كلمة واحدة كانت كافية لاستنفار همم القطاع الخاص الكويتي بشركاته المتعددة للنهوض باقتصاد دولة كاملة وتحمل اعباء تنميتها، فعندما القى رئيس دولة جزر القمر أحمد سامبي كلمته في القمة الاقتصادية التي انعقدت في الكويت قال «تعالوا واستثمروا عندنا فنحن بحاجة إلى استثماراتكم» فلم يكن من الشركات الخاصة الكويتية إلا ان بدأت بالعمل إضافة الى تلك الجهود التنموية والمساهمات الكريمة التي قدمتها الكويت دولة وشعبا لهذا الشعب العربي المسلم، فسارعوا الى تنظيم منتدى الاستثمار القمري الأول في الكويت والذي اختتم اعماله الناجحة خلال الأسبوع الماضي بعرض 12 مشروعا تنمويا مختلفا ينصب معظمها في قطاع السياحة.
مورشيوس على الطريقة الكويتية
مصادر مطلعة في شركة «كومورو غولف القابضة» اكدت لـ «الأنباء» ان العمل يسير على قدم وساق في جزر القمر من قبل الشركات الكويتية لتحويل الجزر الثلاث إلى محطة سياحية من الطراز الأول تنافس مورشيوس على المستوى العالمي، حيث قامت شركة «ربان القابضة» التابعة لمجموعة عارف بتأسيس شركة طيران وطنية قمرية لربط الجزيرة بالعالم على ان تكون عمليات الشركة انطلاقا من احد مطارات دول الخليج كمحور مواصلات لها.
كما قامت شركة «كومورو غولف القابضة» بتأسيس شركة اتصالات محمولة على متن الجزيرة بالتعاون مع شركة اتصالات اوروبية ذات مستوى عال لإدخال الجزر في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية، وفيما يخص القطاع المالي قامت الشركة بتأسيس بنك لتقديم الخدمات المالية للجزيرة والسياح القادمين إليها باسم «البنك الفيدرالي التجاري» أما في القطاع السياحي فقد تم الانتهاء من بناء فندق من فئة 4 نجوم والقيام بتشييد منتجع سياحي من فئة 5 نجوم وواجهة بحرية اضافة الى البنى التحتية في محطات الكهرباء ومعمل للأسمنت ومزارع للأبقار وغيرها، اضافة الى شركة لصيد الاسماك تقوم شركة الاسماك الكويتية بتدريب كوادرها البشرية في الوقت الراهن على ان تقدم لها طرادات صيد بحري وسفن تعليب في وقت لاحق.
وبينت المصادر ان الجزر تتمتع بموقع جغرافي وسياحي مميز بحسب موقعها قرب جنوب افريقيا عند قناة موزمبيق في المحيط الهندي وطبيعتها التي تمتاز بخضرة دائمة وزهور فريدة اضافة الى مناخ استوائي معتدل مما جعلها بلادا بكرا اضافة الى تمتعها بنظام ديموقراطي فيدرالي.
وكشفت المصادر عن وجود اهتمام لشركات كويتية اخرى للدخول على خط الاستثمار في «القمر» بعد الملتقى الناجح في الكويت لاسيما تلك الاستثمارات في القطاع السياحي حيث ان شركة كومورو القابضة كانت القدوة لهذه الشركات من خلال استثمارها في مشاريع ضخمة كفندق «ايتساندرا بيتش» من فئة 4 نجوم باستثمار يبلغ 5 ملايين دولار، بالاضافة الى شروعها بتنفيذ كورنيش غراند كومور في العاصمة مورني الذي يتضمن فندقا عالميا من فئة 4 نجوم ومجمع شقق فندقية ومكاتب للشركات مع قاعة للمؤتمرات ومركز اعمال ومركز تسوق.
وبعيدا عن القطاع الخاص فإن الكويت كان لها بصمات متعددة في جزر القمر من خلال اللجان الخيرية الكويتية ومن ابرزها لجنة العون المباشر التي تقدم الخدمات التعليمية والاجتماعية والمساعدات الطبية والإنسانية، كما قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية 4 قروض لجرز القمر كان الأول في عام 1976 بقيمة 1.758 مليون دينار لاستكمال اجزاء الطرق الرئيسية في جزر القمر الكبرى والثاني في عام 1979 بقيمة 1.478 مليون دينار لمشروع طريق بوموني ـ مويا، ومعدات صيانة الطرق، والثالث في عام 1981 بقيمة 836 الف دينار لتطوير شبكة المواصلات اللاسلكية والرابع في 1982 بقيمة 2.610 مليون دينار لتطوير ميناء متسامورو.
مما يجعل الآمال عريضة في تحويل «جزر القمر» إلى مقصد سياحي عالمي خلال السنوات القادمة ينافس أشهر الجزر هناك.
مناخ استوائي وموقع مميز
تتألف دولة جزر القمر من جزر تقع في المحيط الهندي على مقربة من الساحل الشرقي لافريقيا على النهاية الشمالية لقناة موزمبيق بين شمالي مدغشقر وشمال شرق موزمبيق، واقرب الدول الى جزر القمر هي موزمبيق وتنزانيا ومدغشقر وسيشيل.
تبلغ مساحة جزر القمر 1.862 كليومتر مربع (اي 863 ميلا مربعا) لذا تعد ثالث اصغر دولة افريقية من حيث المساحة ويقدر عدد سكانها بـ 798.000 نسمة وبذلك تعد سادس اصغر دولة افريقية من حيث عدد السكان على الرغم من انها من اعلى الدول الافريقية من حيث الكثافة السكانية، كما انها هي الدولة الأقصى جنوبا في جامعة الدول العربية.
تتكون الدولة رسميا من اربع جزر في ارخبيل جزر القمر البركاني وهي: نجازيجياو، جزيرة موالي وجزيرة انزواني وجزيرة ماهوري بالاضافة الى العديد من الجزر الاصغر مساحة. وعلى الرغم من ذلك، فإن حكومة الاتحاد القمري لم تحكم مطلقا جزيرة مايوت التي تعتبرها فرنسا مستعمرة فرنسية عبر البحار ولازالت تحكمها ويرجع ذلك الى ان مايوت كانت هي الجزيرة الوحيدة في الارخبيل التي صوتت ضد الاستقلال عن فرنسا.