بعد عودة الحجاج وانتهاء موسم الحج، عادت شركات الطيران العاملة في الكويت الى وضعها التشغيلي السابق في موسم التشغيل المنخفض لتواجه انخفاضا في عدد الحجوزات بشكل عام متأثرا بالموسم الحالي وانفلونزا الخنازير والازمة المالية العالمية، ومما زاد الوضع سوءا ازمة ديون دبي التي عصفت بالقطاعات الاقتصادية المختلفة بما فيها قطاع النقل الجوي والتي لم يظهر لها اي اثر يذكر حتى الآن على صناعة النقل الجوي في المنطقة.
الا ان مراقبين ومتابعين للصناعة وعاملين فيها اكدوا لـ «الأنباء» ان ازمة ديون دبي ستكون لها تداعيات على الصناعة، لاسيما ان طيران الامارات اكبر شركة نقل جوي عاملة في المنطقة مملوكة لإحدى هاتين الشركتين، مما يجعل لهذه الازمة تداعيات غير مباشرة على القطاع، وعلى المدى الطويل في المنطقة، خصوصا ان قطاع النقل الجوي في منطقة الشرق الاوسط غرد خارج السرب بتحقيقه معدلات نمو عالية بحسب تقرير اياتا في السنتين الماضيتين، لافتين الى ان الازمة ستكون لها تداعيات على تقارير اياتا المستقبلية من ناحية نمو شركات الطيران والوضع التنافسي بين هاتين الشركتين، مما يزيد الاحتمالات والتوقعات بانتقال حمى الاندماجات في شركات الطيران الى منطقة الشرق الاوسط بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص.
ورغم ذلك فإن الرئيس التنفيذي لطيران الامارات تيم كلارك وفي لقائه مع صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية الاسبوع الماضي قال ان شركة طيران الامارات التي تعاقدت على طلبيات طائرات تقدر قيمتها بنحو 55 مليار دولار بما في ذلك اكثر من 50 طائرة ايرباص عملاقة طراز ايه 380 ليست لديها خطط لالغاء شراء الطائرات وانها ستلتزم بإعادة سداد السندات.
وفي سياق متصل، قال رئيس شركة ألافكو لتمويل وشراء وتأجير الطائرات احمد الزبن اول من امس في تصريح لوكالة «بلومبيرغ»، ان شركة ألافكو لن ترتبط بالتزامات اضافية للعام المقبل نظرا لظروف الركود الاقتصادي، والتي اعتبرها المراقبون خطوة ذكية من الشركة لمراقبة الوضع الذي يكتنفه الكثير من الغموض بالنسبة لمستقبل شركات الطيران في المنطقة واعتبرت ازمة ديون دبي ناقوس الخطر لإعادة الحسابات جيدة.