-
850 فندقاً بعدد 32 مليون ليلة سياحية تستقطب 7.5 مليون سائح سنويا
-
25٪ معدل نمو السياح الخليجيين في 2008 وتوقعات بتحقيقه في 2009
-
العائدات السياحية ارتفعت بنسبة 2٪ بالغة 2.5 مليار دولار العام الحالي رغم الأزمة
-
32.8% زيادة في عدد الكويتيين الزائرين لتونس خلال 2008
-
41.8 ألفاً إجمالي الزائرين من منطقة الشرق الأوسط في 2008 والسعودية تتصدر منطقة الخليج بعدد 7193
تونس ـ عمر راشد
تونس الخضراء وحكايات «عزيزة ويونس» في الملحمة الشعبية لـ«أبوزيد الهلالي» وتاريخ الفتوحات الإسلامية على يد القائد الإسلامي «عقبة بن نافع» وبناء مسجد القيروان وقصص النضال البطولي ضد الاستعمار الفرنسي وأشعار «أبو القاسم الشابي» ثوابت ترسخت في عقول الشعوب العربية والإسلامية، وجعلت رؤية تلك الدولة مقصدا على رأس أولويات السياح العرب من مختلف الفئات العمرية، وكانت جسرا ثقافيا للتواصل بينها وبين تلك الدول.
وتونس اليوم تقف شامخة على هذا الإرث الحضاري تستمد منه قوتها وتسعى في الوقت نفسه لبناء حاضرها ومستقبلها تحت رئاسة زين العابدين بن علي الذي استطاع من خلال خطط علمية مدروسة تحقيق أهداف تنموية مرتفعة صنفت الأعلى على المستوى العربي والأفريقي في تقارير منظمة الأمم المتحدة المتعددة، خاصة ما يتعلق بمقياس مؤشر التنمية البشرية، وخاصة في قطاع التعليم ونوعية الحياة وزيادة متوسط دخل الفرد. ولقد أبدع أبوعبيد البكري وأوجز حين قال «ولو دخل الداخل قرطاج أيام عمره وتدبر فيها لرأى فيها كل يوم مستأنف أعجوبة لم يرها في السالف». وقد استطاعت تونس القفز وبقوة على تداعيات الأزمة المالية العالمية من خلال تحقيق معدل نمو بلغ 3% في 2009 وتستهدف تحقيق 4% في 2010 وذلك وفق ما أعلنه رئيس وزراء تونس خلال الأيام الماضية لدى تقديمه خطة عمل الحكومة في 2010 وفي إطار سعي الحكومة الدؤوب للخروج من تداعيات الأزمة المالية العالمية والسعي لتحقيق تنمية مستدامة والتي من خلالها يتم توفير فرص عمل مناسبة وزيادة القدرات الاستثمارية والاقتصادية. وتعد السياحة أحد القطاعات الرئيسية الواعدة في تونس والتي تساهم بشكل رئيسي في الناتج المحلي الإجمالي، فوفق ما ذكره وزير السياحة التونسي خليل العجيمي، فإن عائدات صناعة السياحة ارتفعت منذ بداية العام الحالي وحتى 30 نوفمبر بنسبة 2% مقارنة بنفس الفترة من 2008 لتصل الى 3.21 مليارات دينار تونسي ما يعادل 2.5 مليار دولار، وذلك على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية. وأضاف العجيمي: ووفقا لما نشرته وكالات الأنباء العالمية الأحد الماضي فإن السياحة هي المصدر الاول للعملة الأجنبية وثاني قطاع مستقطب لليد العاملة بعد الزراعة. وذكر أن عائدات السياحة في العام الماضي بلغت 3.3 مليارات دينار واستقبلت 7 ملايين سائح لأول مرة في البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 10 ملايين نسمة. واضاف أن المؤشرات المسجلة تبقى أفضل بكثير من توقعات المنظمة العالمية للسياحة، مشيرا الى اهمية التوافد السياحي من البلدان المغاربية الذي تطور 7.8% خلال هذه الفترة، وقد بلغ عدد الوافدين الى تونس خلال الـ 11 شهرا من هذا العام 6.4 ملايين سائح أي بتراجع بنسبة 2.6% مقارنة بالعام الماضي. ومن المتوقع أن تحقق السياحة نفس نتائج العام الماضي في ظل الازمة العالمية الحالية. وعند الحديث عن السياحة في تونس، فلابد أنك حينها ستؤمن بالمثل القائل ان الفرق بين السمع والمشاهدة هو فرق بين السماء والأرض، وتلك هي تونس اليوم التي جمعت بين أصالة وعبق الماضي المزدهر وحداثة الحاضر المتألق وتطلعات المستقبل المزدهر وفق خطط ورؤى حكومية تهدف لتعزيز وضع المواطن والنهوض بالأداء الاقتصادي ويعد القطاع السياحي أحد أهم تلك المعالم.
وخلال الزيارة التي نظمتها سفارة الجمهورية التونسية في الكويت بالتعاون مع الممثلية السياحية في دبي والخطوط الجوية التونسية والتي امتدت خلال الفترة من 20 نوفمبر ولمدة أسبوع لمسنا بأنفسنا ما سمعنا عنه كثيرا، وجاءت معبرة إلى حد كبير عن وضع القطاع السياحي الذي يعد أحد أهم الموارد السياحية في تونس.
وتسعى وزارة السياحة والديوان الوطني التونسي للسياحة وممثلية السياحة في منطقة الخليج في إمارة دبي وبالتعاون مع الخطوط الجوية التونسية لتسويق منتجاتها السياحية المتميزة في منطقة الشرق الأوسط والتي شهدت طفرة نمو بلغت 25% خلال 2008 في عدد السياح، والتي من المتوقع زيادتها خلال العام الحالي.
وبلغة الأرقام، ووفقا لإحصائيات 2008، أوضح ممثل السياحة في منطقة الخليج محمود دردومي ان عدد الفنادق في تونس بلغ 850 فندقا موزعة على 245 ألف سرير بعدد 32 مليون ليلة سياحية وعدد 7.5 مليون سائح منهم 1.5 مليون سائح ليبي و1.5 مليون سائح فرنسي و950 ألف سائح جزائري، ويأتي في المركز الرابع السياحة الألمانية، والسياحة الإنجليزية في المرتبة الخامسة، فيما تأتي السياحة الإنجليزية في المرتبة السادسة.
وتسعى وزارة السياحة ممثلة في الديوان الوطني التونسي للسياحة للاهتمام بترويج المنتجات السياحية أمام السياح العرب خاصة منطقة الخليج التي حققت نموا بلغ 25% في عدد السياح في 2008 بعدد يتراوح بين 30 و40 ألف سائح تقريبا وهو عدد أقل بكثير من الطموح الذي تسعى وزارة السياحة إلى تنشيطه ومن المتوقع أن يحقق عدد السياح زيادة خلال عام 2009 توازي ما تم تحقيقه في 2008.
أكبر ميناء ترفيهي في أفريقيا
وبجانب الطبيعة الخلابة التي تمتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فإن تونس تمتلك أكبر ميناء ترفيهي في أفريقيا في منطقة ياسمين الحمامات والذي يتسع لـ 720 يختا، في إشارة واضحة للاهتمام بترويج سياحة اليخوت لديها، وبجانب الاهتمام بسياحة اليخوت، هناك اهتمام مستمر بتطوير المراكز العلاجية بمياه البحر والمياه المعدنية بشكل مستمر، حيث تمتلك تونس ما يقارب 7 مراكز علاجية بمياه البحر مزودة بأحدث ما توصلت إليه تلك المراكز على مستوى العالم.
السياحة البيئية
وتخطو تونس خطوات متقدمة في الاهتمام بتدشين سلسلة فنادق بيئية في إطار اهتمامها بالسياحة البيئية، حيث من المتوقع افتتاح أكبر فنادق منطقة ياسمين الحمامات في القطاع البيئي والذي من المتوقع افتتاحه في نهاية مارس من العام المقبل بتكلفة بلغت 98 مليون دينار تونسي.
ورغم أن حجم الاستثمارات الكويتية في القطاع السياحي التونسي لم يتعد 245 مليون دينار تونسي (الدينار الكويتي = 4.2 دنانير تونسية) في الفترة من 1970 – 2008، إلا أن وزارة السياحة وممثلية السياحة في إمارة دبي تسعى لزيادة هذا الحجم خلال المرحلة المقبلة من خلال إلقاء الضوء على السياحة وترسيخ معالم السياحة لدى المواطن الخليجي والمستثمر في آن واحد، مع العمل على توضيح الحوافز الاستثمارية الممنوحة للمستثمرين وخلق بيئة استثمارية جاذبة أمام السياح والتي تحرص وزارة السياحة على منحها بشكل مستمر.
«قرطاج»..التاريخ كما ترويه الآثار
لفظ «قرطاج» مليء بالتاريخ، فحين قامت الأميرة الفينيقية عليسة بتأسيس المدينة لتصبح ندا للإغريق لم تكن تعلم أنها ستكون احدى العلامات التاريخية ليس في تونس وحسب بل في منطقة دول شمال أفريقيا وأحد المعالم الخالدة في التاريخ، حيث تعد المرافئ البونية علامة على العظمة البحرية لهذه المدينة التي تم تدميرها حرقا عند غزوها من قبل الرومان.
وما إن وقفنا على تلك الهضبة الشاهدة على ما كان بين البحر واليابسة من ألفة وتناغم باعتبارها أولى هضاب أفريقيا التي تطل على المتوسط حتى رأينا العاصمة التونسية بوضوح من خلال ذلك الموقع الذي يحمل بين جنباته عبق التاريخ من خلال الآثار التي تنم عن هيبة تلك القلعة البونية العتيدة التي كانت آخر معقل لاذ به القرطاجيون في دفاعهم المستميت عن مدينتهم عام 146 قبل الميلاد.
«بيرصة» حافظة لذاكرة الشعوب والأجيال
وأفادت بأن الحكومة عملت جاهدة على إعادة الاعتبار العالمي الاصيل لهضبة بيرصة فهي الحافظة لذاكرة أجيال وشعوب بما تضمه من آثار قيمة وتحف فنية رائعة تعبر عن تاريخ الهضبة، ساهم في صيانتها وعرضها تضافر جهود العديد من العلماء لاكتشافها والتنقيب عنها طويلا.
حمامات أنطونيوس وسيدي بوسعيد
وبعد قرطاج، انتقلنا الى محطتنا التالية إلى «حمامات انطونيوس» الأثرية التي تقع بالقرب من قصر الرئاسة المطل على شاطئ البحر المتوسط، وهناك شاهدنا عظمة روما التي حرص زعماؤها على بناء الحمامات في الأماكن التي كانوا يقومون بغزوها باعتبارها تقليديا رومانيا أصيلا انتقل معهم إلى الدول التي انتقلوا إليها، ويبدو أن هذا التقليد انتقل ممن عملوا في الماضي إلى الأجيال الحالية على اعتبارها من أكثر المشروعات المربحة بين دول المنطقة.
وبعدها انتقلنا الى قرية سيدي بوسعيد الشهيرة ذات المباني البيضاء بنوافذها الزرقاء والتي تبعث على الاحساس بروعة المكان وتناسق جذاب يجعل من سيدي بوسعيد احد اجمل مواقع المتوسط التي تتربع على اعلى هضبة تطل على مشهد بحري أخاذ وشاعري حيث يرى الزائر أمامه خليج تونس بأكمله.
وأسفل ربوة سيدي بوسعيد لا يمكن للزائر تجاهل قصر النجمة الزهراء الذي بناه البارون دارلنجي والذي يمثل سيمفونية من الجمال المعماري للتراث التونسي ويعد متحفا للموسيقى العربية.
وتتناغم بيوت سيدي بوسعيد المكعبة مع سحر الطبيعة والتي تجد من فوقها تونس وضواحيها كما رسمتها الطبيعة في لوحة جعلت من مقاهي بوسعيد ومقهى الصفصاف في المرسى الشهير ببئره الجميل والجمل الدوار الذي يخرج الماء أحد معالم تونس أمام الكثير من السياح من مختلف الجنسيات والدول.
4000 سائح صيني
وخلال تواجدنا في أذقة «سيدي بوسعيد» لاحظنا انتشار الاسواق التقليدية للمنتجات اليدوية والتى تجذب السياح لما تتميز به من اشكال جميلة وألوان أخاذة كما لاحظنا وجود رحلات مدرسية للاطفال للتعرف على تراث بلادهم، اضافة الى السائحين من اوروبا والصين حيث عرفنا ان هذه الفترة من العام تشهد ما يقارب 4000 سائح من الصين وحدها في تونس في اطار اتفاقية ترويج للسياحة التونسية في العديد من الوجهات العالمية.
ولا يمكنك أن تزور سيدي بوسعيد دون أن تحل ضيفا على أحد المقاهي المطلة على الخليج وبالفعل استمتعنا خلال تواجدنا في احدها بالشاي الاخضر المميز الذي يتم اعداده مضافا اليه الصنوبر، مما يمنحه مذاقا خاصا تتميز به سيدي بوسعيد.
وفي اليوم الثاني انتقلنا الى أقصى شمال غرب تونس بالقرب من الحدود الجزائرية حيث مدينة «طبرقة» التي وهبها الله من الجمال والسحر ما يجعلها مقصدا سياحيا مميزا للسائحين من شتى أنحاء العالم لما تتمتع به من سهول وجبال خضراء وعيون مياه طبيعية وآثار وشواطئ رملية وحياة بحرية متنوعة من الأسماك والشعب المرجانية اضافة الى اعتدال الطقس على مدار العام.
واستكمالا للمتعة والترويح عن النفس يوجد في المدينة ملعب للجولف على مساحة 110 هكتارات من غابات الكتالوس والصنوبر عند الموقع المتميز وهو ملعب غاية في التناغم مع محيطه على هيئة قصر شامخ مطل على ساحة الملعب، كما تتميز المدينة باقامة مهرجان موسيقى الجاز سنويا في تقليد سنوي بدأت نشاطاته منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتبعد المدينة عن العاصمة ما يزيد على 200 كم من العاصمة التونسية في طريق بري بين الجبال والهضاب التي تكسوها الخضرة وهو ما يدل بوضوح على لقب تونس الخضراء الذي طالما سمعناه او قرأناه، وصلنا الى طبرقة حيث نزلنا في فندق دار اسماعيل الشهير، حيث كان في استقبالنا مسؤول السياحة في طبرقة «محمد دبيش» الذي رافقنا الى «حصن جنوى» وهو حصن فينيقي قديم يقع على هضبة عالية تطل على البحر جنوب مدينة طبرقة. ومن جانبه اوضح دبيش أن المدينة تضم ميناء تجاريا وترفيهيا لليخوت والصيد وممارسة الغوص لافتا ان ميناء اليخوت يتسع لـ 100 حلقة «يخت» مما يجعل منه فرصة رائعة لممارسة الرياضات المائية المختلفة.
منتزه الإبر
وتجولنا بعدها على مارينا طبرقة التي تقع اسفل احد الجبال الخضراء وتضم في جنباتها صخورا طبيعية نحتتها العوامل الطبيعية حتى صارت مدببة الشكل كالابر مما جعل التونسيين يطلقون عليها مارينا الابر.
ثم انتقلنا الى وسط مدينة طبرقة حيث الشاطئ الرملي الذي يمارس عليه السكان والزوار رياضاتهم المختلفة من خلال عدد من الملاعب التي اعدت لهم للترفيه عن انفسهم والتمتع بهواياتهم المختلفة.
«حمامات بورقيبة»
وفي اليوم الثالث انتقلنا الى منطقة عين دراهم الحدودية والتي تبعد عن طبرقة نحو 20 كم خلال طرق جبلية ملتوية بارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر واهم ما يميز عين دراهم كما شاهدنا هي السياحة العلاجية والاستشفائية فكانت زيارتنا الى حمام بورقيبة وهو عبارة عن فندق سياحي علاجي يعتمد على العلاج بالمياه المعدنية ويضم 150 غرفة اضافة الى 23 ڤيلا مرفقة بها خاصة بالسياحة العائلية التي يفضلها السائحون من دول الخليج العربي.
السياحة الرياضية
وخلال الزيارة التقينا مدير الفندق خميس مرجان الذي اشار الى ان السياحة الاستشفائية في تونس ارخص بكثير من الدول الاوروبية، لافتا الى ان الفندق يستقبل اعدادا كبيرة من السائحين من فرنسا وايطاليا واسبانيا وانجلترا اضافة الى نسبة ضئيلة من السياحة العربية، وحول تأثير الازمة المالية على السياحة العلاجية في تونس قال مرجان ان الازمة المالية العالمية اثرت على كل شيء الا الرياضة وذلك ما جعل ادارة الفندق تهتم بالفرق الرياضية وتحفيزهم على اقامة معسكراتهم التدريبية بالفندق، لافتا الى استضافة الفندق للفرق الرياضية التونسية والعربية نظرا لتوفير خدمات عديدة لهم من ملاعب ومراكز علاج طبيعي وحمامات سباحة بالمياه المعدنية. وقال ان الفندق كان تابعا للحكومة الا أنه تم خصخصته وأصبح مملوكا لسلسلة المرادي التي اعادت تجهيزه حسب المواصفات العالمية ليصبح احد اهم مراكز العلاج والاستشفاء الطبيعية التي تعتمد على المياه المعدنية.
قرية عين دراهم تعد قلب وبداية غابة خلابة والتي يقع بالقرب منها حمام بورقيبة، ويمتد بالقرب من المدينة قرية بني مطير التي تعود للحقبة الفرنسية وبها سد شهير وتتميز المنطقة بوجود الكثير من المناطق الخضراء التي تأخذك الى سحر الطبيعة التي تتحدث عن نفسها بشكل جدي.
مدينة الحمامات
وفي اليوم الرابع من الزيارة انتقلنا الى مدينة الحمامات حيث بدأت الزيارة في الصباح بالتجول داخل «برج الحمامات» الذي يعد من أبرز الآثار التي تزخر بها مدينة الحمامات التونسية والتي يلتقي في كنفه العديد من الحضارات حيث تحكي أروقته الحروب التي توالت على البرج بغرض السيطرة على المدينة حيث يطل في جانب منها على المدينة القديمة، بينما يطل على الجانب الآخر البحر في منظر عبرت عنه الطبيعة في شكل أبدعته الطبيعة وكأن التاريخ يعانقها في شكل من النادر تكراره.
ياسمين الحمامات
وفي تعليق من مدير منطقة ياسمين الحمامات السياحية التابعة للديوان الوطني التونسي وحيد بن يوسف عن أداء السياحة البينية العربية والمعوقات التي تقف أمام تطويرها وواقع السياحة التونسية في السياحة العربية، أشار بن يوسف الى أن التأشيرات تقف عائقا أمام زيادة عدد السياح الخليجيين حيث يعتبر منع منح التأشيرات للخدم المرافقين للسياح الخليجيين أحد أبرز وأهم تلك المشكلات، اضافة الى ضآلة الميزانية المخصصة للترويج للمنتجات السياحية التونسية خاصة السياحة العلاجية والرياضية وغيرها والتي تعد أحد العوامل الرئيسية لزيادة درجة المنافسة مع الوجهات الأخرى.
«صدر بعل» والعلاج بمياه البحر
وفي اطار سعي وزارة السياحة التونسية لتدعيم دورها على المستوى في السياحة العلاجية بالمياه المدنية وكذلك بمياه البحر، تم زيارة فندق «صدر بعل» الذي يعد من بين الفنادق التي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بوصفه يحوي أكبر جناح رئاسي على مستوى العالم والذي يقع على مساحة 2500 متر مربع ويتكون من 5 غرف كل منها يضم ملحقاتها بالكامل وكذلك غرفة مجهزة للاجتماعات وأخرى للطعام، اضافة الى حمام سباحة مغطى وكذلك حديقة ملحقة بالجناح الرئاسي.
وبالاضافة الى التركيز على سياحة المؤتمرات، استطاع الفندق العمل على ربط العميل من خلال «شخصنة الخدمات» المقدمة للعميل ووضع كل تفاصيل العميل واحتياجاته وتلبيتها فورا من خلال فريق عمل متكامل يضم 300 فرد بمن فيهم الادارة العليا ويتركز معظم السياح الزائرين من أوروبا الشرقية والغربية، اضافة الى بعض السياح من الدول العربية خاصة الخليجية والذين يتجهون الى المكان بغرض السياحة العلاجية بمياه البحر. ويعد مركز العلاج بمياه البحر من بين أهم المراكز المهمة على مستوى تونس حيث يضم المركز أكثر من 40 غرفة على مساحة 1542 مترا مربعا ويعتبر السياح الأوروبيون من أهم رواد المركز. ويأمل القائمون على فندق صدر بعل افتتاح مطار نفيضة الدولي الذي تقوم شركة تركية بانشائه وفقا لنظام الـ bot لمدة 40 سنة، حيث تبلغ تكلفة المطار 520 مليون دولار. وتهدف وزارة السياحة بجانب التركيز على الاسواق العربية، العمل على دعم تنشيط السياحة الرياضية وسياحة المؤتمرات وسياحة اليخوت وكذلك التركيز على رياضة الجولف. وتعد منطقة ياسمين الحمامات احدى أهم الوجهات السياحية في تونس وهي من أشد المناطق جذبا للسياح، حيث تضم 43 فندقا، اضافة الى وجود 3 فنادق تحت التأسيس وتبلغ الطاقة الاستيعابية بها 19 ألف سرير بنحو 3 ملايين ليلة سياحية، ويتركز معظم السياح في المنطقة على السياحة الليبية والجزائرية والفرنسية والايطالية والانجليزية.
القيروان رابعة الثلاث
ترتبط تونس في ذهن الكثير من المسلمين ارتباطا وثيقا بمسجد عقبة بن نافع في مدينة القيروان والتي تعد أحد أهم المزارات الدينية في تونس، وعندما تزور مسجد القيروان تستوقفك الكثير من الأمور التي يعجز العقل عن تصورها، فالمسجد الذي يضم 414 عمودا جمعت من خرائب رومانية في العديد من الدول هو تحفة معمارية وفنية يحتفى بها أهل القيروان.
ومن الطريف أن تجد أعمدة من بين 414 عمودا تم نقلها من مصر عن طريق البحر وتحديدا من مدينة الاسكندرية لتوضع في المسجد الذي يعتقد أهل القيروان أنه رابع الثلاث بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة والمسجد الأقصى في القدس الشريف.
وبعدها انتقلنا الى زيارة «بئر بروطة» وهي أحد المعالم السياحية في المدينة حيث أشار المرشد السياحي بشير العقرباوي الى أن البئر تعد مقصدا للكثير من السياح في المدينة، منوها ان الجمل الذي يصعد الى البئر لا يعود منها الا بعد أن تفارقه الحياة.
طبرقة: الطبيعة «الأسطورة» والجمال «الخالد»
بين منحنيات الطريق الممتد بين تونس وطبرقة أنت تشاهد جمالا تعجز الكلمات عن وصفه، فالطبيعة تجعلك تتأمل في سكون وهدوء، والتي عرفنا منها سر تسمية تونس بالخضراء في الذهن العربي.
وقد أثارنا ما سمعناه ان تونس لديها اكتفاء ذاتي من الفواكه «الغلال» والتي يتم انتاجها من ماء المطر وكذلك المحاصيل الأخرى والتي في معظمها يتم انتاجها طبيعيا دون الاعتماد على مواد كيميائية.
ومن بين المحطات المهمة في الرحلة مدينة «طبرقة» والتي أسماها الفينيقيون «طبراقة» أي المكان الظليل، والتي حفر البحر فيها خليجا تتقدمه جزيرة طبرقة وتحف به رمال الزوارع شرقا والابر الصخرية المعروفة بالأسد الأصفر غربا.
وتشتهر المدينة بالمرجان الذي كانت مادته مطمعا لايطاليا واسبانيا وفرنسا، هذه الدول التي حاولت في القرون السادس والسابع والثامن عشر الاستيلاء عليها وحيازة موقع متقدم فيها.
وفي منطقة ياسمين الحمامات تجولنا بين أنواع عديدة من الفنادق والتي تتناسب مع جميع الدخول، وكذلك رأينا الاهتمام بتوفير الخصوصية للسائح الخليجي من خلال الاهتمام بقطاع الشقق الفندقية بالاضافة لوجود 43 فندقا بالمدينة.