الكويتيون يعشقون السفر ويسعون لاكتشاف أماكن جديدة في مختلف أنحاء العالم، ولذلك تنتظر الأسرة الكويتية موسم الصيف بفارغ الصبر لقضاء عطلات مميزة خارج البلاد، كل أسرة على حسب ذوقها الخاص واهتماماتها والغرض الرئيسي الذي تخطط للرحلة من أجله، فهناك من يسافر هربا من حرارة صيف الكويت، وهناك من يعشق الأماكن الطبيعية، وآخرون يجدون متعتهم في الرحلات الخلوية وممارسة الرياضات البحرية، وهناك من ينشد الرحلات الثقافية والمعرفية في دول لها تاريخ عريض وثقافات عريقة وممتدة، إلا أن ما يجمع الكويتيين هو أنهم انتقائيون فيما يتعلق باختيار وجهاتهم السياحية ويتحلون بروح المغامرة لاستكشاف أماكن جديدة والتعايش مع ثقافات مختلفة.
مع انتهاء شهر رمضان المبارك وبداية موسم السياحة والسفر نجد أن الجميع يتأهب لاختيار وجهة سفره المفضلة أو تجربته لاكتشاف مكان جديد.
«الأنباء» التقت عددا من سفراء الدول المعتمدين لدى الكويت والذين تعتبر بلدانهم من الوجهات السياحية المحببة للكويتيين، وذلك ليرشحوا عددا من الأماكن السياحية للراغبين في قضاء عطلة الصيف مشفوعاً بوصف دقيق لأماكن المتعة والترفيه التي تناسب الأسرة الكويتية، فإلى التفاصيل:
حاورهم: أسامة دياب
سيلفرمان: باسيفيك نورثويست و بورتلاند و سانت فيه وديترويت تحفل بالجديد والمدهش
قال السفير الأميركي لدى البلاد لورانس سيلفرمان أن الأعوام الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في أعداد الكويتيين الذين يزورون الولايات المتحدة الأميركية سنويا، لافتا إلى أن عام 2016 شهد رقما قياسيا حيث زار الكويتيون أميركا أكثر من 87 ألف مرة، معربا عن فخره واعتزازه بالعلاقات الأميركية - الكويتية.
وأشار إلى التنوع الثقافي والحضاري لبلاده والذي يجعل منها وجهة سياحية مفضلة، داعيا الكويتيين إلى اكتشاف وجهات سياحية أميركية جديدة بخلاف تلك التي زاروها من قبل مثل نيويورك ولوس انجيليس وشيكاغو وبوسطن والأخدود العظيم Grand Canyon أو أورلاندو، موضحا أن الكويتيين لديهم حس المغامرة والرغبة في الاستكشاف، لافتا إلى أن بعض الدارسين في الولايات المتحدة ربما زاروا أماكن لم يزورها هو شخصيا.
واقترح سيلفرمان على المواطنين الكويتيين عددا من الوجهات السياحية لزيارتها مثل باسيفيك نورثويست ومدينة بورتلاند ومدينة سانت فيه في نيومكسيكو والغنية بثقافتها، بالإضافة إلى المدن المشهورة بالموسيقى مثل ديترويت ونيواورليانز وناشفيل أو أوستن وكذلك ممفيس وتينيسي موطن البلوز والروك أند رول.
ماثيو لودج: أي رحلة سياحية إلى بريطانيا لن تكتمل إلا بزيارة أدنبرة بتنوعها الثقافي وتاريخها العريق
أكد السفير البريطاني لدى البلاد ماثيو لودج أن بريطانيا وجهة سياحية محببة للكويتيين من خلال العلاقات التاريخية والمميزة التي تجمع البلدين الصديقين في مختلف المجالات، معربا عن سعادته بتزايد أعداد الكويتيين الذين يزورون بلاده سنويا، مقترحا ثلاث وجهات سياحية انجليزية ليزورها الكويتيون هذا العام وهي ادنبره، لندن ومانشيستر.
ولفت لودج الى أن أي رحلة سياحية إلى بريطانيا لن تكتمل إلا بزيارة ادنبره كمدينة حيوية معروفة بتنوعها الثقافي وتاريخها العريق ومناظرها الطبيعية الخلابة وفنها المعماري المميز، مشيرا إلى عدد من الأماكن التي يجب أن يزورها السائح في ادنبره مثل قلعة ادنبره، سوق المزارعين ومتحف اسكتلاند الوطني.
وأشار إلى أن لندن هي موطن الملكة والمدينة الأكثر زيارة من قبل السائحين بتاريخها العريض وثقافتها الفريدة وحدائقها البديعة وأماكنها المفتوحة، موضحا أن لندن بها أكثر من 230 مسرحا متخصصا، بالإضافة إلى معالم مهمة لابد من زيارتها مثل London Eye، قصر باكينغهام وحديقة الحيوان والمتحف الانجليزي، لافتا إلى أن مدينة مانشستر تشتهر بأماكن التسوق والرياضة والموسيقى والفنون، فضلا عن كونها موطن 2 من أشهر النوادي في العالم مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي.
كريستيان نخلة: «ديفون لي با» مدينة ساحرة تملك قلوب العرب والخليجيين
أوضح السفير الفرنسي كريستيان نخلة أن السفارة لا تألوا جهدا لتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، وتقدم تسهيلات كبيرة للمواطنين الكويتيين الراغبين في السفر إلى فرنسا، لافتا إلى أن القسم القنصلي في السفارة أصدر 50 ألف فيزا هذا العام، موضحا أن المواطنين الكويتيين يحصلون على التأشيرة في غضون 48 ساعة كحد أقصى وفي أغلب الأحيان في خلال 24 ساعة، مشيرا إلى تميز بلاده كوجهة سياحية عالمية يزورها أكثر من 84 مليون سائح سنويا، في حين لا يتجاوز عدد سكانها الـ 65 مليون نسمة.
واقترح نخلة عددا من الوجهات السياحية الفرنسية الفريدة على السائح الكويتي مثل مدينة ديفون لي با الساحرة على الحدود الفرنسية - السويسرية، لافتا إلى أن هذه المدينة الصغيرة التي تقع في قلب الريف الفرنسي لها مكانة كبيرة في نفوس كل من زارها ولها عشاق كثيرون من العرب والخليجيين ويمتلكون بيوتا صيفية هناك، فهي مدينة تجمع ما بين التاريخ العريق وسحر الطبيعة، موضحا أن مدينة بيارتز من المدن الساحلية الرائعة والتي تحظى بشعبية كبيرة من قبل السياح وهي مناسبة جدا لقضاء عطل صيفية جميلة ورائعة، نظرا لاحتوائها على العديد من الشواطئ الممتازة والمنتجعات الرائعة وملاعب الغولف، بالإضافة لاحتوائها على معالم سياحية جميلة مثل المتاحف البحرية والكنائس والكاتدرائيات القوطية والقصور الجميلة.
بيرغنير: جزيرة زيلت «ملكة بحر الشمال» وجانب آخر من الريف الألماني الغني بثقافة الشاطئ الهادئة
لفت السفير الألماني لدى البلاد كارلفريد بيرغنير أن بلاده واحدة من الوجهات السياحية المحببة للسائحين من مختلف دول العالم نظرا لإمكاناتها السياحية المتنوعة والخلابة، فهي دولة المدن العملاقة مثل برلين وهامبورغ وميونيخ وفرانكفورت وبلاد الريف الواسع الممتد، مشيرا إلى أن ألمانيا تحتوي على 41 موقع من مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو.
وأوضح بيرغنير أن جزيرة زيلت الواقعة على شاطئ بحر الشمال واحدة من أهم الوجهات المفضلة له شخصيا وغير معروفة للكويتيين، مشيرا إلى أن الجزيرة تعتبر جانبا آخر من الريف المتأثر بموسيقى «لايد باك» الدنماركية والتي تشوبها ثقافة الشاطئ الهادئة والتقاليد ذات الطراز العتيق التي لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر في ألمانيا، لافتا إلى أنها تقع في أقصى جنوب الحدود الدنماركية وتمتد على مساحة تتجاوز 30 كم من الشمال حتى الجنوب.
وهي الوجهة الرئيسة لغالبية السائحين من جميع أنحاء العالم.
ويعتبر مطلع شهر مايو هو بداية أفضل أوقات زيارتها حيث تبدأ درجة الحرارة في الميل نحو الاعتدال الدافئ.
ورشح بيرغنير سلاسل الجبال المتعددة في ألمانيا كوجهة سياحية لا بديل عنها للراغبين في التمتع بريف نقي وممارسة الرياضة في غابة ذات نسيم عليل.
جوسيبي سكونياميليو: زوروا روما وميلانو وفلورنسا والبندقية ونابولي وجزيرة كابري تستمتعوا بإجازة رائعة
أعتبر السفير الإيطالي لدى البلاد جوسيبي سكونياميليو أن بلاده هي مهد الحضارة الغربية، وفيها تشكلت الإمبراطورية الرومانية العريقة، فضلا عن كونها همزة وصل بين أوروبا وبين المغرب الغربي وشمال أفريقيا، لافتا إلى أن السياحة فيها تاريخية وثقافية من الدرجة الأولى، حيث تعد إيطاليا موطن لأكبر عدد من مواقع التراث العالمي لليونسكو يبلغ عددها 48 موقعا.
واقترح سكونياميليو عدد المدن السياحية الإيطالية على السائح الكويتي لزيارتها هذا العام مثل روما، ميلانو، فلورنسا، البندقية، نابولي وجزيرة كابري، مشيرا إلى أن روما من أغنى وأكبر مدن العالم من الناحية الفنية والتاريخية والدينية وما تزال روما المعاصرة تحوي الكثير من الآثار والنصب التذكارية القديمة، بما في ذلك كنيسة القديس بطرس وكنيسة سانتا ماريا ماجورا وبازيليكا يوحنا المقدس وغيرها، مشيرا إلى وجود أشهر وأكبر المعالم السياحية في روما وإيطاليا كلها هو Colosseum، ويليه النصب التذكاري للملك Vittorio Emanuele II. وبين سكونياميليو أن ميلانو تعتبر مركز إيطاليا الاقتصادي، حيث تزيد أهميتها في هذا المضمار عن العاصمة روما، كما أنها عاصمة الموضة والأزياء على مستوى العالم ويوجد بها أشهر دار أوبرا في العالم وهي «لا سكالا»، وقلعة بيت سفورتسي.
ميهالي باير: بودابست تجمع بين سحر وعراقة الماضي واستشراف آفاق المستقبل فاكتشفوا إبداعها
أكد السفير الهنغاري لدى البلاد ميهالي باير أن بودابست عاصمة هنغاريا مدينة أوروبية عالمية ذات طراز فريد.. تجمع بين سحر وعراقة الماضي واستشراف آفاق المستقبل، بودابست مدينة التاريخ حيث لكل شبر قصة ولكل حجر حكاية، فالمدينة التي تقع بين ضفتي نهر الدانوب تتمتع بمناظر بانورامية خلابة، لافتا إلى أن نهر الدانوب يعتبر نبض المدينة وسر جمالها فهي بحق باريس أوروبا الشرقية.
وأشار باير إلى أن بودابست وجهة سياحية جذابة بوجود مواقع التراث العالمي لليونسكو فيها مثل ميدان «الأبطال» المهيب، قلعة بودا الرائعة، وأجزاء المدينة المطلة على الدانوب المثيرة للإعجاب.
السير بحد ذاته في حي «أندراشي» مصدر فرح للسكان المحليين والزوار على حد سواء، ولكن بوجود المتاجر الرئيسية المتألقة من العلامات التجارية العالمية أيضا، جعلها وجهة مفضلة للمتسوقين المميزين، لافتا إلى أنها موطن لمجموعات الفن المعاصر والكلاسيكي، فلقد كانت بودابست ومازالت مصدر إلهام وجذب لعشاق الفنانين القدامى والباحثين عن المواهب الجديدة في ظل الكم الهائل من المعارض الفنية المعاصرة، فهي مدينة الثقافة والفن.
أشيكي: كل فصل من الفصول الأربعة في اليابان له سحره الخاص وما يميزه من احتفالات
أشار السفير الياباني لدى البلاد تاكاشي أشيكي أن بلاده وجهة سياحية مميزة تجمع بين العراقة والمعاصرة، لافتا إلى أنه من الصعب حصر المعالم السياحية في اليابان، فلكل مدينة طابعها ومعالمها السياحية الخاصة، موضحا أنه بجانب طوكيو التي تعرف بنمط الحياة السريعة، هناك العديد من المدن اليابانية مثل أوساكا وكيوتو ونارا وهي مدن عريقة تتمتع بطبيعة خلابة لا يمكن للسائح أن يفوتها عند زيارته لليابان. وأشار أشيكي إلى أن كل فصل من الفصول الأربعة في اليابان له سحره الخاص وما يميزه من احتفالات، بل إن هناك تحية خاصة بكل فصل من فصول السنة، لافتا إلى مجموعة من أبرز المعالم السياحية في بلاده ومنها معبد الجناح الذهبي أيقونة السياحة في اليابان، قلعة هيميجي الشهيرة ذات التصميم المعماري الفريد، برج طوكيو، القصر الامبراطوري في طوكيو، جبل فوجي، سوق السمك (سوق تسوكيجي)، منتجع ديزني في طوكيو والمدينة الالكترونية (أكيهابارا). وبيّن أشيكي أن التسهيلات التي تقدمها السفارة في مجال إصدار تأشيرة ساهمت في رفع أعداد السائحين الكويتيين في اليابان، حيث وصل عددهم 3060 سائحا في عام 2016، بينما كان عددهم لا يتجاوز 278 في عام 2009.
وأوضح أشيكي أن تكلفة المعيشة في اليابان تقريبا تساوي مثيلتها في الكويت.
سونيل جين: المثلث الذهبي جولة فريدة في مدينتي أغرا في ولاية أوتار براديش وجايبور عاصمة ولاية راجاستا
أكد السفير الهندي لدى البلاد سونيل جين أن بلاده بما تملكه من تاريخ عريق وسحر وجمال تعتبر وجهة سياحية مميزة تناسب كل ما يتمناه السائح الكويتي، لافتا إلى عدد من الأماكن السياحية المميزة فيها والتي تمثل زيارتها تجربة فريدة مثل المثلث الذهبي.
وأستعرض جين عددا من الوجهات والمدن السياحية المميزة التي رشحها للمواطنين الكويتيين لزيارتها خلال عطلة الصيف مثل آثار دلهي والقلعة الحمراء من العصر المغولي، ضريح سافدارجونغ، قطب منار، مسجد جامع وبوابة الهند التي بنيت بمنزلة نصب تذكاري للجنود الذين شاركوا في الحرب الأفغانية الأولى التي خاضها الحكام البريطانيون آنذاك، لافتا إلى أن منطقة أغرا التي تقع في ولاية أوتار براديش، معروفة بشكل خاص بوجود تاج محل الشهير أحد عجائب الدنيا السبع الحديثة الذي بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان في ذكرى زوجته.
وأشار جين إلى أن مدينة جايبور والتي تعرف باسم المدينة الوردية هي ثالث مدينة بالمثلث الذهبي، وتعتبر مدينة الفرح للزائر، موضحا أن ولاية كيرالا والتي يطلق عليها بلاد الله، هي أرض الأنهار والمحيطات المائية ولديها أربعة وأربعون نهرا مع العديد من الروافد والفروع تجعل منها جنة خضراء، مبينا أن سلسلة جبال الهيمالايا تقع في شمال الهند وتمتد من ولاية جامو وكشمير إلى ولاية أروناشال براديش الشرقية، موضحا أن جبل ايفرست (8852 مترا) هو أعلى قمة في العالم.