- آن الأوان لمنع السياحة العلاجية واستجلاب الأطباء الاستشاريين في مستشفياتنا
زرت سلوفاكيا وعاصمتها برتسلافا غير انني مغرم ببشتني التي زرتها اكثر من 4 مرات وارتبطت بذاكرتي من يوم شاهدت مركز مدينتها وتمثالا أسود يتصدر مركز المدينة (رجل يكسر العكاز) لافتا للنظر ويعطي المريض والسائح انطباعا بانك «رشيق» مادمت داخل هذه المدينة الأوروبية التي اشتهرت بمصحاتها ومستشفياتها ومشافيها وظلت على مدى 74 عاما تحت جمهورية «تشيكوسلوفاكيا» وفي عام 1993 انفصلت عن التشيك عقب استفتاء شعبي حيث اختار السلوفاكيون ان يكونوا دولة مستقلة عقب تهاوي الشيوعية وتفكك منظومتها الاشتراكية.
حلوة بشتني وجميلة ورخيصة من حيث الأسعار مقارنة مع غيرها من الدول المحيطة بها مثل فيينا واوكرانيا والمجر وپولندا. واهلها يسمونها «بيستاني» ونحن نسميها «بشتني» بلهجتنا العامية.
احب الشعب الكويتي هذه الديار منذ عهد الاستقلال وزاروها أيام الشيوعية وبعضهم تزوج من هناك «بني الأصفر» وفتحوا مصالح تجارية ومطاعم وكافتيريات ومقاهي وربما اصبح بعضهم «مزدوجا» وحصل على الجنسية السلوفاكية.
الشعب الكويتي يذهب الى بشتني صيفا وهناك قلة تذهب شتاء ومن يقدم الى سلوفاكيا إما ان يكون مبعوثا من الصحة او الداخلية او الدفاع وهناك رحلات منتظمة في الصيف تبدأ في مايو وتتوقف في نهاية أكتوبر.
وهي تضم اليوم اكثر من ألف عربي يتواجدون على أرضها قادمين من العراق ولبنان وسورية وفلسطين ومصر وبعضهم تزوج واستقر واكثرهم يعملون مترجمين او في مهن أخرى، يهمني ان أوضح ان الشعب السلوفاكي متعصب لبلده، ودياناتهم 60% كاثوليك و40% بروتستانت.
thermia palace
طيلة السنوات الماضية كنت أناظر مبنى thermia palace وهذا العام سكنته وهو قصر تم بناؤه عام 1912 وله بناية جديدة رائعة جرى تجديدها في المحيط الخلاب للجزيرة الخضراء.
توجد به 111 غرفة مكيفة من بينها 15 وحدة سكنية، كما توجد غرف خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
من أجمل ما في القصر الفندق حمام ايرما المعدني الذي يقدم علاجات من نوع خاص بالمياه المعدنية ذات العلاج الخاص.
جميل الفندق حيث ان فيه حمامات سباحة عالية الجودة ومركزا للكمال الجسماني ومركزا للتجميل ومركزا للأعمال.
كنت في السابق أسكن esplanade الذي وكيله في الكويت شركة الصوان وهو فندق ضخم به اكثر من 450 غرفة و9 مطاعم ويمكن ان تمارس فيه الاستجمام النشيط المصحوب بكل ما ذكرت من علاجات اشتهرت بها بشتني.
طبيعة ولا أروع
تتمتع سلوفاكيا بجمال أوروبي له مذاقه الخاص بالنسبة للسياح والمرضى فالكل يلقى حاجته ولعل استغلالها لمواردها الطبيعية في صناعة الطب التلطيفي من (طين ليزر كهرباء مياه فوارة مياه كبريتية مساجات تمارين) وغيرها من انواع العلاجات جعل منها اليوم قبلة أولى للجمع بين العلاج والسياحة وخاصة اعادة التأهيل.
كسر العكاز شعار بشتني
صنعوا في بشتني تمثالا أسود يمثل مريضا كسر عكازه ويستعد لمواصلة الحياة وهذا دليل على تفوقهم الطبي.
ولعل نهر الفاه وما يقع حواليه من مصحات ومنتجعات جعل من بشتني واحدة من افضل المدن في تقديم العلاج الطبي لكل امراض الكسور والمفاصل والروماتيزم وغيرها من الأمراض المختلفة.
كلما فكرت في بشتني تذكرت المستشفيات والمصحات والمشافي المتخصصة التي يقصدها سياح العالم من اجل التداوي والتجديد والتمتع بشرب المياه المعدنية والاستحمام بها في درجة 67 درجة مئوية وهي مياه علاجية طبية.
200 عام من الرعاية الطبية
تعتبر منتجات ومستشفيات بشتني من أشهر المشافي العلاجية في أوروبا والتي تخدم المرضى في اوروبا الوسطى ويزورها كل عام اكثر من 40000 زائر في كل عام.
وكما ذكرت تشتهر بشتين او كما يسمونها «بيستاني» بالقدرة على الشفائية الفريدة من نوعها الناجمة عن استخدام الطين الكبريتي والمياه المعدنية والرعاية الصحية والاختصاصية، لذا فلا عجب ان رأيته رمز كل المصحات «كسر العكازة» الذي يرمز الى الاستشفاء.
60 طريقة للعلاج
تقدم منتجات بشتني اكثر من 60 طريقة من العلاجات لتجديد النشاط وخفض الوزن وتأهيل أصحاب الجلطات التي تحتاج الى تأهيل جسدي من خلال التمارين والعيادات المجهزة والطواقم البشرية المدرسية ومراكز التشخيص والعلاج النوعي في أحدث المستشفيات والفنادق.
جمال الطبيعة
في بشتني تجد السياح والمرضى جنبا الى جنب، كل ينشد بغيته وسط غابات من الاشجار والورود والمياه الجارية الزرقاء الباردة، هذا ما يجعل المكان عجيبا، فترى السياح والمرضى يختلطون وهم يسيرون بصحبة الممرضات او الاهل، ولعل ما يميز بشتني ان كل مصحاتها وفنادقها ومرافقها مربوطة بممرات توصلك «سنتر المدينة» مما يجعل السياح والمرضى يلتقون على امتداد هذه الطرقات الجميلة، فتتداخل الصور.
العلاجات الطبيعية
اشتهرت سلوفاكيا خصوصا بشتني بمعالجة آلام الروماتيزم والديسك وآلام الظهر والمفاصل والشلل النصفي والرعاش وابو الوجوه والسمنة المفرطة وتخسيس الوزن وآلام الركبة والخلع والخشونة، واستقبلت بشتني هذا الموسم آلاف الكويتيين، فتجد المتعالج واحدا ومعه عشرة مرافقين قادمين للعلاج على حساب الدولة، وهذا غير معمول به في العالم، اللهم نحن ولله الحمد والمنة، ومن يتابع التقارير الصحافية والواتسابات التي نشرت يعي معنى كلامي هذا للاثر السيئ الذي يخلفه مواطن واحد يريد العلاج ويرافقه اكثر من 9!
يومك في بشتني
في بشتني، يبدأ يومك قبل السابعة صباحا، تتناول فطورك ليبدأ جدول العلاج من مساج وتدليك وسباحة وتمارين وماء كبريتي وطين اسود حار وابر كربون وشمع وليزر.
نعم، يملكون فرقا طبية متخصصة تملك الخبرة في التدليك والمساج، وهم يخضعونك لنظام غذائي كفيل ان التزمت به ان يعيدك شابا في العشرين من عمرك ويعتمدون في ذلك على البقوليات والفاكهة والخضراوات.
من المناظر المؤذية جدا التي رفعت لي الضغط هي رؤية كثير من الاطفال والشباب الكويتي برفقة العمالة المنزلية المنقولة الى هناك يمارسون كل انواع المخالفات مثل النزول في النوافير وضرب الطيور وركوب الدراجات وقيادتها برعونة واستهتار، مما جعل كثيرا من السياح والمرضى يستنجدون بالشرطة، وهذه السنة اول مرة ارى ظهورا لرجال الامن في السنتر.
انني أوجه سؤالا الى وزارة الصحة المسؤولة عن العلاج في الخارج وما يرسل من وزارتي الداخلية والدفاع: لماذا عندنا المريض الكويتي يحتاج للعلاج في الخارج ياخذ كل الاسرة معه؟!
ولماذا في الصيف نرى هذه الصورة؟ أليس هناك علاج طيلة السنة؟ ومن المسؤول عن هذه التصرفات التي لا تحتمل؟
ارجو الله ان نعيد النظر في مثل هذه الامور لما تتركه من اثر سيئ عن الكويت، وكما يقولون «ولد بطني يعرف رطني»، يا الله كم انزعجت هذه السفرة من هذه التصرفات اللامسؤولة؟!
خصوصية بشتني
يفضل اهل الكويت والخليج العربي بشتني لأنها توفر لهم العلاجات الطبيعية بدل الادوية خصوصا المياه المعدنية والفوارة والكبريتية وكذلك الطين الاسود الحار، ولا ننسى هناك سبب رئيسي وهو قضية رخص الاسعار مقارنة مع غيرها من المصحات الاوروبية في براغ والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا، ولعل هذا ما يبرر وجود كم هائل من افواج الاوروبيين والآسيويين والافارقة في سلوفاكيا وهكذا تتميز بشتني بمنتجعات صحية ومشاف رائعة وطبيعة خضراء ساحرة.
علاجات متخصصة
نجحت بشتني يوم وفرت التحاليل المختبرية الشاملة حتى تخطيط القلب.
ونجحت بشتني يوم عالجت كل مريض حسب حاجته الى الطين والحمام الحراري والمياه المعدنية والحراري المستخدم لثاني اكسيد الكربون.
جميلة هي المعالجة بالتدليك المائي الفوار والتدليك الطبي لإعادة التأهيل بالماء الحار والبارد وتدليك الأنسجة والأقدام وعلاجات التشنج الفصلي والحركي.
ما أجمل العلاج بالكهرباء والعلاج المغناطيسي والعلاج بالموجات فوق الصوتية.
أعجبني استنشاق الأكسجين والعلاج بالضوء والوخز بالإبر الكربونية والليزر والحقن بالغاز الطبيعي.
بشتنيات
يحتل اهل الكويت بشتني منذ اوائل الصيف الى قبيل مرحلة تساقط الثلوج وتراهم في كل انحاء سلوفاكيا بدءا من العاصمة برتسلاف الى مركز مدينة بشتني، حيث الجسر المقام على نهر الفاه بمنظره الرائع، خصوصا وانت ترى افواج المصطافين من مرضى وسياح يطعمون الاوز الابيض والبط الداكن الصغير كل انواع الصمون والتوست والذرة والنفيش.
تحتل الكويتيات المصطافات او المتعالجات او المرافقة لمريض كل المقاهي والكافيهات ويجلسن من أعمار مختلفة ومعهن الاطفال وحولهن الشباب الذين يجوبون طرقات بشتني بالدراجات او يتجمعون على شكل جماعات وافراد حول النوافير ليمارسوا طقوسهم الكويتية غير المنضبطة مسببين فوضوية غير مقبولة ومسيئة لنا كدولة وشعب، وقد آلمني جدا وأنا ارى مجاميع كويتية تلعب كرة على البساط الأخضر وهذا غير مسموح به لوجود ملاعب مخصصة، كما ان طريقة التجمعات أمر طبيعي لكن غير الطبيعي علو الصوت والصراخ والضحك باستهتار ومناداة كل واحد باسمه وسط جموع سياحية ومرضية، والله ثم والله «حالة مرضية تسيء لنا ككويتيين» ان (الويل شير) كرسي المقعد، ليس للعب وممارسة «البتونة» والمرور بين الناس ولربما يصل الأمر الى اصابتهم اصابة مؤذية وقد يكون مقبولا او امرا طارئا في الطواف وليس ما بين افواج السياح والمرضى!
مقبول ان يركب الشباب الكويتي في قطار بشتني الذي يمر عبر طرقاتها ليعرفك على المدينة ولكن من العيب التكدس في آخر عربات القطار وجعل السائق يتوقف لأكثر من مرة ليمنع الصخب والتجمع في عربتين وحذف بقايا العصائر والساندويتشات!
لقد جاء فوج من 55 امرأة سعودية كن قمة في الأدب وتركن الأثر الطيب رغم ان الكثيرات منهن اميات وكبيرات في السن ولم اجد بينهن اي «طاووسيين أو الأنا المتفخمة» على عباد الله، كما رأيت من بعض افراد شعبي.
آن الأوان لمنع كل الممارسات الخاطئة من ذبح للدجاج والماعز والضأن في مثل هذه المصحات ومن يحب المزارع موجودة خارج المدن، اذهب هناك وافعل ما تريد بالاتفاق مع البائع.
الى الجهات المسؤولة عن ارسال المريض الكويتي نقول لها اعيدوا النظر في فتح هذا الملف ولعلنا جميعا شاهدنا في الواتساب كيف احتج الشعب السلوفاكي والتشيكي وغيره على تصرفات شبابنا غير المسؤولة.
مازلت افكر: عندي مريض لم يذهب معه عشرة؟!
لماذا لا نفكر في استدعاء الاطباء الاستشاريين لدولتنا ومستشفياتنا لنوفر للمواطن العلاج الذي يرغب فيه ولا يفرضه على الدولة؟
وشكرا من القلب لكل كويتي وكويتية ذهب هنا وهناك وهمه رفعة شأن بلده بين الشعوب.. قاتل الله «الواسطة»، هذا ما اقوله.
آخر الكلام
أتمنى صادقا ان أرى الشعب الكويتي في الخارج مستمتعا بإجازته الصيفية وسط ابتسامات مشرقة وترفيه وعلاج وأجواء خلابة ساحرة تترك في الشعوب أثرا لقدوم هذا السائح أو المريض الكويتي لا العكس تماما ان نجد شعوبا تخرج في مظاهرات تطالب بمنع تأشيرة بلادهم عنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اجازة سعيدة للجميع وعلاج موفق للسياح المرضى أصحاب 10 نجوم.