- «زاكوباني» نقطة مركزية للانطلاق نحو مدن أوروبية عديدة في جولة ممتعة بالسفر في السيارة
پولندا - محمد ناصر
يُعرف عن الخليجيين عموما، والكويتيين خصوصا، هوايتهم في استئجار المزارع والجواخير وتربية الحيوانات، وتتم تمضية أيام الإجازات فيها لما يجده أفراد العائلة وخاصة الأطفال من تسلية ومتعة في إطعام تلك الحيوانات.
ما رأيك في القيام بمثل تلك التجربة ولكن وسط طبيعة مختلفة كليا، ففي پولندا تنشط «السياحة الزراعية» بشكل كبير في الريف الپولندي، إذ تستطيع استئجار أحد المنازل في وسط المزرعة لتقوم بمهام المزارع كاملة من قطاف الفواكه المتنوعة مثل الفراولة والخوخ والكرز وما الى هنالك، وتربية الحيوانات وحلب الأبقار وكل ذلك بإشراف مالك المزرعة في حال حاجتك للمساعدة.
مراع خضراء على مد النظر مطلة على سهول جبال تاترا الشاهقة، ولكل مزارع منزله الخاص ومنازل أخرى غاية في الأناقة معدة خصيصا للراغبين في استئجارها.
وتجد السياحة الزراعية في پولندا رواجا كبيرا، اذ تستطيع خلال إقامتك في المزرعة أيضا شراء الخراف التي تنتقيها لتقيم مأدبة شواء داخل المزرعة الخاصة أو في المطاعم المجهزة بمعدات «الباربكيو والشي».
تتواجد أيضا في الريف الپولندي بيوت عديدة وفلل خارج المزارع معدة للاستئجار أيضا، بالإضافة لإمكانية التملك إما للاستثمار أو للسكن الخاص، إذ غالبا ما يشغلها السائح في الصيف ليتم في الشتاء تسليمها لأحد الفنادق، ليتولى تشغيلها وإيجارها، يحصل على اثره المالك على الدخل الشهري المناسب.
ومن المعلوم أن اقتصاد پولندا صناعي زراعي وتساهم الصناعة بنصف الدخل القومي، أما الزراعة فيعمل بها حوالي 32% من سكان پولندا وتشغل نصف مساحة البلاد، ومسموح في پولندا بالملكية الفردية، ويملك المزارعون 87% من الأراضي الزراعية، وتنتج 84% من الإنتاج الزراعي، وأهم الحاصلات القمح والشعير، هذا الى جانب الشوفان، والشمندر السكري، والبطاطس والخضر، وتغطي الغابات ربع مساحة پولندا.
وتوجد أفضل المراعي في جنوب پولندا، وتشكل الثروة الحيوانية عنصرا مهما في اقتصادها، ومعظم ثروتها الحيوانية من الأبقار والخراف، كما تستخدم حوالي 60% من مساحة پولندا للزراعة، لذا أضحى القطاع الزراعي أهم أعمدة الاقتصاد، وهناك تطلعات حالية من قبل السوق الخليجي لاستثمار أراض زراعية ضخمة في پولندا وخاصة في مجال زراعة القمح.
جولة ممتعة
يتطلع السائح الخليجي عادة لاستغلال تواجده في دولة أوروبية لزيارة أكبر عدد ممكن من الدول الأخرى نتيجة لما تؤمنه له فيزا «الشنغن» من إمكانية دخول تلك الدول.
ريف زاكوباني يعتبر نقطة انطلاق مركزية للقيام برحلة تستأجرها من أحد الأماكن المخصصة لتبدأ الرحلة وتصل لسلوفاكيا خلال 10 دقائق فقط، أو من زاكوباني الى العاصمة التشيكية براغ خلال ساعتين قيادة، والى العاصمة النمساوية فيينا حوالي 4 ساعات ونصف، وكذلك الى المجر أيضا بنفس المسافة، وليكتشف السائح الخليجي بذلك تجربة جولة شرق أوروبية مميزة مختلفة في الأماكن التي اعتاد السائح زيارتها كل عام.
خلال السفر بالسيارة ستشهد طوال الرحلة نماذج متعددة من الريف الپولندي الذي يختلف من منطقة لمنطقة بدءا من الجبال العالية التي تظللها الغيوم، مرورا بالسهول المنبسطة والمتباهية بخضرتها وصولا الى مرورك ببعض المدن والحياة الصاخبة فيها.
المصحات العلاجية
بعد الانتهاء من الرحلة النهرية التي ذكرناها بالأمس يوصلك المركب في آخر محطاته الى مدينة شافنيتسا التي تشتهر بمصحاتها ومياهها العلاجية خاصة المياه الكبريتية التي تتخصص بعلاج الأمراض الجلدية والصدفية والالتهابات الجلدية وتساعد على علاج أمراض الروماتيزم، والتهاب المفاصل والعمود الفقري، بالاضافة لعلاج القشرة، وللمياه الكبريتية خصائص استخراج العناصر الكيميائية الثقيلة من أنسجة الجسم والقائها في المياه.
والمياه جميعها مستخرجة من باطن الأرض من مياه أسيدية، وصوديوم الكلورايد، والمياه الساخنة التي تحصل فور استخراجها لـ 80 درجة مئوية يتم تبريدها ليتمكن المريض من الغطس فيها والتمتع بمزاياها العلاجية خاصة لمرضى الروماتيزم.
أيضا العلاج بالطين والأتربة المستخرجة من باطن الأرض والفطريات متوافر بكثرة وذلك لاستخراج السموم من جلد المريض.
ثم توجهنا الى مدينة بودهالي التي تبعد 15 كيلومترا من شرق زاكوباني والمعروفة أيضا بمياهها المعدنية الحارة والتي يتم الحفر في باطن الأرض كما النفط لاستكشاف مواقع تلك المياه التي تشكل ثروة طبيعية لپولندا ومقصدا من دول العالم خاصة من المانيا في أوروبا بحثا عن الخصائص العلاجية العديدة والمتوافرة بأسعار ممتازة مع جودة عالية في الوقت ذاته.
وأما مدينة كرينيتسا فهي لؤلؤة المصحات الپولندية وتقع في قلب سلسلة جبلية وهي مدينة كبيرة مجهزة سياحيا بدرجات عالية الجودة مع وجود تلفريك وسط الجبال لنقل المرضى من مكان لآخر.
تشهد هذه المدينة سنويا في سبتمبر من كل عام إقامة مؤتمر سنوي وهو المنتدى الاقتصادي الپولندي ـ العربي حول إمكانيات التعاون المشترك في مجال السياحة العلاجية بين پولندا والعالم العربي ومن بينها دولة الكويت التي تشارك سنويا في هذا المنتدى.
تضم المدينة عددا كبيرا من المنتجعات الراقية التي تقدم خدماتها للمرضى في أجواء تتناسب وتراعي أيضا الخصوصية المطلوبة خليجيا، إذ توجد مبان خاصة وكل شقة لها مصعدها الخاص الذي يضعك مباشرة داخل المنزل، وهذا للراغبين في الفخامة. كما يتواجد في تلك المنتجعات العلاجية أيام عائلية خاصة للأسرة والأطفال ويتم الاعتناء بالأطفال في حال أراد الاهل الاستفادة من الخدمات العلاجية وترك أبنائهم.
وهناك منتجعات ضخمة منها «بلاك هوتيل» تحوي حوالي 10 فنادق متلاصقة لتلبية طلبات المرضى المتواجدين بكثافة وجميعها متصلة بممرات داخلية زجاجية لعدم تعريض المرضى في الشتاء للهواء البارد.
كما يتوافر في تلك المجمعات مراكز طبية متخصصة داخل المجمع لفحص المرضى قبل تحديد العلاج المناسب بالطين والسونا.
شكر وتقدير
|
|
|
|
السفير الپولندي غريغورز اولزاك |
د.مارتشين غرودزكي |
الرحالة هاني الموسوي |
نور حماده |
تحية خاصة وباقة شكر الى كل من ساهم في تقديم پولندا سياحيا واقتصاديا في الكويت ونخص بالذكر طاقم السفارة الپولندية والسفير غريغورز اولزاك والهيئات السياحية في پولندا، بالإضافة لشكر كبير للدكتور المحاضر في جامعة وارسو في اللغة العربية والدراسات الإسلامية د.مارتشين غرودزكي والذي رافق الوفد الإعلامي وساهم في إثراء هذه الحلقات بمعلومات قيمة حول السياحة في پولندا.
وتحية خاصة للوفد الإعلامي المرافق وهم الزميل هاني الموسوي صاحب الحساب الشهير على انستغرام والمهتم بأمور السفر والترحال واستكشاف جميع بلدان العالم وشيخة الراشد صاحبة حساب amtraveller@ على انستغرام والزميلة نور حماده.