروبية اخرى في يوم تنفقه هنا في اسبوع نظرا للأسعار الممتازة للخدمات والمرافق دون التنازل عن الجودة والفخامة.
هي نصيحة يوجهها إليك كل سائح زار تلك المدينة لتعيش تجربته، ولن تستطيع بعد زيارتها إلا ان ترشحها لأصدقائك لزيارتها لرؤية شمس الصيف وهي تعكس رونقها وشعاعها على الثلوج البيضاء التي تزين قمم الجبال الشاهقة التي تحيط بمدينة زاكوباني.
السياحة الشبابية
تستقطب پولندا تقريبا أكثر من 70 مليون سائح سنويا معظمهم من فئة الشباب والتي تبحث عن المميزات التي تتمتع بها پولندا عن غيرها. فيتوجه قسم منهم الى أبرز مدن پولندا السياحية «كراكوف» للاستمتاع بالحياة الليلية في تلك المدينة التي لا تنام والتي تشتهر بمقاهيها ومطاعمها المنتشرة على جنبات ساحة المدينة والتي تعتبر أكبر ساحة في أوروبا كلها.
عشاق الرياضات
القسم الآخر، وجهته الأساسية والرئيسية مدينة «زاكوباني» والمناطق المحيطة بها، تلك المدينة التي تعرف بمدينة الشباب والتي أصبحت خلال وقت قصير المقصد الرئيسي لكل عشاق الرياضات الفردية لما تضمه من خصائص طبيعية بوأتها لتحتل مكانا بارزا على خارطة المدن السياحية الأوروبية المختصة بممارسة الرياضات الفردية.
ولمحبي رياضة الهرولة و«الهايكنغ» أو المشي الرياضي الطويل، فبالتأكيد سيجد السائح متعته هنا مازجا ممارسة هوايته بمشاهدة البحيرات والأنهار والينابيع المتدفقة من حوله، وحيوانات «الظباء» الوادعة والتي سيراها في السهول وأعالي جبال تاترا التي تلف المكان متوسطة الغيوم لتجد نفسك في بعض الأحيان فوق بحر من الضباب المدهش للنظر لحظة معانقته الجبال.
التلفريك
تشكل جبال تاترا عامل جذب أساسيا لهواة السير على طرق مخصصة للرياضيين الراغبين برؤيتهم المناظر الجميلة من ارتفاع شاهق لتشاهد من خلاله قمة ريسي بطول 2499 مترا وتعتبر أعلى قمة في پولندا وتقع على الحدود الپولندية ـ السلوفاكية.
ولصعود تلك الجبال عليك ركوب «التلفريك» والذي يشكل نقطة الانطلاق للوصول لأعلى القمم في رحلة تمتد لمسافة 7 كيلومترات تشاهد خلالها الجبال والسهول والوديان والبحيرات الزرقاء والثلوج البيضاء، على علو حوالي 1957 مترا فوق سطح البحر، لتصل في النهاية الى قمم تاترا التي تزداد جمالا أخاذا كلما أشرقت الشمس وسطعت ما يمكن السائح من رؤية ممتازة تسلب الأبصار وتمنح الجسد حيوية جديدة بفعل الهواء النقي والصحي الذي تتنشقه في أعلى الجبال التي لم يصلها التلوث بأي طريقة خاصة عندما تعلم انها جبال محمية بفعل القانون.
إطلالات الفنادق
كما تتواجد فنادق تمنحك رؤية بانورامية لاستكشاف الطبيعة من عدة زوايا، وتستطيع اختيار ما يناسبك من إطلالات الفنادق، اذ تمنحك بعضها إطلالات من الشرفات على مراكز التزلج المزدانة باللون الأبيض، وفنادق أخرى تطل على الحقول والسهول الخضراء والمراعي والأغنام، وأخرى تطل على الجبال المكسوة باللون الأخضر الذي عادة ما يجذب العائلة الخليجية.
كما يتواجد في جبال تاترا العديد من الكهوف الطبيعية، والمنطقة عبارة عن محمية طبيعية كبيرة بها معظم أنواع الحيوانات من دببة وغزلان، وأرانب برية، وأشهر طيور پولندا «اللقلق» والذي يستوطن پولندا صيفا ويهاجرها شتاء الى البلدان الأكثر دفئا وخاصة الجزائر ليعود في الصيف القادم الى نفس «العش» الذي بناه سابقا رغم قطعه آلاف الكيلومترات سنويا في ظاهرة تحير الجميع.
الدراجات الهوائية
أما محبو قيادة الدراجات الهوائية فزاكوباني والقرى المحيطة بها مكاندص أقل ما يقال عنه أنه «خيالي» لهواة تلك الرياضة ولمحترفيها، إذ يتم تنظيم سباقات سنوية عالمية في پولندا لما وجده الرياضيون المحترفون من مميزات جعلتها وجهتهم الرئيسية.
فالطرق التي يرتادها سائقو الدراجات الهوائية كما نرى في الصور تبرز جمالية تلك المناطق، والهواء النقي والنسمات اللطيفة الباردة، تجعل من ركوب الدراجات الهوائية هناك متعة تستحق التجربة.
مهرجان الرقص
ويلعب الموقع الجغرافي أهمية كبيرة لصالح زاكوباني اذ تعتبر المدينة الپولندية الوحيدة التي تقع على قمم الجبال المتميزة بنفس خصائص ومواصفات جبال الألب السياحية، خاصة ان غيرها من المناطق الپولندية لا ترتفع بها الجبال لتلك الدرجة العالية.
ورغم ان عدد سكان زاكوباني لا يتجاوز الـ 27 ألف نسمة إلا انها تستقبل حوالي 3 ملايين سائح سنويا للاستمتاع بمختلف الأنشطة التي تستقبلها المدينة بالإضافة للرياضات، اذ تحتضن المدينة سنويا المهرجان الجبلي الأوروبي للموسيقى الفولكلورية في شهر أغسطس والذي تشارك فيه مختلف فرق المناطق الجبلية في أوروبا للتنافس بينهم مع إجراء مسابقات عديدة يتم فيها اختيار أفضل الفرق الراقصة لتخرج بعدها كل الفرق المتنافسة الى الشارع الرئيسي في المدينة للقيام بعروض مباشرة مستمرة تمتد من بداية الشارع الى نهايته في عرض راقص تنفرد به تلك المدينة عن كل المدن الأوروبية الأخرى.
الجميل ايضا في زاكوباني هو الطقس الخيالي للسائح الخليجي خلال الأشهر من ابريل الى بدايات سبتمبر اذ تشعر بالنسمات اللطيفة والهواء المنعش كما تصادفك احيانا الغيوم التي تجلب امطارا خفيفة تضفي جمالية اخرى على المنطقة، بالإضافة للشمس الساطعة في معظم الأحيان والتي لا تسلب هواء المدينة اللطيف، وقد يصادفك في بعض الأحيان خاصة مع بدايات شهر ابريل في المناطق الجبلية المرتفعة ان تثلج ليلا لتفاجأ نهارا بالطقس المشمس الدافئ.
مدينة الصيف والشتاء
وما تنفرد به «زاكوباني» انها ايضا مدينة «سياحة الصيف والشتاء» اذ تعتبر مركز الرياضات الشتوية في پولندا وسبق ان تقدمت بملفها لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية العالمية، وتشتهر بمراكز التزلج التي تراعي أعلى المعايير والمواصفات العالمية، وقد بدأت اول رحلة تزلج بها عام 1908 ما جعلها تمتلك خبرات كبيرة في هذا المجال.
البيوت الخشبية
أيضا يتفاخر سكان زاكوباني بأن بيوتهم من الخشب الخالص الذي لا يدخل في عملية بنائه اي مسمار او قطعة حديدية، وطوال مسيرك في المدينة ستدهشك الهندسة الفنية الجميلة لعدد كبير من البيوت المترامية فوق سطوح من العشب الأخضر اللامتناهي والمتلاحقة فيما يبدو وكأنه نوع من المنافسة حول تصميم الأجمل للبيوت التي لا تراها في أي مكان آخر في أوروبا إطلاقا.
وبفضل تلك البيوت أصبحت المدينة مقصدا لتعلم تلك الحرفة وكيفية تركيبها من كل الريف الأوروبي، إذ يتم إجراء ثقوب في الخشب ثم إسقاطها داخل المكعبات الخشبية بطريقة فنية لافتة، كما تبرز سقوف المنازل كونها من القش الخالص المدعم الذي ينبت على أطراف البيوت، وهو ذو جذوع قوية مثل البامبو ولكن أخف قطرا ويقوم الفلاحون بقطفها ثم تجفيفها حتى لا تتلفها المياه ولا الثلوج، حيث يتم خصيصا بناء سقوف مثلثة كي لا يستقر الثلج عليها خلال فصل الشتاء.
ورغم تعرض «زاكوباني» التي تعني «المدينة المغطاة أو المدفونة» نسبة للثلوج، لدمار يفوق 80% خلال الحرب العالمية الثانية إلا أنها بدأت بعدما وضعت الحرب أوزارها بالتحول الى مدينة أساسية في پولندا رويدا رويدا لتصبح جوهرة پولندا السياحية.
السوق الرئيسي
أما سوق مدينة زاكوباني فالتجول في أروقته يمنحك شعورا مختلفا خاصة ان النهر يفصل بين المحلات على جانبي الطرق عبر جسر خشبي تعبره أثناء تجولك لاختيار ما يناسبك من ملابس، هدايا تذكارية، حلويات پولندية وغيرها من البضائع الكثيرة التي ستجدها بأسعار مناسبة جدا.
أما أشهر ما ستجده في أسواق زاكوباني فهو فراء وجلود الحيوانات التي يأتيها المتسوقون من كل أنحاء العالم خاصة من أوروبا واليابان لشراء «الفرو» المتوافر بكثرة وبموديلات عديدة لإرضاء جميع الأذواق الشرقية والغربية والعالمية، خاصة أن فكرة إنشاء المدينة بدأت من أجل تسويق تلك الجلود والفراء بعدما كان الفلاحون يصطادون الحيوانات ويسلخونها لبيع جلودها وفرائها.
سترى في هذا الشارع أيضا العديد من السياح ومنهم العرب الذين يرتادون مقاهي ومطاعم زاكوباني وبعضهم يحمل طبقا من الطعام ويعرضه أمام كاميرا هاتفه لالتقاط صورة الطعام وسط الطبيعة لنشرها عبر انستغرام، كما ستجد العديد من السياح يلتقطون الصور وسط السوق الذي يعلو النهر المتدفق.
بإمكانك أيضا السهر حتى الصباح في مطاعم ومقاهي المدينة التي يأتي معظمها بفرق موسيقية پولندية لعزف نغمات مباشرة يتفاعل معها الجميع خاصة السياح الذين يقيمون حلقات رقص متواصلة على تلك الأنغام الپولندية التقليدية.
المطبخ الجبلي
للمطبخ الجبلي الپولندي نكهة أخرى مختلفة، فعلى الزائر للمناطق الجبلية هنا ألا يفوت على نفسه تذوق أشهر الأطباق التقليدية وعلى رأسها جبن الماعز المشوي على الحطب والفحم والذي يقدم بطريقة احترافية، وكذلك تشتهر تلك المناطق بالأسماك النهرية المشوية والمقلية على الطريقة الپولندية، بالإضافة إلى المعجنات المحشوة بمختارات من الأجبان والألبان والأسماك، بل حتى الفواكه مثل الفراولة والتفاح وغيرها من الأطعمة والنكهات المتميزة.